أنباء اليوم
الأربعاء 30 يوليو 2025 02:39 صـ 3 صفر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
روسيا: من المستحيل تحقيق السلام في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية فيكسد مصر تعلن تجديد رخصة تقديم خدمات التوقيع الإلكتروني بعد حصولها على شهادة التصديق من إيتيدا ورشة عمل في كلية طب المستنصرية عن مكافحة الفساد الإداري والمالي وإجراءات القضاء عليه وزارة الطيران المدني تؤكد انقطاع التيار الكهربائي كان لحظيًا ومحدودًا ولم يؤثر علي خدمات الملاحة الجوية الرئيس السيسي يُثمن تصريحات رئيس وزراء المملكة المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية رئيس جامعة المنوفية يترأس اجتماع مجلس الجامعة الزمالك يتعاقد مع أحمد ربيع لاعب البنك الاهلي لمدة 5 مواسم صندوق النقد الدولي يتوقع نموا كبيرا للاقتصاد المصري في 2025 الفنانة مروى اللبنانية تنعى زياد الرحباني وخالص العزاء والمواساة للفنانة فيروز رئيس الوزراء يتابع مع رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عدداً من ملفات العمل وزير قطاع الأعمال العام في زيارة ميدانية موسعة لشركة الإسكندرية للأدوية

مجتمع يقدس النساء في الحياة الالكترونية ويدفنها في الحياة الواقعية

فلسطين -إلهام فارس بكر


يعتبر هذا النسق من الأنساق الثقافية الاجتماعية التي سادت في مجتمعاتنا العربية عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل كوكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها عصرنا الحالي، حيث أصبحت المرأة في ضوء العلاقات الافتراضية مقدسة من المقدسات الضمنية التي يحرص الآخر الذكوري الحرص على مواعيدها والتفاعل والتوافق معها بطريقة وهمية، في حين نجده يجعل من المرأة في الحياة الواقعية لاحقاً من اللواحق التبعية الهامشية التي تندرج تحت اللاوعي الذكوري الراسخ في اللاشعور الذاتي لديه، لأنَّ باعتقاده هي حق موروث من حقوقه الاجتماعية الشرعية التي يجب ممارستها وعدم التنازل عنها، باعتبارها من الثوابت الثقافية الاجتماعية العربية المُسلم بها دون نقاش.
ومن هنا كان لذيوع هذا النسق وتفشيه بين أفراد المجتمعات العربية، آثار جانبية سلبية (ثقافية، اجتماعية، نفسية) أثرت على العلاقات الأسرية بشكل خاص والعائلية بشكل عام، حيث زادت من معدلات حالات الطلاق بين الطرفين الواقعيين، نتيجة إهماله لها إذا تزينت، وعدم سماعها إذا تحدثت، والخلاف معها إذا تناقشت، والعكس صحيح؛ مما يزيد ذلك؛ من حدة التنافر بين الزوجين وتتعدد مشاكلهما لتصل إلى نقطة الانتهاء، وقد تمدد آثار هذا النسق إلى الخلافات العائلية الاجتماعية، في حال تطورت العلاقة بين الطرفين اللذين يقيما علاقة افتراضية خلف الشاشات الالكترونية والتشهير بها، لتدخل في حالات الشرف والقتل، وهي ضريبة ثقافية عقائدية تدفع ضحيتها المرأة العربية في الغالب ليتم اسقاطها عن الرجل.
وقد يعود سيادة هذا النسق في المجتمعات العربية إلى عوامل متعددة ومختلفة (ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً)، التي يقع أفرادها تحت سطوة هيمنتها المتزمتة والمتعصبة بالعصبية القبليَّة؛ مما يُتخذ من العالم الوهمي وسيلة من الوسائل الهروب عن هذا الواقع، وهو نوع من أنواع التمرد الرمزي الثقافي، الذي يدعو إلى المحو ومحاولة الإلغاء.