الأربعاء 8 مايو 2024 02:35 مـ 29 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
المنتخب الأوليمبي يفاضل بين عروض ودية استعداداً لمعسكر يونيو وزيرة التضامن تستعرض تقريراً عن نتائج حملات الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات بين سائقي الحافلات المدرسية وزير التجارة يبحث مع ممثلي غرفة مواد البناء الآليات التنفيذية بتطوير منطقة شق الثعبان وزيرة الهجرة تستقبل أحد رموز الجالية المصرية بالكويت وزيرة البيئة تستعرض دور الهيدروجين الأخضر في تحقيق أهداف مصر للتنمية المستدامة وزيرة التعاون الدولي تعقد جلسة مباحثات مع السفير الهولندي بالقاهرة حجز مجدى شطة على ذمة قضايا أخرى بعد إخلاء سبيله بقضية المخدرات إتهام هانى شاكر ومحسن جابر بالسرقة ونقابة المهن الموسيقية تعلق موسكو تحتضن إجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي الداخلية : ضبط عناصر إجرامية بحوزتهم كميات من مخدر الحشيش بالبحيرة عرض فيلم زهايمر لـ الزعيم في السينمات المصرية والخليجية إحتفالاً بعيد ميلاده ”هايتيرا” تعرض أحدث حلولها وابتكاراتها التقنية لدعم مؤسسات إنفاذ القانون وتعزيز معايير السلامة

