أنباء اليوم
الخميس 11 سبتمبر 2025 03:21 مـ 18 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
محافظ أسوان يفاجئ عدد من المدارس بأحياء جنوب وشرق محافظ أسوان يتابع ميدانياً إستعدادات المدارس للعام الدراسى الجديد محافظ أسوان يقود حملة موسعة لإزالة الإشغالات بميدان النفق محافظ أسوان يواصل جولاته بتفقد المخابز ومحلات الجزارة رئيسا وزراء مصر وتونس يشهدان توقيع 8 وثائق في عدد من مجالات التعاون المشترك وزير الخارجية ينقل رسالة تضامن ودعم من الرئيس السيسي إلى أمير دولة قطر الشقيقة رانيا المشاط: الاستثمار في الإنسان ركيزة أساسية لأي عملية تنموية جامعة المنوفية الاهلية تفوز بمراكز متقدمة فى ملتقى الأنشطة الطلابية الثاني ”G-FORCE” 18 مرشحا يتنافسون في انتخابات غرفة التكنولوجيا ” CIT” بعد غلق باب الترشح نقل جثمان سعد زغلول من الإمام الشافعي إلى ضريحه في بيت الأمة ودور مصطفى النحاس الداخلية: ضبط أحد الأشخاص بإدارة كيان تعليمى بدون ترخيص والنصب والإحتيال على المواطنين الداخلية: ضبط تشكيل عصابى مكون من 8 عناصر إجرامية للإتجار في المواد المخدرة بقيمة 53 مليون جنيه

موكب وطني مهيب عام 1953 تم نقل رفات مصطفى كامل من الإمام الشافعي إلى ضريحه بمنطقة القلعة

صورة توضيحية
صورة توضيحية


بعد سنوات طويلة من وفاته عام 1908، ظل جثمان الزعيم مصطفى كامل يرقد في مقبرة أسرته في جبانة الإمام الشافعي. لكن الدولة المصرية في مطلع عهد ثورة يوليو رأت أن رموز النهضة الوطنية يجب أن يُخلّدوا في موضع يليق بتاريخهم.
وفي عام 1953 صدر القرار بنقل رفاته إلى ضريح جديد أُقيم عند سفح القلعة، ليكون في قلب القاهرة وعلى مقربة من ذاكرة التاريخ. وقد خرج الجثمان من مقبرة الإمام الشافعي وسط موكب رسمي مهيب، حُمل فيه النعش الملفوف بعلم مصر، تتقدمه الفرق العسكرية بالعزف الجنائزي، بينما اصطفت الجماهير على جانبي الطريق تودع رفات الزعيم وتستقبلها في آن واحد.
شارك في الموكب كبار رجال الدولة وقادة الجيش وممثلو الأحزاب الوطنية ورجال الفكر والثقافة. وقد تزامن الحدث مع تولي الرئيس محمد نجيب رئاسة الجمهورية، وهو ما أضفى على المناسبة طابعًا وطنيًا جامعًا، حيث رأت الدولة أن مصطفى كامل يستحق أن يُكرّم في مشهد رسمي وشعبي يليق بمكانته وكذلك حضر جمال عبد الناصر في هذا الموكب المهيب.
من أبرز لحظات ذلك اليوم مرور الموكب عند ميدان مصطفى كامل في وسط القاهرة، حيث يقف تمثاله الشهير منذ عام 1940. توقّف الموكب هناك لبرهة، حيث أديت التحية العسكرية أمام التمثال، ووقف الحضور دقيقة صمت إجلالًا لذكراه، بينما احتشدت الجماهير الغفيرة تلوّح بالأعلام وتهتف باسمه.
كان المشهد مؤثرًا يجمع بين الجسد الذي عاد من مقابر الإمام الشافعي وبين التمثال الذي يخلّد صورته في قلب العاصمة، وكأن مصطفى كامل يودّع الجماهير التي لطالما خاطبها في حياته قبل أن يُستكمل الموكب إلى مثواه الأخير.
تحرّك الموكب بعد ذلك نحو الضريح الجديد عند سفح القلعة، حيث جرت مراسم الدفن بحضور رسمي وشعبي كبير. أُلقيت كلمات مؤثرة عن دور مصطفى كامل في تأسيس الحركة الوطنية الحديثة وعن وفائه لفكرة الاستقلال وكرامة الوطن. ومنذ ذلك اليوم أصبح الضريح –الذي صار لاحقًا متحف مصطفى كامل– مزارًا وطنيًا يحفظ في ذاكرته سيرة فارس الوطنية، وإلى جواره رقد بعد سنوات رفيق كفاحه محمد فريد.
بعد ثلاث سنوات من نقل الرفات، افتُتح المتحف رسميًا في أبريل 1956، ليضم بين جدرانه مقتنيات الزعيم من ملابس ورسائل وصور نادرة، فضلًا عن مكتبته وخطاباته التاريخية. ويضم المتحف أيضًا قاعة العرض التي تحتوي على تماثيل نصفية للزعيمين وصورًا فوتوغرافية توثق لحظات نضالية هامة، إلى جانب الضريح المهيب الذي يضم رفات مصطفى كامل ومحمد فريد معًا.
إن نقل الرفات عام 1953 وافتتاح المتحف عام 1956 لم يكونا مجرد خطوات تذكارية، بل كانا فعلًا وطنيًا بامتياز، جمع بين تخليد ذكرى الزعماء وبين توارث الأجيال لقيم التضحية والفداء. ومن خلال مصطفى كامل ومحمد فريد يظل درس الوطنية حاضرًا: أن الاستقلال ثمرة نضال لا ينطفئ، وأن ذاكرة الأمة تحفظ رجالها الأوفياء مهما مر الزمن.