أنباء اليوم
السبت 10 مايو 2025 05:16 مـ 12 ذو القعدة 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير التربية والتعليم يعقد اجتماعًا مع مديرى ووكلاء المديريات ومديرى ووكلاء الإدارات التعليمية بمختلف المحافظات لمتابعة نتائج انضباط سير العملية التعليمية واستعراض... رئيس الوزراء يشهد افتتاح ”رصيف عباس” بميناء غرب بورسعيد بعد تطويره وتعزيز قدراته رئيس الوزراء : الاختلاف الوحيد الذي نراه اليوم هو إصرار القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي سعى لترجمة هذه... المصريون يواصلون التألق- رايت تو دريم ينتصر علي آرسنال ويتعادل مع تشيلسي في دورة انجلترا الدولية تصريحات تليفزيونية لرئيس الوزراء في ختام جولته: يؤكد اهتمام الدولة بتأهيل وتنمية المنطقة نظرًا لموقعها الفريد عالميًا رئيس الوزراء يشهد افتتاح محطة الصب الجاف ”أقماح” بميناء غرب بورسعيد وزير الخارجية والهجرة يترأس الاجتماع الوزاري الرابع للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان رئيس الوزراء يشهد افتتاح محطة الصب السائل لشركة ”نيو هورايزون تانك ترمينال” بميناء غرب بورسعيد نقيب الصحفيين يخاطب رئيس مجلس النواب لحذف عقوبة الحبس على النشر بمشروع قانون ”الفتوى الشرعية رئيس الوزراء يشهد عرضًا بشأن المرحلة الأولى من المخطط الشامل لتطوير ميناء غرب بورسعيد علي فوزي: وقف الحرب بين الهند وباكستان.. خطوة دبلوماسية حاسمة نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي صراع الوصافة يشتعل.. السيتي يطارد أرسنال ومرموش يبحث عن هدف الغائب

” الدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت ” بقلم / د محمد مختار جمعة

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

إن الدين ليس بمعزل عن حركة الكون وعمارته، فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت ، فلن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا ، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا.
وإن صحيح العقل لا يمكن أن يصادم صحيح النقل، فمن أنزل صحيح النقل هو سبحانه من زين الإنسان بالعقل، ومنحه القدرة على التأمل والتفكير والفهم ، والأديان إنما جاءت لتحقيق مصالح البلاد والعباد ، فحيث تكون المصلحة المعتبرة فثمة شرع الله الحنيف ، وهو ما تسعى إلى تحقيقه العقول الرشيدة والقيادات الحكيمة .
الدين والدنيا يتكاملان ولا يتصادمان ، فكل ما يؤدي إلى سعادة الناس في حياتهم هو من صميم معاني الأديان ومقاصدها العليا ، وكل ما يؤدي إلى الضعف واضطراب الحياة وانتهاج سبل الغي والضلال يتناقض مع الدين والخلق والفطرة الإنسانية السوية.
الدين والحياة لا يتناقضان ، إنما يرسخان معًا أسس المواطنة المتكافئة ، والتكافل المجتمعي ، وأن لا يكون بيننا جائع ولا محروم ولا عارٍ ولا مشرد ولا محتاج ، الأديان رحمة كلها ، سماحة كلها ، عدل كلها ، يسر كلها ، وهو ما عليه الإنسانية السوية .
الدين والحياة يدفعان إلى العمل والإنتاج ، والتميز والإتقان ، ويطاردان البطالة والكسل ، والإرهاب والإهمال ، والفساد والإفساد ، والتدمير والتخريب .
فلا مجال فيهما للتواكل وعدم الأخذ بالأسباب أو التزهد الشكلي، فقد قالوا ليس الزاهد من لا مال عنده إنما الزاهد من لم تشغل الدنيا قلبه ولو ملك مثل ملك قارون ، وإلا فما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا ، ونعم المال الصالح للعبد الصالح ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لاَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ "(سنن الترمذي)، وأهل العلم على أن الغني الشاكر خير من الفقير الصابر ، تشجيعًا للعمل وحثًا عليه ، وخير الناس من يأكل من عمل يده ، يقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ"(صحيح البخاري)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ باتَ كالاًّ مِنْ عملِ يدهِ باتَ مغْفوراً لَهُ"(تاريخ ابن عساكر)، فاليد العاملة يد يحبها الله ورسوله .
ومن هنا كان التكامل والتوازن بين أمري الدنيا والآخرة حيث يقول الحق سبحانه" وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ " [القصص: 77] ، ويقول سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [الجمعة: 9،10].

موضوعات متعلقة