الجمعة 29 مارس 2024 09:54 صـ 19 رمضان 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

مولد السيدة نفيسة

صورة توضيحية
صورة توضيحية

شهد مسجد السيدة نفيسة احتفالا بمناسبة ميلادها الشريف، وشهدت المنطقة توافداً من المريدين والمحبين لإحياء هذه الذكري العطرة والكبيرة وتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا وتعتبر هذه المنطقة والتي يطلق عليها البقيع المصغر نظراً لوجود عدد من المقامات والأضرحة في هذه المنطقة، وهي تطل علي شارع الأشراف، ومن بين المقامات، والمساجد الموجودة فيها مسجد السيدة سكينة ومقام السيدة رقية ومقام السيدة عاتكة.
وجدير بالذكر بأن السيدة نفيسة ولدت في مكة المكرمة، ووالدها الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وانتقل بها أبوها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة من عمرها، فكانت تستمع في المسجد النبوي لعدد من شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه، حتى لقبت بـ "نفيسة العلم"، قبل أن تصل لسن الزواج وتزوجها ابن عمها إسحاق المؤتمن بن جعفر، وأنجبت له “القاسم وأم كلثوم”، وجاءت إلى مصر في عام 193هجرياً.
وذكر المؤرخون رحلتها مع أسرتها إلى مصر، مروراً بقبر الخليل إبراهيم عليه السلام، وقد خرج أهلها لاستقبالها واستقبال آل بيت النبوة رضوان الله عليهم في مدينة العريش، لتصل مدينة القاهرة في 26 رمضان 193 هـ، ورحّب بها أهل مصر، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم، حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات، فخافت، وخرجت عليهم قائلة: "كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى"، ففزعوا لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَل والي مصر السري بن الحكم وقال لها: "يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه"، فوهبها دارًا واسعة، وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيت، ولما وفد الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ، توثقت صلته بنفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء، - لداء في بطنه- وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204هـ، وصلّت عليه تنفيذًا لوصيته، وأثنت عليه قائلة "رحم الله الشافعي كان يحسن الوضوء".