الجمعة 29 مارس 2024 11:39 صـ 19 رمضان 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

” أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ”

أ/ عماد أبو اليزيد
أ/ عماد أبو اليزيد

والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يَعلو ولا يُعلى عليه
فذاك هو القرآن الكريم حبل الله المتين ونوره المبين، من تمسك به نَجى ومن إتبعه اهتدى ومن تركه خَاب وخَسر وهَلك .

والله إن العين لتدمع والقلب ليحزن على ما إبتلينا به فى هذا الزمان ألا وهو " هجر القران الكريم والبعد عنه "

قُلْ لِلَّذي هجرَ الكِتابَ و ما
تَلا في يَومـهِ وِردًا مِنَ القرآن

أتُراكَ تُبصِرُ للسعادةِ مَوطِنا؟
أمْ تاهَ قلبُكَ في دُجى الأحزانِ!

لقد هجر المسلمون القرآن إلا قِلَّة منهم وزهد الكثير منهم فى حفظه وتلاوته ، وهجر الناس سماعه وأقبلوا على مزامير الشيطان من أغانٍ ومهرجانات فأين عقلكم يا مسلمون أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟

ولم يَعُدْ المسلمون يتحاكمون إليه إلا من رحم ربي فالكثير منهم يتحاكمون إلى القوانين الوضعية والرغبات النفسية ،
ولو أنزل الله القرآن على الجبال الشامخات لتصدعت من خشيتها من الله .
وأيضاً هجروا التداوي والإستشفاء بالقرآن ولجأ بعضهم إلى السّحرة والعرافين والدجالين الذين أفسدوا علي الناس دينهم ودُنياهم .
بل والأسوأ من ذالك أنهم جعلوا للقرآن مواسم وأوقات محددة وحين تنتهى يُترك المصحف على أي رفٍ ويتراكم عليه التراب ولا يقربه من الحين للآخر إلا ربة المنزل أثناء الترتيب والتنظيف وإزالة التراب المتناثر علي الأثاث .

فهناك من لا يفتح المصحف إلا في رمضان ويباهى بعدد الختمات وينشر علي مواقع التواصل وهو يفتخر بأنه في أول أيام رمضان أنهى ختمة اوختمتان ويُخِبر الناس أنه سَيُنهى الكثير من الختمات خلال أيام رمضان .

وهناك من لا يفتح المصحف إلا يوم الجمعة لقراءة سورة الكهف وباقي الأيام " هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ "

وأيضاً فى الجانب الدراسي الكثير من الطلاب لا يفتحون المصاحف إلا بسبب الإمتحانات لتجاوز إختبارت القرآن الكريم الشفهية والتحريرية .
وخلاف كل ماسبق لا يقرب القرآن الكريم إلا القليل من عباد الله المخلصين .
إحذروا يا أمة الإسلام من أن يشهد علينا الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول فينا " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا "
فوالله لقد خاب وخسر من كان الله ورسوله خصمه.

إحذروا يا أمة الإسلام من أن تكونوا مثل الذين كفروا ، الذين قال الله فيهم " وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسْمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ "

إحذروا يا أمة الإسلام فالقرآن سَيُرفع هذا المشهد الذى تقشعر له الأبدان حينما يفتح الناس المصاحف فيجدون الصفحات كلها فارغة بدون كلام ، سيقف الجميع فى زهول فيُحاول أحد أن يقرأ من حفظه فلا يستطيع مُحي كل شئ ، حينها سَيُدرك الجميع أن القرآن رُفع من الأرض ، نُزع من الكتب والصدور ولا يبقى منه شئ.

فقد روى البخاري في صحيحه أن أبا هريرة رضي الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَة " ويرفع الله القرآن من الأرض فلا يبقى منه أية في المصاحف ولا في الصدور ، فالله يغار أن يبقى كتابه فى الأرض بلا فائدة لا يُعمل به .

فهذا الحديث المخيف يدفع المسلم الصادق إلى المُسارعة بالاهتمام بكتاب الله تَعلّماً وتدبُراً وخفظاً وتلاوة وذلك لوجه الله تعالى وليس لغرض دُنيوي .

وهذا من فتن اخر الزمان التى أخبرنا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم فى حديثه على لسان أبا هريرة والذى رواه مسلم فى صحيحه " بَادِرُوا بالأعمال فِتَنًا كَقِطَعِ الليل المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرجلُ مؤمنا ويُمْسِي كافرا، ويُمْسِي مؤمنا ويُصْبِحُ كافرا، يبيعُ دينه بِعَرَضٍ من الدنيا "

فنسأل الله تعالى أن يرد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يثبتنا على دينه وأن يرزقنا الإخلاص وحفظ وتلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار وأن يرزقنا التطبيق والعمل بما فيه وأن يجعلنا من أهله ويجعلنا من أهل شفاعته وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً

موضوعات متعلقة