”من أمِن العقاب أساء الأدب” بقلم - إيمان حجاج

جملة قصيرة، لكنها تختصر واقعًا نشهده كل يوم.
فالإنسان حين يتيقن أنّ أخطاءه ستمرّ بلا حساب، وأنّ تجاوزاته لن تُواجَه بردع، يبدأ بالتمادي والجرأة على الظلم.
الأدب ليس مجرد كلمات مهذبة أو مظهر حسن، بل هو سلوك تحكمه حدود واضحة، يضبطها وعي الإنسان بخوفه من الله قبل أي سلطة بشرية. لكن حين تغيب المحاسبة، يتحول البعض إلى أشخاص منطلقين بلا قيود، يظلمون ويستهزئون ويكذبون… مطمئنين أنّ أحدًا لن يوقفهم.
وهذا المبدأ لا ينطبق على الأفراد فقط، بل يشمل المجتمعات، والبيوت، وأماكن العمل، وحتى تربية الأبناء. فالطفل الذي لا يجد من يضع له قواعد واضحة، سيتجاوز الصواب لأنه اعتاد أن لا عقوبة تنتظره. وكذلك الموظف، أو المسؤول، أو أي إنسان في موقع ما… إذا غاب العدل غاب الأدب، وحلّ الفساد.
ولهذا جاء شرع الله مؤكدًا أن الجزاء من جنس العمل، وأن العدل أساس صلاح الحياة. فليس الخوف من العقاب أمرًا سلبيًا دائمًا، بل هو سياج يحمي النفوس من الانحراف، ويصون الحقوق من الضياع.
فلنبدأ بمحاسبة أنفسنا قبل أن نلوم غيرنا، ولنجعل خوفنا من الله أقوى من خوفنا من البشر… فمَن راقب الله في سلوكه، لن يحتاج إلى عقوبة لتأديبه.