دبي تطلق أول مختبر ابتكار مدرسي لتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي والاستدامة لدى الطلبة

تشهد منظومة التعليم في إمارة دبي نقلة نوعية مع إطلاق أول مختبر ابتكار مدرسي، يهدف إلى إعداد جيل من الطلبة يمتلك مهارات متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والاستدامة، بما يتماشى مع توجهات الدولة نحو بناء اقتصاد معرفي مستدام.
ويتيح المختبر بيئة تعليمية تفاعلية تُمكّن الطلبة من الانخراط في التعلم العملي بمجالات البرمجة والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والمشروعات البيئية، بما يسهم في صقل مهارات التفكير النقدي والإبداعي وربط المعرفة الأكاديمية بالتحديات المجتمعية.
ومن أبرز النماذج التي تم إطلاقها، "مختبر iHub للابتكار" في مدرسة فيرنوس الدولية بدبي سيلكون واحة، الذي يجمع بين التعليم القائم على التكنولوجيا والوعي البيئي، حيث يعمل الطلبة على مشروعات تشمل الروبوتات والواقع الافتراضي والمبادرات المرتبطة بالاستدامة.
وأكد تربويون أن المختبر يمثل "منصة تعلم" تربط بين التعليم الصفي واحتياجات الاقتصاد الرقمي والمجتمع، مشيرين إلى أن مثل هذه المبادرات ستصبح ضرورة في ظل تزايد الطلب العالمي على الكفاءات الماهرة في الذكاء الاصطناعي والمجالات البيئية.
ويرى خبراء التعليم أن المدارس لم تعد تقتصر على تزويد الطلبة بالمعرفة النظرية، بل باتت تتحول إلى مؤسسات خدمية تهيئ "مواطني المستقبل"، فيما أشاد أولياء الأمور بالأثر الإيجابي للمبادرة على أبنائهم، من حيث تعزيز الثقة بالنفس وتنمية روح الفريق والانخراط في مشروعات تترك أثراً ملموساً في المجتمع.
وقالت جاكلين سميث، مديرة مدرسة فيرنوس الدولية: "نؤمن بأن التعليم مسؤولية ممتدة مدى الحياة، ومن هنا نعمل على دمج التكنولوجيا والاستدامة في صميم المناهج لصناعة جيل لا يكتفي باستهلاك المعرفة، بل يبتكر حلولاً تتماشى مع رؤية دولة الإمارات المستقبلية".
وأوضح متخصصون أن نموذج مختبر الابتكار يسهم في تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، من خلال نقل التعليم من الحفظ والتلقين إلى خبرات عملية قائمة على المشروعات، تمنح الطلبة فرصاً مبكرة لاختبار أفكارهم في بيئة آمنة ومحفزة.
ويعزز هذا التوجه مكانة دبي كمركز للابتكار، ويكرس دور التعليم كعنصر رئيسي في بناء اقتصاد معرفي مستدام يواكب التحولات العالمية.