أنباء اليوم
الجمعة 5 ديسمبر 2025 08:30 مـ 14 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الشباب والرياضة يجري مكالمة فيديو مع البطل الأولمبي محمد إبراهيم ”كيشو” لإنهاء أزمته والتأكيد على دعمه الكامل لتمثيل مصر وزير الشباب والرياضة يستقبل البطل العالمي مصطفى حسين بعد إنهاء أزمة محاولة تجنيسه وعودته إلى صفوف المنتخب الوطني ترامب ورئيسة المكسيك ورئيس وزراء كندا يشاركون في سحب قرعة مونديال 2026 الداخلية: ضبط 3 أشخاص بتصوير مشاهد تحرض على أعمال البلطجة وتمثل تعدياً على القيم المجتمعية الداخلية: ضبط 6 رجال و 5 سيدات لقيامهم بإستغلال الأطفال الأحداث فى أعمال التسول ”هيئة الشارقة للكتاب” تستعرض التجربة الثقافية العربية في معرض المكسيك الدولي للكتاب 2025 وفود 21 دولة يزورون حديقة الأندلس برفقة الدكتورة منال عوض ومحافظي القاهرة والإسكندرية نقيب المحامين يتفقد مقار انعقاد الجمعية العمومية لزيادة المعاشات خلال عطلة نهاية الأسبوع… “جبال الملح” ببورفؤاد تستقبل آلاف الزوار من مختلف المحافظات إقبال كبير من المواطنين على سوق ”الأسماك”وسوق ”الأوت... الصحة: فحص أكثر من 7 ملايين طالب ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم» بالمدارس الابتدائية موعد قرعة كأس العالم 2026 والقنوات الناقلة اليوم ”فيزا” تبرم اتفاقية لنقل مقرها الأوروبي إلى لندن

«نباشو القمامة».. ظاهرة تبحث عن حل

 محمد بسيوني الملاح
محمد بسيوني الملاح

القمامة تشتكي من النباشين

بقلم- محمد بسيوني الملاح

مئات من النباشين يجوبون الشوارع بحثا عن المخلفات الصلبة مثل البلاستيك و الحديد وجميع المنتجات القابلة للتدوير و إعادة الانتاج ويرفضون التخلى عن مهنتهم.

وفي كل صباح، تصحو الشوارع على مشهدٍ واحدٍ يبعث على الأسى؛ صناديق مقلوبة، أكياس ممزقة، ومخلفات مبعثرة على الأرصفة.

وكأن القمامة نفسها صارت تشتكي من أيدٍ تعبث بها دون رحمة ولا وعي، تفتش في أحشائها بحثًا عن بقايا معدنية أو زجاجية، ثم تتركها عارية تشوه وجه المدينة.

هكذا أصبحت ظاهرة النباشين جزءًا من المشهد اليومي في كثير من الأحياء، بعد أن خرجت من إطار “البحث عن الرزق” إلى دائرة الفوضى التي تضر بالصحة العامة والمظهر الحضاري في آنٍ واحد.

فبينما تبذل الدولة جهدًا واضحًا في تطوير منظومة النظافة وإدارة المخلفات، تظهر هذه الفئة لتقلب النظام رأسًا على عقب، وتترك خلفها مشاهد لا تليق بوطن يسعى إلى التقدم.

النبش في القمامة في حد ذاته ليس جريمة، بل هو في دولٍ كثيرة جزء من منظومة منظمة لإعادة التدوير.

لكن في غياب التنظيم والرقابة، يتحول الأمر إلى عبثٍ يومي يُهدر الجهود الرسمية والمجتمعية معًا.

فما الجدوى من صناديق نظيفة ومعدات جديدة، إن كان البعض سيحولها إلى مصدر فوضى وملاذٍ للقمامة المبعثرة؟

وتزداد خطورة الظاهرة حين يرتبط النبش بتعاطي المواد المخدرة، فيفقد هؤلاء السيطرة على سلوكهم، ويتحول الشارع إلى مساحة مهددة للآمنين.

مشاهد الاعتداءات والمضايقات للمارة لم تعد نادرة، ما يجعل الأمر يتجاوز حدود “الفقر والحاجة” إلى قضية أمن مجتمعي وكرامة إنسانية.

الحل لا يكون بالمطاردات المؤقتة أو الحملات الموسمية التي تنتهي بانتهاء اليوم، بل بإنشاء منظومة وطنية متكاملة لفرز القمامة وإعادة تدويرها، مع دمج هؤلاء الأفراد في إطار قانوني منظم يضمن لهم رزقًا شريفًا، ويحمي الشارع من الفوضى.

فلا يمكن محاربة ظاهرة اجتماعية إلا بالتنظيم، ولا معالجة الفقر بالفوضى.

إن “القمامة التي تشتكي” اليوم ليست مجرد رمزية بيئية، بل صرخة مجتمعٍ أنهكه الإهمال وغياب الوعي.

صرخة تُذكّرنا بأن النظافة ليست مهمة عامل أو جهة، بل مسؤولية وطن كامل؛ دولةً ومواطنين.

فالمدن لا تُقاس بجمال مبانيها فقط، بل بنظافة شوارعها واحترام أهلها للنظام.

وحين تصمت القمامة عن الشكوى، نكون قد بدأنا فعلاً في بناء وطنٍ يستحق أن نحيا فيه بكرامة ونظافة.