الخميس 9 مايو 2024 06:51 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

راحلون.. والبقاء لله.!

بقلم - هبة قاسم

تعددت أوجه الرحيل بالدنيا ولكن المقصود تحديداً هو رحيل الموت المقدر من الله على بني الإنسان والذي لامفر منه، فهو قدرُ الله يصيب كل ذرية آدم وحواء، أي الخير منهم والشر وكافة الأعمار ذائقة الموت لامحال.

فهو مصيبة تقذف الحزن والألم بقلوب الأحياء لفقدهم وفراق أعز مالهم.. وقد ذكر الله ذلك بالقرآن الكريم أن الموت مصيبة وأن كل نفس ذائقة الموت وأن كل مخلوق سيفنى ويهلك ولا يبقى إلا الخالق وحده.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
[ البقرة: 156].
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾
[ آل عمران: 185].
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن:٢٦ - ٢٨]

فنحن البشر بكل أنحاء العالم وباختلاف عقائدنا ومعتقداتنا الدينية وأجناسنا وأعمارنا وجميع خلق الله في البر والبحر والسماء عبيد مملوكون لله، مدبرون بأمره وتصريفه، وحده يفعل بنا ما يشاء، وقت مايشاء، أوجدنا بالدنيا من أجل حسن عبادته وإعمار الأرض ليباهي بنا الملائكة يوم القيامة..

ولكي نستحق أن يباهي الله بينا الملائكة أن نَكون خلفاء لله صالحين لامفسدين، نجاهد ضد أنفسنا الأمارة بالسوء وإبليس وأعوانه مستعينين بتعاليم ومفاهيم الله وحده لا شريك له هو المعبود والإنسان له عابد، الحي القيوم خلقنا وإنا إليه راجعون بالموت، للحساب والجزاء.

أن الموت يختار الطيبين والصالحين مفهوم خطأ... وأن هناك أناس دخلت الجنة وأخرى النار كذب وافتراء على الله،
فكيف أيها البشر تقولون تلك الأقاويل الكاذبة وساعة الحساب والجزاء لم تقم، والأحياء بالأرض مازالت موجودة فهل يعقل أن يدخل مذنب السجن ويعدم قبل أن يقف أمام قضاة المحكمة وتعرض قضيته أمام القضاء ويعلم مااقترفه من ذنبٍ استحق عليه السجن أو الإعدام؛

قصص ورؤيات عن أناس دخلت الجنة وآخرون بالنار كاذبة نشرها شياطين الإنس لتضليل عباد الله.

يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فكل جارحة تشهد عليهم بما عملته، ينطقها الذي أنطق كل شيء، فلا يمكنه الإنكار، فسبحان الله وحده عدل في العباد، وجعل شهودنا من أنفسنا تشهد علينا أمام قاضي القضاء العادل بمحكمة السماء فلن ننال الجنة أو النار إلا حينما تعرض علينا أعمالنا التي اقترفناها بالدنيا سواء خير أم شر وينطق قاضي العدل الواحد الأحد بالحكم.
ونسأل الله أن يكون جزاؤنا الجنة برحمته الواسعه.

للأسف اتبع الكثير من البشر أكاذيب ليس لها صحة بالقرآن الكريم دستور الله الذي شرعه لنا، وحاشاه أن ينسى فيه ذرة أو يغفل عنه شيء بالدنيا.

ومن المؤسف أن أعظم مخلوقات الله نفخت أجسادها بروح من الله وتدنس الأرض بالمعاصي والذنوب وتفتري علي الله كذباً وتتحدى قدرة الله بأنهم من يبقون على حياة البشر أو أنهم يفعلون كل سبل الحماية لكي يهربون من الموت، ألم تعلمون قول الله سبحانه وتعالى ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾
[ النساء: 78]

فإذا تمعنتم أيها الغافلون بآيات الله والله لتعلمون أنكم أضعف من البعوضة وتدركون أنكم فقط ذات ألسن ثرثارة وعقول سحرها شيطان رجيم ونفس ضعفت لشهوات الدنيا،
نسوا الله فأنساهم أنفسهم ولن تستفيقوا إلا حينما يدرككم الموت وقت لا يقبل فيه أيمانكم مثل مافعل فرعون وهو يغرق، قال أمنت برب موسي ولم يقبل إيمانه لأنه لم يؤمن بالله في عز قوته وحياته فكيف يقبل الله إيمانه وهو ضعيف محاصر بالغرق وروحه قد بلغت الحلقوم وإن بلغت الروح الحلقوم لاتقبل توبة العبد.

إن الموت ينال من الصالح والطالح فكم امتلأت قبور ببشر صالحين وبشر عاصين وجميعهم نائمون أجساد في قبورهم بلا روح منتظرين قيام ساعة الحساب لتنال كل نفس جزاء عملها بالدنيا.
أما الروح فقد صعدت لتسكن البرزخ والبرزخ ليس الجنة كما يعتقد البعض إنما هو حاجز غير ملموس ولا مرئي يفصل بين عالمين هما عالم الأحياء وعالم الأموات كمثل هذا البرزخ بالبحر يفصل بين بحر مائه مالح وبحر مائه عذب يحافظ كل بحر على الخصائص التي قدرها الله له، تأكيداً على ذلك بقول الله تعالي ﴿ مَرَجَ البَحْرَينِ يَلتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ﴾ [الرحمن: 19- 20].
نسأل الله حسن الخاتمة ورحمته وغفرانه الكبير وأن يبعثنا علي كل مايحبه ويرضاه ويسامحنا على ماقاله وفعله السفهاء من بني الإنسان.