أنباء اليوم
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 04:44 مـ 13 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
تعرف على تكليفات مجلس إدارة النادي الأهلي الجديدة بن شرقي : البديات القوية مهمة.. وهدفنا الصعود لمنصة التتويج بالسوبر المصري الداخلية:ضبط تشكيل عصابي للاتجار بالمواد المخدرة والأعمال المنافية للاداب العامة الداخلية:ضبط أحد الأشخاص لقيامه بممارسة أعمال الفجور باستخدام أحد التطبيقات محافظ المنوفية يترأس اجتماعه الدوري برؤساء الوحدات المحلية الداخلية:كشف ملابسات فيديو متداول بفتاة في حالة إعياء والادعاء بسرقة أعضائها إطلاقFinovate” ” التابعة لـ”ICT Misr” خلال ”Cario ICT2025” لقيادة التحول الرقمي للقطاع المصرفي والمالي عبر الذكاء الاصطناعي الأهلي صبور تطلق ”أكاديمية صبور” كخطوة استراتيجية لتمكين القيادات وبناء جيل جديد من صُنّاع المستقبل الداخلية:كشف ملابسات قيام شخصين بالقيام بحركات استعراضية باستخدام سيارة ڤان اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية لغرفة الملابس و فوز مجلس ادارة الغرفة بالتزكية رئيس الوزراء يُلقي كلمة نيابة عن فخامة الرئيس أمام القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية محافظ المنوفية يشهد استلام دفعة جديدة من مشروع ” صكوك الإطعام

محمد مختار جمعة يكتب : ”الرقيب جل جلاله”

يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" (النساء: 1)، فهو سبحانه وتعالى الرقيب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وهو القائم على شئون خلقه، المطلع على ما تكنه صدورهم، القائم على كل نفس بما كسبت، فهو معنا أينما كنَّا، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (المجادلة: 7)، ويقول سبحانه على لسان لقمان (عليه السلام) في وصيته لابنه: "يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ" (لقمان: 16)، ويقول سبحانه: "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" (الكهف: 49)، ويقول سبحانه: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ" (الأنعام: 59)، ويقول سبحانه: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (ق: 16-18)، فهي معية مراقبة، لا يعزب منها عن علمه سبحانه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض.
إن صاحب الضمير الحي اليقظ هو الذي يخاف الله (عز وجل) ويسعى لتحقيق مرضاته سرًّا وعلانية، فإذا غابت عنه رقابة البشر وهمَّت نفسه بالحرام تحرك ضميره؛ فيصده عنه ويحول بينه وبين ما يغضب الله، ويذكره بأن هناك الرقيب الذي لا يغفل ولا ينام، حيث يقول الحق سبحانه: "وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ" (الانفطار: 10)، ويقول جل في علاه: "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفي بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا" (الإسراء: 13-14)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ثَلَاثٌ كَفَّارَاتٌ، وَثَلَاثٌ دَرَجَاتٌ، وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ، وَثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ; فَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ: فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَوَاتِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَنَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ، وَأَمَّا الدَّرَجَاتُ: فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، وَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ: فَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَا، وَخَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ: فَشُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ".
بهذا الضمير الإنساني اليقظ يستطيع الإنسان تأدية العبادات على الوجه الأكمل، فتجده خاشعا لله (عز وجل)، مراقبًا له تمام المراقبة في صلاته وصيامه وحجه وزكاته، لعلمه أن من أسمائه (عز وجل) الرقيب، ثم يتعدى أثر هذه المراقبة إلى بيعه وشرائه, وعمله وإنتاجه، وسائر تصرفاته، وبذلك ينضبط السلوك والتصرفات، وتُحفظ الحقوق، وتُؤدى الواجبات.
ومن ثم فإنه يجب على الإنسان أن يراقب الله تعالى حق المراقبة في السر والعلن, وهذه المراقبة هي التي جعلت ابنة بائعة اللبن تقول لأمها التي أمرتها أن تمزج اللبن بالماء: إن كان عمر (رضي الله عنه) قد نام فإن رب العزة لا تأخذه سنة ولا نوم، وجعلت راعي الغنم الأمين يقول: إن كان صاحب الغنم لا يرانا فأين الله الذي لا يعزب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء؟.
إن مراقبة الله (عز وجل) في السر والعلن أكبر حاجز لصاحبها عن الغدر والكذب، والخيانة، والسرقة، والفساد، والإفساد، وتطفيف الكيل والميزان، وأكل أموال الناس بالباطل، وهي طريق الصلاح والتقوى، والحصن الواقي من الزلل، وقد قالوا: من الصعب بل ربما كان من المستبعد أو المستحيل أن نجعل أو نخصص لكل إنسان حارسًا يحرسه أو مراقبًا يراقبه، ولكن من السهل أن نربي في كل إنسان ضميرًا حيًّا ينبض بالحق ويدفع إليه، راقبناه أم لم نراقبه، لأنه يراقب من لا تأخذه سنة ولا نوم.

موضوعات متعلقة