الخميس 25 أبريل 2024 06:56 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

”إجتنبُوا السَّـبع المُـوبِقات”

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب أظهر الحق بالحق وأخزى الأحزاب وأتم نوره، وجعل كيد الكافرين في تباب ، أرسل الرياح بشرًى بين يدي رحمته وأجرى بفضله السحاب.

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المستغفِر التواب ، المعصوم في الشيبة والشباب ، خُلقه الكتاب، ورأيه الصواب، وقوله فصل الخطاب قدوة الأمم، وقمة الهِمَم، ودرة المقربين والأحباب وبعد ..

عندما خلق الله سبحانه وتعالى هذه الكون خلق أولاً السماء والأرض والكون وفي هذا الوقت لم يكن عليه أي من البشر، قرر الله عز وجل أن يخلق البشر على هذه الأرض فتعجب الملائكة لم قرر به الله عز وجل ، وقال الملائكة لله عز وجل أتخلق فيها من يفسد الأرض ويسفك الدماء وينشر في الأرض الفساد ، وكانوا الملائكة متعجبين لما قرر به الله عز وجل، ويسألون لماذا يخلق الله الإنسان، ونحن الملائكة نسبح بحمد الله ونقدس ونعبد الله .

وخلق الله آدم أول البشر ومن بعده خلق حواء من ضلع آدم وكانوا هؤلاء بداية الحياة البشرية علي الأرض، ومنذ خلق البشرية والإنسان يعصي ويخطئ ويرتكب المعاصي.

والإنسان بطبعه خطاء ولكن الله عز وجل خلق للإنسان العقل الذي يفكر به ، ولكي يحاسبه على أفعاله التي يقوم بها، ولكن هناك أفعال وأخطاء يغفرها الله عز وجل وأفعال لا يمكن أن تغتفر ومن هذه الأفعال " السبع الموبقات "

ما هي السبع الموبقات ؟

حذرنا الرسول من السبع الموبقات ، وهي الأفعال التي لا يغفرها الله تعالي وعاقبتها كبيرة وتعتبر من الكبائر التي إن فعلها المؤمن دخل في الشرك بالله، والتعدي على حدود الله.

فقد ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه أن رسول الله قال : " اجتنبوا السبع الموبقات قالوا : يا رسول الله وما هن؟ قال : الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات "

أولاً: الشرك بالله

الشرك هو عبادة أي شيء من دون الله سبحانه وتعالى، بأن يقوم الفرد بعدم الإيمان بوجود الله عز وجل ويقوم بعبادة إله أخر من دون الله ليقوم بعبادته والسجود له.

مثل عبادة الأصنام أو الحيوانات أو الشمس أو النجوم وغيرها من العبادات الأخرى، التي تم تداولها عبر القرون الماضيه.

قال تعالي " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا "

بل أن هناك أشخاص ادعوا أنهم ألهه وأمروا الناس بأن يسجدوا لهم ويعبدوهم وبالطبع أعد لهم عذاب عظيم.

فالله يقول لا يدخل الجنة كل مشرك بالله وهذا هو الشخص الذي عبد غير الله فماذا عن الذي قال بأنه إله.

من أمثلة هؤلاء الأشخاص الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم هو فرعون، الذي قال أنا ربكم الأعلى فاعبدون وأرسل الله له موسي عليه السلام لكي يقلع عن، ما يقوم به ولكنه لم يفعل وظل في الشرك، والاعتراف بأنه الإله فأماته الله هو وقومه بالغرق في البحر.

قال تعالي " هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِالْمُقَدَّسِ طُوًى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى فَكَذَّبَ وَعَصَى ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى "

وليس هذا هو كل العذاب بل أن الله أعد له جهنم خالداً فيها.

ومنهم أيضاً الملك النمرود الذي قال بأنه إله أيضاً وأمر القوم بأنه يعبدوه وأرسل الله نبيه إبراهيم عليه السلام، لكي يقلع عن قوله ولكنه ظل متيقن من أنه هو الإله.

وكانت عاقبة الله له في الدنيا حشرة تدخل من أنفه تعيش معه أربعمائة سنة.

وهو لا يستطيع النوم إلا بعد أن يقوموا بالضرب على رأسه.

لكي تهدأ الحشرة وهذا كان عاقبته في الدنيا فعن عاقبته في الآخرة هي جهنم وبئس المصير.

