تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
{إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
إن صلاة قيام الليل هي ثمة المؤمنين ومن أكثر الصلاوات أهمية عند المؤمنين الذين تعلق قلبهم بالله عز وجل والذين يفضلون الآخرة عن الدنيا،
صلاة قيام الليل فرضت قبل الصلوات الخمس، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
فضلها:
فضل قيام الليل عظيم سيحصده صاحبه، يوم القيامة ينادي خازن مالك النار يقول يا مؤمن يا عبد الله مر سريعاً فإن نورك أطفأ ناري، ومن فضل صلاة قيام الليل .. إجابة الدعاء، ففي الليل ساعة لا يسأل فيها المسلم شيئًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه.
- في رمضان له فضل آخر علمنا إياه النبي محمدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حيث قال في الحديث الصحيح: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، لأن العبد يقبل على الله تعالى في وقت الليل فلا يراه أحد إلا الخالق -جل شأنه- فيتجلى الإخلاص في هذه العبادة بأسمى معانيها.
- وأفضل وقت لصلاة قيام الليل من حين الإنتهاء من صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر، ولكن الوقت الأفضل لهذه الصلاة هو الثلث الأخير من الليل؛ لأنّ الله -عزّ وجلّ- ينزل إلى السماء في الثلث الأخير كما رُوي في الحديث الشريف: «إذا مضى شطرُ اللَّيل، أو ثُلُثاهُ، ينزِلُ اللَّهُ تبارك وتعالى إلى السَّماء الدُّنيا، فيقول: هل من سائِلٍ يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجابُ له؟ هل من مُستغفرٍ يُغفرُ له؟ حتَّى ينفجر الصُّبح»
فاللهم يارب اجعلنا من اهل صلاة الليل الذين هم خاشعون تتجافي جنوبهم عن المضاجع طالبين رحمتك ولقاك، يا أكرم الأكرمين فأنت أعظم من يسأل وأكرم من يستجيب"
