أنباء اليوم
السبت 27 ديسمبر 2025 02:04 مـ 7 رجب 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الداخلية:ضبط المتهم بسرقة دراجة نارية والفرار بها بكفر الشيخ الداخلية:كشف ملابسات مقطع فيديو قيام أشخاص بالتهجم علي محل بمواد حارقة بالجيزة وزير الإسكان يتفقد مشروع حدائق تلال الفسطاط بمحافظة القاهرة وزير العمل يصدر قرارًا وزاريًا رقم (289) لسنة 2025 بشأن تحديد ساعات العمل في المنشآت الصناعية الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط تلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج الداخلية:ضبط سائق توك توك لقيامه بتركيب ملصق لتوجيه الناخبين لصالح المرشح بالبحيرة الشيخ محمد رفعت صوت الخلود في تلاوة القرآن وحفظ التراث الديني المصري المتحف القومي للحضارة المصرية يطلق فعاليات «روح ومحبة» احتفالا برأس السنة وأعياد الميلاد الطاقة الإيجابية تجعل الشواهد التراثية تعود لقبلة الحياة والروح المغرب يتعادل إيجابيا مع مالي في كأس أمم إفريقيا 2025 الدكتور ياسر عبد الرزاق ناصر يتحدث عن تأثير مرض السكري على العين مفتى الجمهورية يدين الهجوم على مسجد بمحافظة حمص السورية

متحف الأزبكية بداية في تاريخ المتاحف المصرية خلال عصر محمد علي باشا

متحف الأزبكية بداية في تاريخ المتاحف المصرية خلال عصر محمد علي باشا
متحف الأزبكية بداية في تاريخ المتاحف المصرية خلال عصر محمد علي باشا


في قلب القاهرة، وبين جنبات تاريخ طويل من الاهتمام بالآثار، يقف متحف الأزبكية كرمز أولى خطوات مصر نحو توثيق وحفظ إرثها الحضاري وفي عام 1835، أصدر محمد علي باشا قرارًا تاريخيًا بإنشاء مصلحة للآثار المصرية، وأسس أول متحف رسمي في مصر، كان بمثابة النواة الأولى للمتحف المصري المعروف اليوم، وأسند إدارته إلى يوسف ضياء أفندي تحت إشراف المفكر الكبير رفاعة الطهطاوي، الذي لعب دورًا أساسيًا في تنظيم عمل المصلحة ووضع أسس تسجيل الآثار بشكل علمي.

متحف الأزبكية لم يكن مجرد مكان لحفظ القطع الأثرية، بل كان تعبيرًا عن رؤية محمد علي باشا الحضارية، التي سعت إلى جمع الآثار وتسجيلها وتنظيمها لأول مرة بطريقة علمية، بعد أن كان الاهتمام بالآثار عشوائيًا وغير منظم. جاء تأسيس المتحف بعد الاهتمام العالمي الكبير بالآثار المصرية، لا سيما بعد فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسي شامبليون، ما جعل العالم كله يتطلع إلى كنوز مصر القديمة.

تم نقل الآثار الثابتة والقيمة إلى المتحف في بيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة، وبعض المصادر تشير إلى استخدام قصر الألفي في القاهرة كمكان لعرض بعض المقتنيات الملكية، ما أضاف بُعدًا رسميًا وراقيًا للعملية المتحفية. وقد كان رفاعة الطهطاوي هو العقل المدبر لهذه المرحلة، حيث وضع أسس تنظيم المتحف، وعمل على تعليم الموظفين طريقة التعامل مع القطع الأثرية وحفظها وتسجيلها بدقة، لتكون بداية التوثيق المنهجي للآثار المصرية.
على الرغم من بساطته، كان متحف الأزبكية خطوة غير مسبوقة، إذ مثل البذرة الأولى لتأسيس ثقافة المتاحف في مصر. وقد مهد هذا المتحف الطريق لتوسيع الحفظ العلمي للآثار لاحقًا في عهد خلفاء محمد علي باشا، الذين نقلوا المجموعات إلى مناطق أكثر اتساعًا مثل بولاق، ثم سراي الجيزة، وصولًا إلى المبنى الشهير في ميدان التحرير.
اليوم، يظل متحف الأزبكية في ذاكرة التاريخ المصري كبداية متحف ، وشاهدًا على رؤية محمد علي باشا التحديثية ودور رفاعة الطهطاوي التنظيمي.