وايضاً الحلف والدعاء بغير الله أي أن يحلف الشخص بأي شيء غير الله عز وجل.

فهذا يعتبر من أنواع الشرك الأصغر، أيضاً أن يدعوا لغير الله فهذا شرك أصغر.

وأن لا يكون داخله يقين بالله ويشرك سراً ولا يقول، ولكن أفعاله تتجه نحو الشرك بالله.

ثانياً: السحر

يعتبر السحر من أبرز الكبائر التي ينساق إليها الأشخاص ولا يعلموا أنهم في وزر عظيم.

ويكون سبباً في عدم دخولهم إلى الجنة، فيذهب إلى أحد الأشخاص ليقوم بالاستعانة به لكي يقوم بنجاته من شيء أو يظن أنه سينجيه من شيء أو يطلب منه أن يطلعه على الغيب.

يقوم هنا الشخص بالاستعانة بالجن وتسخيره لهم لكي يقوموا بفعل شيء يؤذي البشر، أو يعلمهم شيء سيحدث.

وكل هذه الأمور شرك بالله عز وجل.

ثالثاً: قتل النفس التي حرم الله

من أبرز الآثام عند الله قتل النفس بدون أي وجه حق، أن يقوم فرد بكره أحد فيقوم بقتله أو يقوم بقتله للرغبة في سرقته أو وروثه وغيرها من الأمور التي يقوم فيها الشخص بقتل نفس، لكي يحقق أي شيء يريده، أو بدون وجه حق.

فهؤلاء الأشخاص تحدث الله عنهم بأنهم يقتلوا نفس بريئة ولن يغفر الله لهذا الآثم.

قال تعالي " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "

فالقتل يكون في حالة الحرب أو الدفاع عن العرض والأرض والشرف بل أن من يقتل وهو يدافع عن ماله وأرضه وعرضه يكون شهيد، وإن قتل من يعتدي عليه فلا يكون عليه إثم،

رابعاً: أكل الربا

الربا من المعاصي التي كانت من أعمال الشرك بالله حيث يقوم فيها الفرد بأخذ المال وعودته بشكل أزيد.

فهذا يعتبر ربا أو الفوائد التي تنزل على الأموال فهي تعتبر أيضاً ربا ويحرم من يقوم بهذا الفعل من دخول الجنة.

فقد كان الربا منتشر بكثرة في أيام الجاهلية حيث كان الأغنياء يستغلوا حاجة الناس إلى المال.

ويقومون يقرضهم الأموال ورجوعها بشكل أزيد من التي تم قرضه وحرم الله الربا.

قال تعالى " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ "

خامساً: أكل مال اليتيم

لا يدرك الكثير مدى عاقبة الذي يأكل مال اليتيم، فيكون هنا اليتم طفل لم يبلغ الحلم ولا يدرك ما يفعله فيقوم القادر بأكل حقه سواء في الميراث أو في المال الذي يتركه الأب لأبنه.

وهذا المال يكون بمثابة الأمانة التي تكون في رقبته إلى يوم الدين ، وهذا المال الذي يأكله لا يعلم أنه هو السبب الذي يؤدي إلى دخوله جهنم، ومهما كانت أعماله صالحه فلا نجاة من النار

قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا "

سادساً: التولي يوم الزحف

وهو ترك المسلمين وعدم مساندتهم والهروب وقت الحرب ويكون سبب في هزيمتهم حيث يكونوا سبب في نقص عدد الجنود وتخلل الصفوف

قال تعالي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ "

سابعاً: قذف المحصنات

القذف هنا تعني السب في العرض والشرف بأن يتحدث أحد عن سيدة بأنها زانية دون أن يأتي بأربعة شهود ولا يكون على إدراك وثقة كاملة بانها قد زنت فيضعها في موقع الشبهات وتشويه سمعتها، وهنا يأمر الله بأن يتم جلد هذا الشخص لأنه سب سيدة بدون ثقة كاملة وأوقعه في محل الشبهات .

قال تعالى " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "

والي هنا قد وصلنا الي نهاية الحديث وأسال الله سبحانه وتعالى أن ينفعني وإياكم بهذا العمل وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وأن يسدد خطانا ويهدينا الي الصراط المستقيم وصلي اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد

موضوعات متعلقة