السبت 20 أبريل 2024 12:15 مـ 11 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

صورة اليوم ”مسجد الملكة صفية”

صورة
صورة

يقع هذا المسجد بالداودية، ويتوصل إليه من أحد الشوارع المتفرعة من شارع محمد علي قريبا من القلعة، أنشأه أحد مماليك الملكة صفية زوجة السلطان مراد الثالث العثماني ووالدة السلطان محمد الثالث، وسمى باسمها وهو مبنى على مثال المساجد العثمانية .

هو - كمسجد سليمان باشا بالقلعة- يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أعمدة رخامية، وبالحائط الشرقية لهذا الصحن ثلاث أبواب، أهمها الأوسط منها، ثبت فوقه لوحة تذكارية كتب بها أن هذا الجامع أنشأته والدة السلطان محمد خان على يد إسماعيل أغا ناظر الوقف سنة 1019 هجري.

وتؤدى هذه الأبواب الثلاثة إلى حيز مربع يبرز من جانبه الشرقي دخلة القبلة بصدرها المحراب وإلى جواره منبر رخامى، ويغطى هذا المربع قبة كبيرة في الوسط تحيط بها قباب صغيرة محمولة على عقود حجرية ترتكز على ستة أعمدة من الجرانيت، ويحيط بدائر رقبة القبة الكبيرة شرفة لها درابزين من الخشب الخرط، وفتح بها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون. وتقع دكة المبلغ فوق الباب الأوسط في مواجهة المحراب، وهي محمولة على عمودين من الرخام ولها درابزين من الخشب الخرط. وقد بنى المسجد مرتفعا عن مستوى الطريق، ووجهاته تسودها البساطة التامة، وأمام كل باب من أبوابه سلم دائرى ضخم، ومنارته على الطراز العثماني وهي أسطوانية ولها دورة واحدة وتنتهى بمسلة مخروطية.

الملكة صفية هي السلطانة التى كانت فى الأصل جارية من بنات البنـدقية والتى بعد أن أسرها القراصنـــــــة اثناء رحلة بحرية باعوها إلى رجال السلطان ( مراد الثالث ) فضمهـــــا إلى صفوف زوجاته فأنجبت له ولدا أطلق عليه ( محمد فاتح القسطنطينية ) وكانت الملكــــــة صفية على قدر كبير من الجمال فكانت تشارك زوجـها السلطان فى القرارات والمحادثــات التى تهم أمور البلاد وبعد دخـــــــول زوجها فترة الإحتضار واثناء الأستعدادات لإعداد جثمانه للدفـــن سارعت الملكة إلى ولدها محمد خان تطلب منه الجلوس فى صدر العـرش لإستقبال الوفود لقبول العزاء وكان له ثمانية عشر أخ غير شقيق ولكن محمد لم يجد أحدا بجواره فأرسل إليهم للوقوف بجانبه لتلقى العزاء ولكن أخبرته والدته بأنهم سبقوا إلى المدافن لتجهيز عملية الدفن ، لكن محمد خان لم يعلم إن أمه سبقت يدها إلى أخوته فأرسلت عدد من المماليك لخنقهم واحـــد يلى الأخـــر وأرسلت جثثهم إلى ضريح زوجهـــا ليدفنــــوا معه وقد أخبرت أبنها بذلك وقالت له ألا تعلم إن أباك السلطان مراد خان قد فعل ذلك من قبل مع زوجته فقـتــل أخوته الخمسة حتى لا يزاحمونه على العرش بعد وفاة أبيه السلطان سليم الثانى
هذه حكاية السلطانة التى جعلت من زوجها وإبنها ألعوبة فى يدها لكنها لم تستطيع مع حفيدهــــا السلطان أحمد الذى تولى العرش بعد موت أبيه فرفض الانصياع لأهواء جدته السلطانة أو الملكـــة صفية واضعا تحت تصرفها قصرا جميلا على ضفاف البوسفور تقضى فيــه حياتهـــــا بعيدا عن القصر وأمور البلاد فأرادت أن تبقى أثرا يذكره التاريخ فأوفدت أحد مماليكها إلـــــى مصر حيث نقش أسمها على لوح رخامى فى مسجد مبنى من الحجر الأحمر أدعت أنها شيدته ليبقــــــى بذكراها ويشد أنتباه كل المار بشارع محمد على ومنطقة الداودية

تنسب الداودية الى داود باشا الخادم والى مصر فى مطلع سنة 945هـ/1538م . وتوفى سنة 956هـ/1549م .
يعتبر داوود باشا من أعظم ولاة مصر خلال العصر العثماني، فقد تميز بثقافته الرفيعة، وكان ينزل العلماء منزلاً كريماً، كما كان مغرماً باقتناء الكتب العربية، هذا إلى جانب اتصافه بالحلم وكرم الأخلاق. كما كان شديد التدين، فقد أوصى حينما شعر بدنو أجله أن يدفن بجوار قبر الإمام الليث بن سعد، وقد تحقق له ما أراد.
وله العديد من المنشآت المعمارية في الحجاز ومصر والشام، ومن اهمها منطقة الداودية ويعتبر جامع داوود باشا بالقرب من ميدان السيدة زينب من أشهر منشآته المعمارية. ويعتبر داوود باشا أول والي عثماني يدفن بمصر.