أنباء اليوم
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 02:17 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الداخلية:ضبط أحد الأشخاص لقيامه بإيحاءات وحركات خادشة للحياء بالإسكندرية. محمود سامي البارودي باشا ووزارة الأوقاف: شاعر النهضة في قلب الإدارة المصرية سكر مكة توقع اتفاقية مع ”أندوز” للتصنيع الذكي لتوفير أنظمة مبتكرة ترفع جودة إنتاج ماكينات الخياطة بنسبة 40٪ الداخلية:ضبط 3 سيدات لقيامهم بالاعلان عن الأعمال المنافية للاداب العامة مجموعة stc وإريكسون توقعان اتفاقية إطارية لمدة 5 سنوات بهدف تطوير البنية الرقمية في المملكة محافظ البنك المركزي المصري ونائب رئيس مجلس الوزراء يشهدان توقيع تجديد بروتوكول التعاون مع صندوق مواجهة الطوارئ الطبية والأمراض الوراثية لثلاث... محافظ بني سويف يتفقد مستجدات وسير العمل ضمن مشروع إنشاء أول مدرسة دولية حكومية وزارة الإسكان تعلن تخصيص قناة رسمية لوحدة التعامل والتواصل والمتابعة مع المستثمرين والمطورين يواصل مركز ديلويت للابتكار تعزيز يواصل تنمية المواهب والريادة التكنولوجية خلال قمة Engineerex 2025 الداخلية:ضبط سائق ميني باص تابع لإحدى المدارس لقيامه بتعريض حياة الأطفال للخطر تموين المنوفية يضبط 8 طن مواد غذائية و١٠٠ طن ملح بدون مستندات ومجهولة المصدر بقويسنا تطبيق سند يفوز بجائزة التميز للتأثير السريع ضمن جوائز التميز لمنظمات المجتمع المدني 2025

متى ذاب الآيس كريم !؟ .. مقال محمد عبد العاطي دهشان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

متى ذاب الآيس كريم !؟ ..

لا أحد يعرف ..

لقد حدث كل شىء فجأة ..

من كان يتوقع حدوث مثل ذلك للآيس كريم الهادىء الصامت الخجول !؟

ربما ذاب حين أراد أن يعبر عن شخصيته الانسيابية المرحة العذبة ، التى اختبأت طويلا خلف ذلك القناع الجليدى المتماسك ..

أو حين قرر أن يكون عاريا من الألوان المختلفة التى تكسوه أمام الجميع ، ليظهر فقط لمن يحبه بلون طبيعى واحد :

هو لون البساطة ..

أو حين طمح إلى أن يتذوق دفء التلاقى و لذة الأنس ، بعد أن كان أسير مرارة برودة الوحدة ..

أو حين اختار أن يبوح بأسراره لمن يتودد إليه أكثر ..

فإذا به تلقائيا يذوب أكثر ..

فأكثر ..

يذوب ذوبانا ..

إنه لم يذب دفعة واحدة ..

بل ذاب تدريجيا فى حياء و براءة ..

ذاب قطعة قطعة مع كل قبلة تودد يتذوقها ..

سال فى هدوء قطرة قطرة مستمتعا بكل لحظة من ذلك ..

إنه حتى لم يتكلم ، فبدا أكثر صدقا ..

و لم يقاوم ..

فكان أشد بأسا ..

متى ذاب الآيس كريم !؟

ذاب كرد فعل طبيعى أمام دفقات الحنان المتواصلة التى كان يتلقاها ..

متى ذاب الآيس كريم !؟

إنه سؤال وجودى يطفو إلى سطح الأفكار ، حين تريد الطبيعة أن تخبرنا بسر لطيف من أسرارها ..

ربما سر أسرارها ..

إنه سؤال يتردد بطول الطريق جيئة و ذهابا ، منذ بدأ الخلق و حتى نهاية الكون ..

إنه السؤال الذى فى إجابته أفنت أجيال من الأدباء و الشعراء و المفكرين و الفلاسفة أعمارهم ..

إنه السؤال العلمى حين لا يكون العلم وحده كافيا لسعادة أصحابه ..

إنه السؤال الحتمى حين تعلن النفس المنفردة عدم قدرتها على احتمال مواصلة الحياة بعد طول معاناة مع الوحدة ، فإذا بها تهتف :

متى ذاب الآيس كريم !؟ متى ذاب الآيس كريم !؟

إلى أن يذوب هتافها نفسه فى بحار الصمت و السكون ، فتتغذى عليه أصداف الرحمة ، حتى يخرج من جوفها لؤلؤ منثور ، تنظمه يد المودة فى عقد واحد ، تزين به جيد الوجود ..

متى ذاب الآيس كريم !؟

مرحبا بك معنا أيها السائل الكريم ..

لطفا ، لا تتعجل الإجابة ..

لقد انتظرناك طويلا ..

حتى ذاب الانتظار ..

متى ذاب الآيس كريم !؟

ربما حين صار قريبا من الشفاه التى تعشقه ..

بالتأكيد لم يتحمل المسكين حرارة العشق عندما صار قريبا ..

أقرب من اللازم ..

متى ذاب الآيس كريم !؟

ذاب حين وصل إلى النقطة التى لا يعود شىء بعدها إلى أبعاده الأولى أبدا ..

نقطة الذوبان ..

متى ذاب الآيس كريم !؟

لا أحد يعرف بالضبط متى ذاب ..

فالذوبان حينها قد بسط سلطانه على الأشياء كلها حتى أذاب الزمن ذاته ..

متى ذاب الآيس كريم !؟

لا يهم الآن متى ذاب ..

لقد ذاب تماما و تلاشى حين امتزج بحبيبه ..

فنى فى الحب و لم يبق منه شىء ..

سوى لذة طعمه ..