من مكة بدأ الحلم.. ومن بيت آمنة خرج النور

لما بييجي يوم 12 ربيع الأول قلوبنا بتتهز فرح وطمأنينة لأنه اليوم اللي اتولد فيه سيدنا محمد ﷺ الرحمة المهداة للعالمين.
اتولد في مكة المكرمة بلد الكعبة البلد اللي ربنا اختارها تبقى منطلق الرسالة الخاتمة.
الليلة دي مش زي أي ليلة في كتب السيرة وأحاديث الناس اللي عاصرت الزمن ده اتسجّل إن أحداث غريبة حصلت مع مولده ﷺ:
النار اللي كان بيعبدها المجوس واتشهرت إنها ما بتنطفيش أبدًا طفت فجأة بعد آلاف السنين.
إيوان كسرى (قصر ملك الفرس) اتشق وسقطت منه 14 شرفة.
بحيرة ساوة اللي كانت مقدسة عند الفرس نشفت ميّتها فجأة.
نور ظهر من بيت السيدة آمنة (أم النبي) وهي بتولدالنور ده وصل لقصور الشام.
أما أمه السيدة آمنة فكانت شايلة جواها إحساس غريب إن ابنها مش طفل عادي بتحكي إنها وهي بتولده سمعت صوت بيقول سمّوه محمد وبعد الولادة أخدوه على طول لجده عبد المطلب كبير قريش وسيدها عبد المطلب فرح بيه جدًا وأخده للكعبة وطاف بيه وقال: “الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب”. وهو اللي سماه “محمد”مع إن الاسم ده كان نادر وسط العرب وقتها. ولما اتسأل ليه قال: “أردت أن يُحمَد في السماء والأرض”.
وأهل مكة نفسهم كانوا حاسين إن في حاجة غير عادية حصلت الليلة دي. الإحساس إن طفل اتولد هيكون له شأن وإن نور جديد نزل على الدنيا كلها ومش بس مكة دا العالم كله كان بيتحضّر من غير ما يعرف لميلاد آخر الأنبياء وخاتمهم.
مولد النبي ﷺ مش ذكرى عابرة دي بداية حياة إنسان غيّر مجرى البشرية كلها من طفل يتيم اتولد من غير أب وأمه فارقتها الحياة وهو صغير لحد ما بقى نبي أُمّي علّم الدنيا الرحمة وخرج من مكة برسالة نور للعالم كله.
وإحنا في يوم مولده بنفتكر إنه مش مجرد تاريخ في كتب السيرة لكنه معنى كبير معنى إن ربنا ما بيسيبش عباده من غير هداية وإن الرحمة كانت دايمًا غالبة.
“اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، عدد ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، واجعل يوم مولده نور وبركة في حياتنا ودنيانا وآخرتنا.