قبة الإمام المزني الأثرية ضمن معالم جبانة الإمام الشافعي

تقع قبة الإمام إسماعيل بن يحيى المزني، أحد أعلام الفقه والشافعية، في منطقة جبانة الإمام الشافعي بالقاهرة التاريخية، وهي من أبرز القباب الضريحية التي ما زالت تحتفظ بقيمتها الدينية والتاريخية على مر العصور.
الإمام المزني (175 هـ – 264 هـ / 791م – 878م) كان من كبار تلامذة الإمام الشافعي وخليفته في نشر المذهب، وقد وصفه العلماء بأنه "ناصر مذهب الشافعي". وقد دُفن بجوار أستاذه الإمام الشافعي، ليظل قبره شاهدًا على علاقة التلميذ بالشيخ، ومكانته بين علماء عصره.
أما القبة التي تعلو ضريحه فقد شُيّدت في العصر العثماني، حيث اهتم ولاة مصر في تلك الفترة بتجديد الجبانة وإقامة قباب وأضرحة لعدد من كبار العلماء. فجاءت قبة الإمام المزني بطراز معماري عثماني بسيط، يعتمد على مربع ضريحي تعلوه رقبة مثمنة الشكل وقبة نصف كروية، مع استخدام الحجر المحلي دون زخارف معمارية فخمة، في إشارة إلى زهد صاحب المقام ووقاره.
وقد اكتسبت القبة أهمية خاصة كونها جزءًا من النسيج العمراني والروحاني لجبانة الإمام الشافعي، التي تضم مجموعة من القباب والأضرحة لشخصيات بارزة في التاريخ الإسلامي والمصري فهي ليست مجرد مبنى معماري، بل شاهد حي على التراث الفكري والديني، ومقصد للزائرين وطلاب العلم.