أنباء اليوم
الجمعة 31 أكتوبر 2025 07:38 مـ 9 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية ووحدة وسلامة أراضيها الرئيس السيسي يستقبل رئيس جمهورية الكونغو في زيارة ثنائية لتعزيز التعاون بين البلدين صينى يترك عمله لتكريس حياته لتدريب الكلاب دراسة: اختفاء طحالب ”الكيلب” جراء احترار المحيطات يهدد الأسماك والرخويات وزيرا الشباب والرياضة والإسكان يفتتحان نادي النادي بالعاصمة الإدارية الجديدة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات في ختام الإنكوساي 25 بشرم الشيخ: “إعلان شرم الشيخ” فاتحة لعهد جديد من العمل المشترك في مسيرة الإنتوساي وزير التعليم العالي يهنئ محافظة الجيزة لانضمامها إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية لعام 2025 في مجال الأفلام نائب وزير الصحة يرصد ملاحظات في منشآت صحية ببني سويف ويحدد مهلة 30 يومًا لتلافيها مدير مكتبة الإسكندرية: المتحف المصري الكبير رسالة سلام ومحبة من مصر إلى العالم وزير التعليم العالي يهنئ محافظة الجيزة لانضمامها إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية لعام 2025 في مجال الأفلام تعرف على عقوبات الجولة الثانية عشر من دوري nile الرئيس السيسي يؤكد حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائي مع كولومبيا في مختلف المجالات

الغاية تبرر الوسيلة

الأستاذ/ محمد فاروق
الأستاذ/ محمد فاروق


"الغاية تبرر الوسيلة" وردت هذه الجملة والتى أصبحت نظرية شهيرة فى الكتاب الأشهر " الأمير " لأحد أبرز كتاب عصر النهضة وهو " نيقولا ميكافيللى " وقد اختلف الجميع حول هذا الكتاب فمنهم مؤيد ومنهم معارض.
ومن الناس من يبرر لهذه النظرية ويجدها دافعاً للنجاح وتحقيق ما يصبو إليه الإنسان ، وترى الغالبية أن هذه النظرية تكرس لمبدأ شديد السوء وهو عدم الإلتزام بمبدأ من الأصل وأن كل ما يحرك الإنسان نحو تحقيق أهدافه مباح مهما تناقض مع الأخلاق والأعراف وحتى القوانين فى بعض الأحيان.
وقد أثار هذا الكتاب مجموعة مختلفة من المشاعر ضد كاتبه وأفكاره ، ففى بداية الأمر رأت الكنيسة أن هذا الكتاب به مجموعة من الإرشادات التى يمكن أن تفيد المجتمع فوافقت على طبعه ونشره على العامة ، ثم استدركت هذا الأمر وأمرت بسحب وحرق الكتاب ومنعه من التداول.
وأهم ما قيل عن هذا الكتاب إنه كان المرجع الأساسي لكثير من زعماء العالم ومنهم القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت وكذلك اتخذه الزعيم النازي أدولف هتلر كدستور يستقي منه كيفية المحافظة على نفوذه وحكمه والتوسع فى مستعمراته.
وبصرف النظر عن النصائح التى أشار بها الكاتب للأمراء والحكام والتي وردت فى هذا الكتاب سواء اتفقنا أو اختلفنا معها فما يعنيني فى مقالى هذا هو إلقاء الضوء على هذه النظرية البرجماتية والتى تتيح لك كل الخيارات الممكنة لتحقيق أهدافك دون التقيد بوازع من دين أو خلق أو عُرف أو ضمير قد يعارضك عند استخدام أدوات أو حيل شيطانية لتحقيق أهداف ربما تكون بريئة.
والجميع يعلن رفضه لهذا المبدأ –من الناحية النظرية – ولكن فى الواقع العملي نجد أن هذا المبدأ شبه أصيل فى حياتنا اليومية ،والغالبية من المجتمع يعتمد على هذا المبدأ فى تحقيق أهدافه ولكن بصور وبدرجات مختلفة ، والأمثلة صارخة الوضوح فى حياتنا اليومية ، فمنا من يتخذ حاجته لتحقيق المكاسب المادية والمعنوية هدف بصرف النظر عن الوسائل المتبعة لتحقيق هذا الهدف ، وكذلك فى حياتنا الإجتماعية نرى كثير من السبل الملتوية لكسب تعاطفاً أو تأييداً من أفراد البيئة المحيطة.
لن أضرب أمثلة ملموسة من حياتنا الواقعية كالمدرس أو الطبيب أو الموظف الحكومي . . . إلخ حتى لا يتم اتهامي بالإساءة ضد فئات ووظائف معينة ولكن أدعو الجميع أن يراجع نفسه وأدواته المستخدمة فى تحقيق أهدافه وهل كلها تتماشى ما يحمله من مبادئ وأخلاق وقيم بحيث لا يخجل منها إذا ظهرت للعلن أم أننا عند تعرضنا للضغوط والحاجة ربما نستخدم أساليب لا نرتضيها لأنفسنا ولكننا نبررها ببرجماتية وقحة أن " الغاية نبرر الوسيلة".