أنباء اليوم
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 06:38 صـ 23 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
هدى الأتربي تواصل تصوير مسلسل ”كلهم بيحب مودي” لعرضه في رمضان الأهلي يوفر نظامًا إلكترونيّا للأعضاء لتسهيل المشاركة في التصويت على اللائحة لأول مرة.. بطولة الشركات تطلق منافسات السيدات والسلة الشاطئية والبادل بمشاركة 5000 لاعب برعاية رئيس الوزراء غرفة عمليات في الأهلي استعدادًا لاجتماع الجمعية العمومية الأعلى للشئون الإسلامية ينظم المعسكر الأول لطالبات جامعة الأزهر غارة إسرائيلية تستهدف مبنى في منطقة كسار زعتر جنوب لبنان محافظ بورسعيد يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركتة في أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة دار الكتب تحيي الذكرى الخمسين لإعادة افتتاح قناة السويس (١٩٧٥-٢٠٢٥) الرئيس السيسي يلتقي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المؤتمر الدولي لسوق العمل والبنك الدولي يطلقان فعالية GLMC 365 في واشنطن الرئيس عبد الفتاح السيسي يشارك في مؤتمر عبر تقنية الفيديو كونفرانس في العاصمة القطرية الدوحة

الغاية تبرر الوسيلة

الأستاذ/ محمد فاروق
الأستاذ/ محمد فاروق


"الغاية تبرر الوسيلة" وردت هذه الجملة والتى أصبحت نظرية شهيرة فى الكتاب الأشهر " الأمير " لأحد أبرز كتاب عصر النهضة وهو " نيقولا ميكافيللى " وقد اختلف الجميع حول هذا الكتاب فمنهم مؤيد ومنهم معارض.
ومن الناس من يبرر لهذه النظرية ويجدها دافعاً للنجاح وتحقيق ما يصبو إليه الإنسان ، وترى الغالبية أن هذه النظرية تكرس لمبدأ شديد السوء وهو عدم الإلتزام بمبدأ من الأصل وأن كل ما يحرك الإنسان نحو تحقيق أهدافه مباح مهما تناقض مع الأخلاق والأعراف وحتى القوانين فى بعض الأحيان.
وقد أثار هذا الكتاب مجموعة مختلفة من المشاعر ضد كاتبه وأفكاره ، ففى بداية الأمر رأت الكنيسة أن هذا الكتاب به مجموعة من الإرشادات التى يمكن أن تفيد المجتمع فوافقت على طبعه ونشره على العامة ، ثم استدركت هذا الأمر وأمرت بسحب وحرق الكتاب ومنعه من التداول.
وأهم ما قيل عن هذا الكتاب إنه كان المرجع الأساسي لكثير من زعماء العالم ومنهم القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت وكذلك اتخذه الزعيم النازي أدولف هتلر كدستور يستقي منه كيفية المحافظة على نفوذه وحكمه والتوسع فى مستعمراته.
وبصرف النظر عن النصائح التى أشار بها الكاتب للأمراء والحكام والتي وردت فى هذا الكتاب سواء اتفقنا أو اختلفنا معها فما يعنيني فى مقالى هذا هو إلقاء الضوء على هذه النظرية البرجماتية والتى تتيح لك كل الخيارات الممكنة لتحقيق أهدافك دون التقيد بوازع من دين أو خلق أو عُرف أو ضمير قد يعارضك عند استخدام أدوات أو حيل شيطانية لتحقيق أهداف ربما تكون بريئة.
والجميع يعلن رفضه لهذا المبدأ –من الناحية النظرية – ولكن فى الواقع العملي نجد أن هذا المبدأ شبه أصيل فى حياتنا اليومية ،والغالبية من المجتمع يعتمد على هذا المبدأ فى تحقيق أهدافه ولكن بصور وبدرجات مختلفة ، والأمثلة صارخة الوضوح فى حياتنا اليومية ، فمنا من يتخذ حاجته لتحقيق المكاسب المادية والمعنوية هدف بصرف النظر عن الوسائل المتبعة لتحقيق هذا الهدف ، وكذلك فى حياتنا الإجتماعية نرى كثير من السبل الملتوية لكسب تعاطفاً أو تأييداً من أفراد البيئة المحيطة.
لن أضرب أمثلة ملموسة من حياتنا الواقعية كالمدرس أو الطبيب أو الموظف الحكومي . . . إلخ حتى لا يتم اتهامي بالإساءة ضد فئات ووظائف معينة ولكن أدعو الجميع أن يراجع نفسه وأدواته المستخدمة فى تحقيق أهدافه وهل كلها تتماشى ما يحمله من مبادئ وأخلاق وقيم بحيث لا يخجل منها إذا ظهرت للعلن أم أننا عند تعرضنا للضغوط والحاجة ربما نستخدم أساليب لا نرتضيها لأنفسنا ولكننا نبررها ببرجماتية وقحة أن " الغاية نبرر الوسيلة".