أنباء اليوم
الخميس 9 مايو 2024 10:34 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

دور الفقه في تحقيق استقرار العالم ورخائه.. (البرفسور زينب عبد السلام أبو الفضل أنموذجاً)

الدكتورة / زينب أبو الفضل
الدكتورة / زينب أبو الفضل

كتب - كريم إبراهيم أحمد

"عضو الإتحاد الدولي للغة العربية"

الناظر في مؤلفات وتصرفات الفقهاء والأصوليين الذين يعطون اللفظ حقه والمعنى حقه، وأؤكد هذا المعنى وأبدي وأعيد وأكرر هذا القَيْدَ وهذا الوصف؛ يجد أنها وأنهم دعامة وركيزة لاستقرار العالم وتحقيق رخائه بكل ما تحمله الكلمتان من معانٍ، ولا شك ولا ريب في أن الاستقرار والرخاء هما هدف كل إنسان سويٍّ، ولا غرابة فلا تكون العبادة التي خلقنا من أجلها، ولا يكون الإحسان إلى الخلق -بجميع صوره- الذي أمرنا به، لا يكونان على الوجه الأمثل إلا بوجودهما وتحققهما، قال تعالى: {فليعبدوا ربَّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.

والفقيه وصفٌ عالٍ سامق لا ينبغي أن يبتذل ويحرُم أن يمتهن، فالفقيه إنسان من بني آدم يصيب ويخطئ نعم، وليس نبيا ولا مرسلا نعم، ولكنه ورث العلم الذي هو ميراث الأنبياء، فالفقهاء والعلماء هم ورثة الأنبياء.

ومادة الفاء والقاف والهاء مادة ثرية بالعمق والدقة والرسوخ وبُعْد النظر ومراعاة الألفاظ والمقاصد وإشباع حاجات الجسم والروح، ومراعاة مصالح الفرد والمجتمع والدولة والقارة والعالم، الفقه هو العدل والإنصاف، الفقه هو إعطاء كل ذي حق حقه، يمكنك أن ترُدَّ كل خير كان أو يكون إلى الفقه وصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".

ونموذجنا اليوم هو فضيلة وسعادة الأستاذة الجامعية أ.د. زينب أبو الفضل حرس الله مهجتها أستاذة الجيل وصانعة الفقهاء والمفتين ورائدة من رائدات الدعوة إلى تحقيق كرامة الإنسان من حيث هو، وتحقيق مصالحه ودفع ما يضره. وهي سليلة مدرسة تكريم بني آدم. قال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم}.

وعناية الأستاذة بفقه أبي حنيفة رحمه الله تعالى بادية ظاهرة ولا غرابة فالناس عيال في الفقه على النعمان بن ثابت الإمام الأعظم، وهو أول الفقهاء الأربعة، ومذهبه أخصب المذاهب وأكثرها تفريعًا، ولا يعني هذا التعصب والإقصاء بل الأستاذة متعصبة للحق والحكمة أنى وجدتها، ولا تزال الدنيا تنعم باستقرار ورخاء وتعايش سلمي لا يشك الفقهاء الراسخون في أن الفضل فيه لله ثم لأبي حنيفة رحمه الله تعالى.

إننا بحاجة إلى فقهاء راسخين وفقيهات راسخات، ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل حين قال: حاجتنا للعلم أشد من حاجتنا للطعام والشراب. وقد أخرجت فقيهتنا للدنيا نتاجا علميا يعد تطبيقه على أرض الواقع سبيلا ناجعة لتحقيق استقرار العالم ورخائه، ولا تزال تطرق -من خلال البحث الشخصي والتحصيل العلمي الدؤوب والإفتاء والإشراف الأكاديمي- أبواب موضوعات هي بعون الله تعالى وفضله إسهام عظيم في تحقيق الاستقرار والرخاء. كثَّر الله في الأمة من الفقهاء الراسخين الذين يعطون اللفظ حقه والمعنى حقه. فلا تنس القَيْدَ وكن من الذاكرين!