تحتفل القاهرة اليوم بذكرى ميلاد الأديب الكبير يحيى حقي

 الأديب الكبير يحيى حقي
الأديب الكبير يحيى حقي

ولد يحي حقي في 17 يناير 1905 في بيت صغير من بيوت وزارة الأوقاف المصرية بدرب الميضةالميضأة وراء المقام الزينبي في حي السيدة زينب بالقاهرة؛ لأسرة تركية مسلمة متوسطة الحال غنية بثقافتها ومعارفها، هاجرت من الأناضول وأقامت حقبة في شبه جزيرة المورة وقد نزح إبراهيم حقي توفي سنة 1890 أحد أبناء هذه العائلة إلى مصر ـ في أوائل القرن التاسع عشر قادما من اليونان، ـ وكانت خالته السيدة حفيظة المورالية خازندارة بقصور الخديوي إسماعيل ؛ فتمكنت من تعيين قريبها الوافد في خدمة الحكومة، فاشتغل زمناً في دمياط ثم تدرج في الوظائف حتى أصبح مديرًا لمصلحة في بندر المحمودية بالبحيرة ؛ ثم وكيلًا لمديرية البحيرة ؛ هذا الرجل هو جد يحيى حقي. وقد كون "إبراهيم حقي" أسرة تركية مصرية؛ فأنجب ثلاثة أبناء هم على الترتيب محمد والد يحيى حقى ومحمود طاهر حقي ولد في دمياط سنة 1884م وتوفي في يناير 1965م وهو الأديب المعروف، وأخيرًا كامل حقي توفي في 2 مايو 1972 م.
تزوج محمد إبراهيم حقي ـ والد يحيى والموظف بنظارة الأوقاف ـ من سيدة هانم حسين التي تنتمي إلى أب تركي وأم ألبانية، وقد التقت أسرتا "سيدة هانم " ومحمد حقي في بندر المحمودية بالبحيرة
تلقى يحيى حقي تعليمه الأوليَّ في كُتَّاب السيدة زينب وبعد أن انتقلت الأسرة من "السيدة زينب" لتعيش في "حي الخليفة"، التحق سنة 1912 بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بشارع "الصليبية" بالقاهرة، وهذه المدرسة تتبع نفس الوقف الذي كان يتبعه سبيل أم عباس القائم حتى اليوم بشارع "الصليبية"، وهذه المدرسة هي التي تعلم فيها مصطفى كامل باشا. قضى "يحيى حقي" فيها خمس سنوات، وفي عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية، فالتحق بالمدرسة السيوفية، ثم المدرسة الإلهامية الثانوية بنباقادان، وقد مكث بها سنتين حتى نال شهادة الكفاءة، ثم التحق عام 1920م بالمدرسة "السعيدية"، انتقل بعدها إلى المدرسة "الخديوية" التي حصل منها على شهادة البكالوريا ولما كان ترتيبه الأربعين من بين الخمسين الأوائل على مجموع المتقدمين في القطر كله، فقد التحق في أكتوبر 1921 م بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وكانت وقتئذٍ لا تقبل سوى المتفوقين، وتدقق في اختيارهم. وقد رافقه فيها أقران وزملاء مثل: توفيق الحكيم، وحلمي بهجت بدوي، والدكتور عبد الحكيم الرفاعي؛ وقد حصل منها على درجة الليسانس في الحقوق عام 1925، وجاء ترتيبه الرابع عشر
قضى يحيى حقي فترة التمرين بمكتب نيابة الخليفة وبهذه الوظيفة بدأ حياته العملية، وما لبث أن ترك بعد مدة وجيزة هذه الوظيفة ليعمل بعدها بالمحاماة ثم سافر إلى الإسكندرية وسرعان ما هجر الإسكندرية إلى مديرية البحيرة ولم يلبث في عمله بالمحاماة أكثر من ثمانية أشهر؛ حتى وجد له أهله وظيفة معاون إدارة في منفلوط بالصعيد الأوسط؛ وبعد وفاة والده عام 1926 فقبلها وتسلم عمله
عاش يحيى حقي في الصعيد، عامين، حتى قرأ إعلانا من وزارة الخارجية عن مسابقة لأمناء المحفوظات في القنصليات والمفوضيات فتقدم إلى تلك المسابقة التي نجح فيها ، فعين أمينا لمحفوظات القنصلية المصرية في جدة عام 1929 ثم نقل منها إلى إسطنبول عام 1930م حيث عمل في القنصلية المصرية هناك، حتى عام 1934؛ بعدها نقل إلى القنصلية المصرية في روما، التي ظل بها حتى إعلان الحرب العالمية الثانية في سبتمبر عام 1939م؛ إذ عاد بعد ذلك إلى القاهرة في الشهر نفسه، ليعين سكرتيرًا ثالثًا في الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية المصرية وقد مكث بالوزارة عشر سنوات رقي خلالها حتى درجة سكرتير أول حيث شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية، وقد ظل يشغله حتى عام 1949م وتحول بعد ذلك إلى السلك السياسي إذ عمل سكرتيرًا أول للسفارة المصرية في باريس، ثم مستشارًا في سفارة مصر بأنقرة من عام 1952 وبقى بها عامين، فوزيرًا مفوضًا في ليبيا عام ١٩٥٣
أُقِيلَ من العمل الديبلوماسي عام 1954 عندما تزوج (في 22/9/1953م) من أجنبية وهي رسَّامة ومثَّالة فرنسية تدعي (جان ميري جيهو)، وعاد إلى مصر ليستقر بها؛ فعين مديرًا عامًا لمصلحة التجارة الداخلية بوزارة التجارة؛ ثم أنشئت مصلحة الفنون سنة 1955 فكان أول وآخر مدير لها، إذ ألغيت سنة 1958، فنقل مستشارًا لدار الكتب، وبعد أقل من سنة واحدة أي عام 1959 قدم استقالته من العمل الحكومي، لكنه ما لبث أن عاد في أبريل عام 1962 رئيساً لتحرير مجلة المجلة المصرية التي ظل يتولى مسئوليتها حتى ديسمبر سنة ١٩٧٠
تولى يحيى حقي رئاسة التحرير من مايو 1962 وحتى نهاية عام 1970، وهي أطول فترة يقضيها رئيس تحرير للمجلة في تاريخها.. لذا ارتبط اسم "المجلة" باسم يحيى حقي، حتى لقد كان شائعاً أن يقول الناس: "مجلة يحيى حقى" واستطاع خلال مدة رئاسته أن يحافظ على شخصيتها كمنبر للمعرفة، والعقل وأن يفتح صفحاتها للأجيال الشابة من المبدعين، في القصة والشعر والنقد والفكر ليصنع نجوم جيل الستينيات في شرفة المجلة" بشارع عبد الخالق ثروت، وظل يحيي حقي يقوم بهذا الدور حتى العام الأخير من رئاسته للتحرير، حيث فوض نائبه الدكتور شكري محمد عياد لإدارة المجلة في خلال الشهور الأخيرة
من أهم أعمال يحيى حقي، روايات خليها على الله صحي النوم يا ليل يا عين، تراب الميري، وعطر الحبايب وتعتبر أهم رواية نالت نصيبا كبيرا من الشهرة الكبيرة وترجمت للغات كثيرة وتحولت إلى فيلم سينمائي هي روايته «قنديل أم هاشم
في ضحى يوم الأربعاء التاسع من ديسمبر، عام 1992م توفي يحيى حقي في القاهرة، عن عمر يناهز سبعة وثمانين عامًا؛ بعد أن أعقب تراثًا كبيرًا من الفكر والأدب؛ إبداعا ونقدًا.