الجمعة 29 مارس 2024 08:26 صـ 19 رمضان 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

وزير الأوقاف : تحويل القبلة بين النص والواقع

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك":

يقول الحق سبحانه : "سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ الله بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ" ، لافتًا نظرنا بقوة إلى خطورة المرجفين في الناس، وبغاة الفتنة والشر ، حيث يقول سبحانه في شأن المنافقين ومروجي الشائعات : "لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ" ، ويقول سبحانه : " لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا".

مما يجعلنا نتنبه بقوة إلى خطورة الشائعات وخطورة مروجيها ، وحتمية الاستيثاق من الأخبار قبل نشرها أو إذاعتها ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".

ويقول الحق سبحانه وتعالى : " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ".

فالعبرة في شأن القبلة وغيرها إنما هي بحسن الامتثال لأوامر لله (عز وجل) أن يجدك حيث أمرك ، وألا يجدك حيث نهاك , وأن تكون دائما عند مراده سبحانه .

أما الدرس الأعظم الذي نستفيده من دروس تحويل القبلة هو التحول من الشر إلى الخير ، والتحول من الأنانية إلى الإيثار , ومن الشح والبخل إلى الكرم والسخاء , ومن التعلق بالدنيا إلى الاستعداد للآخرة , ومن الحقد والحسد إلى حب الخير للناس , ومن الجهل إلى العلم , ومن السخط إلى الرضا , ومن الجزع إلى الصبر , ومن اليأس إلى الأمل , ومن الظلمات إلى النور , ومن هجر القرآن إلى المداومة على تلاوته وفهمه وامتثال أوامره ونواهيه , ومن الفحش والخنا إلى عفة اليد والنفس واللسان , ومن السباب والفسوق إلى الكلم الطيب , ومن أذى الجار إلى إكرامه , ومن سيء الأخلاق إلى مكارمها ومحاسنها , ومن كل ما يغضب الله (عز وجل) إلى كل ما يرضيه (سبحانه) ويحقق لنا السعادة في الدنيا والآخرة .