الأربعاء 24 أبريل 2024 12:24 صـ 14 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

روسيا الشيطان المظلوم

أ/ محمد فاروق
أ/ محمد فاروق

كانت جمهورية روسيا الإتحادية ومن قبلها الاتحاد السوفيتي دولة صاحبة تدخلات سلبية فى العالم العربي والإسلامي وقد قاسى المسلمون فى جمهوريات أسيا الوسطى وأفغانستان والبلقان الوجود الروسي المعادي للمسلمين وبعض الحروب التى استمرت لسنوات طويلة.

وتعتبر كثير من الدول الإسلامية روسيا شيطاناً أدى لحدوث خراب ودمار فى بلادها ولوجهة النظر هذه كل الحق ، لذا مع بداية الحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا نتيجة اعتداء روسيا على جارتها تسابق الجميع لإدانة الغزو الروسي نتيجة التدخلات الروسية السافرة فى بعض الدول ولكن من وجهة نظرى المتواضعة أن الأمر مختلف هذه المرة فأوكرانيا إحدى دول الإتحاد السوفيتى سابقاً وقد انفصلت عنه فى تسعينات القرن الماضي ومنذ هذا الإنفصال الرسمي إلا أن التبعية كانت لا تزال لروسيا حتى عام 2014 .

ولكن عندما تم انتخاب رئيس أوكراني يعمل لمصلحة بلده فقط دون النظر للمصلحة الروسية ، وقام بنقل تبعية أوكرانيا من الشرق الروسي إلى الغرب الأمريكي والأوروبي بل طلب صراحة الإنضمام إلى حلف الناتو الذى تم تأسيسه خصيصاً من أجل التصدي للاتحاد السوفيتى ولكنه استمر حتى بعد تناثر عقد الجمهوريات السوفيتية .

وباستعراض مطلب أوكرانيا بالانضمام لحلف الناتو – من وجهة النظر الروسية – سنجد أن حلف الناتو المعادي لروسيا سيكون على حدودها مباشرة ويستطيع تمثيل ورقة ضغط عندما تنتشر دفاعات حلف الناتو حول الحدود الروسية وهذا بالطبع يمثل خطر شديد على قوة روسيا ومستقبلها الاستراتيجي بل ووجودها بالكلية ، لذا لم تنتظر روسيا وأخذت خطوة استباقية وقامت بضرب أوكرانيا قبل فوات الآوان وبنظرة عامة نجد أنها عملية غزو على دولة جارة وصديقة ولكن إذا نظرنا للموضوع بنظرة متفحصة للخطر المحيط بالأراضي الروسية فى حال انضمام أوكرانيا لحلف الناتو فإن هذا الغزو يعتبر دفاع عن المصلحة العليا والوجود الروسي.

وللأسف الشديد تخلى الغرب عن أوكرانيا وتركها تواجه مصير سيئ ووقفت بمفردها أمام دولة ذات تسليح على أعلى مستوى تكنولوجيا وعدداً مما يهدد بزوال أوكرانيا من خريطة العالم وابتلاع الدب الروسي لهذه الدولة مرة أخرى.

الخلاصة من هذه التجربة المريرة هى أن العالم لا تقوده المبادئ والأخلاق والمعاهدات بقدر هيمنة القوة والسلاح والمصلحة الذاتية . . .