الثلاثاء 16 أبريل 2024 07:21 صـ 7 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

أماكن وحكايات..المتحف القبطي

المتحف القبطي
المتحف القبطي

المتحف القبطي يقع هذا المتحف في مصر القديمة داخل حدود حصن بابليون وقد بدأ تشييده أيام الفرس ولكن حدثت عليه العديد من الإضافات في عهد الإمبراطوريين الرومانيين أغسطس وتراجان ثم أضاف إليه من جاء بعدهم من أباطرة الرومان. لعب العالم الفرنسي (ماسبيرو) دوراً هامة في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري. بعد ذلك طالب مرقس باشا سميكة عام 1893م بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون. وقد جاهد هذا الرجل طويلاً حتى تمكن من إقامة المبنى الحالي للمتحف الذي افتتح عام 1910 وعين هو أول مدير له. أما أول دليل للمتحف فتم نشره عام 1930

يعد هذا المتحف أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية وهو يضم الأقسام الآتية

قسم الأحجار والرسوم الجصية.
قسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات.
قسم الأقمشة والمنسوجات.
قسم العاج والأيقونات.
قسم الأخشاب.
قسم المعادن
قسم الفخار والزجاج

بمجرد أن تطأ قدميك أرض المتحف، سيلفت انتباهك طابع الفن القبطي الممزوج بالتقاليد المصرية القديمة، والحضارة الهلينسية، والبيزنطية، والإسلامية، حيث تجمع مقتنياته ما بين القطع الأثرية والوثائق التي تساعد على دراسة تاريخ مصر منذ بداية ظهور المسيحية، ويتألف المتحف من مبنيين يربط بينهما ممر صغير، ينقسم إلى 26 قاعة، تعرض المقتنيات في فاترينات اصطفت بطريقة مرتبة داخل القاعات.

يبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 مقتنى وقد رتبت مقتنيات المتحف تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان ونذكر من أهم مقتينات المتحف:

يضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الاثاث الخشبية والأبواب المطعمة. وجدير بالملاحظة أنه يضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة. الألواح يمكن تمييزها حيث قاموا بتركيبها في العصر الفاطمي أثناء القرن الحادي عشر والثاني عشر.

يضم المتحف أكثر وأشهر الآثار المتبقية من الإمبراطورية الرومانية في مصر، حيث يبلغ عددهم 16 ألف قطعة أثرية، أما عن أهم مقتنيات المتحف فهو كتاب "مزامير داوود"، الأثر الوحيد الذي تفرد بتخصيص قاعة كاملة له، وهي القاعة رقم 17، ويعتبر باب كنيسة القديسة بربارة، الذي صنع من خشب القميز، ومذبح كنيسة القديسين سرجيوس وواخس، أهم القطع الخشبية الموجودة بالمتحف، فمن خلالها يمكن دراسة فن النحت فيما بين القرنين الرابع والسادس، بالإضافة إلى بعض الآثار الخشبية، مثل الأحجبة والأبواب التي ترجع إلى القرنين العاشر والرابع عشر، والتي توضح تأثيرات الفن القبطي.

ويوجد بالمتحف شاهد قبر مصنوع من الحجر الجيري، يرجع إلى نهاية القرن الرابع الميلادي، نقش عليه علامتي الصليب والغنخ بطريقة متداخلة، وقطعة من النسيج، تعود إلى القرن السادس الميلادي، نُسج عليها بعض الرموز المسيحية، ومشط من العاج، يعود إلى القرن السابع الميلادي، يظهر بعض معجزات نبي الله عيسي، بالإضافة إلى تاج عامود مصنوع من الحجر الجيري، يعود إلى القرن السابع الميلادي، مزين بنقوش على شكل عناقيد العنب.

وتعد الكتبة أهم قاعات المتحف، فهي تضم 10 آلاف مخطوطة، و700 كتاب، و1000 وثيقة، عبارة عن ورق ونسج من الكتان، بالإضافة إلى مكتبة فلسفة العارفين بالله، وهي عبارة عن 578 ورقة بردي، بالإضافة إلي عدد كبير من اللوحات الجدارية، أشهرها لوحة تمثل السيدة مريم وهي تقف وسط 12 من الحواريين، ولوحة أخرى تمثل نبي الله عيسى وهو جالس أعلى اللوحة، ولوحة أخري توضح قصة خروج آدم وحواء من الجنة، وحفائر تروي قصصا ذكرت في الإنجيل والتوراة، وقد جُهزت المكتبة بوسائل تحمي تلك المخطوطات من الرطوبة والإضاءة،

المجموعة تستقر في الجناح الجديد الذي يظهر مختلف الأنواع والطرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الاكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والانشطة الريفية، مرورا بالتراث الهيللينستى والقبطي حتى الصيغ الفنية الإسلامية في مصر. ويضم المتحف القبطي مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين وهو عبارة عن تحفة معماري.

تُعد "أيقونة الهروب"، أهم مقتنيات المتحف القبطي، لأنها توضح رحلة العائلة المقدسة في مصر، بجوارها مجموعة فريدة من المعادن، تعود إلى القرن العاشر الميلادي، عُثر عليها في مقبرة بإحدى الكنائس المهجورة بالفيوم، وهي عبارة عن أبواب مصفحة بالبرونز، بالإضافة إلي قبة مذبح مصنوعة أيضا من البرونز، والأدوات التي تستعمل بالكنائس في الإنارة، تجاورها عدد ضخم من الأدوات الفخارية والأختام القبطية.

بمجرد عبور الممر الصغير ودخول الجناح القديم، نجد فاترينة تحتوي على مناظر نيلية توضح عملية الصيد، وأخرى تظهر النباتات المائية، بالإضافة إلى قطع حجرية تمثل الإله "نيلوس"، رمز النيل عند الإغريق، كما يوجد مجموعة من التصاميم الهندسية المختلفة، وبعض اللفائف النباتية كأوراق شجر العنب ونباتات الأكانتس، وعدد من الأفاريز المزدانة بنقوش على شكل أرانب، وبعض الطيور مثل الطاووس، بالإضافة إلى شواهد القبور التي عُثر عليها في أهناسيا في العصر القبطي المبكر، إلى جانب أقدم مخطوطات للكتاب المقدس.

بنى المتحف القبطي ليسد ثغرة في التاريخ والفن المصري. المجموعة الكبيرة من التحف والتي أغلبها ذات شأن كبير من الأهمية للفن القبطي في العالم

لقد شيد المتحف على أرض "وقف" تابعة للكنيسة القبطية التي قدمها عن طيب خاطر تحت تصرف مؤسسه قداسة المتنيح كيرلس الخامس (توفى عام 1927 ميلادية وأعقبه أنبا يؤنس التاسع عشر في 1929 ميلادية) يقع المتحف القبطي في مكان غاية الأهمية من الناحية التاريخية فهو يقع داخل أسوار حصن بابليون الشهير الذي يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر، وتبلغ مساحته الكلية شاملة الحديقة والحصن حوالي 8000 م، وقد تم تطويره بجناحيه القديم والجديد والكنيسة المعلقة وتم افتتاحه بعد ذلك عام 1984

وقد ظل المتحف القبطي تابعاً للبطريركية القبطية حتى عام 1931 ثم أصبح تابعاً لوزارة الثقافة. يتراوح متوسط عدد الزائرين اليومي من 200 إلى 250 فرد من جنسيات مختلفة