الجمعة 19 أبريل 2024 11:57 مـ 10 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

حكاية أثر  مسجد الطنبغا المارداني

تعبيريه
تعبيريه

تم بناء المسجد عام 739هـ/740هـ - 1338م/1339م. يقع بالدرب الأحمر، شارع باب الوزير

وبني مسجد الطنبغا المارداني على نمط المساجد الجامعة (الجوامع)، أبعاد المسجد : العرض 20م ، الطول 22.5م . فيتوسطه صحن تحيط به أربعة أروقة، أعمقها وأكبرها ذلك الرواق الذي يأخذ اتجاه قبلة الصلاة. وللمسجد ثلاثة أبواب وتوجد على يسار المدخل هذا المئذنة المكونة من ثلاث دورات، وللمسجد قبة بثمانية أعمدة جرانيتية تسبق المحراب.

وتتوسط الصحن نافورة مثمنة (ثمانية الأضلاع)، رخامية. وواجهة الرواق الشمالي مغطاة برخام جميل نقش عليه تاريخ الإنشاء. وباقي أجزاء حائط القبلة مغطى بوزرة من الرخام الدقيق المطعم بالصدف

ويتميز إيوان القبلة بمسجد المارداني بالزخارف والعناصر المعمارية الدقيقة، فعقوده محمولة على أعمدة من الرخام والغرانيت الأحمر، والسقف عليه زخارف ملونة مملوكية الطراز، وكسيت الجدران إلى ارتفاع نحو ثلاثة أمتار بوزرة مكونة من أشرطة من الرخام ومن قطع صغيرة من الرخام والصدف وعلى يسار المدخل الرئيسي مئذنة مكونة من ثلاث دورات تمثل قمة تطور المآذن من المربع إلى المثمن من ثم الدائرة.

ويعد محراب الجامع من المحاريب النادرة، حيث كسيت جدرانه بالرخام الدقيق والصدف مكونة زخارف هندسية دقيقة، ويعلو المحراب قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة من الغرانيت الأحمر ومقرنصاتها من الخشب الملون. إلى جوار المحراب منبر من الخشب بحشوات مطعمة بالعاج

الطنبغا المارداني، هو الطنبغا عبد الله المارداني الساقي كان أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد لقي من السلطان معاملة طيبة، إذ عينه حاملا للكأس، ثم رئيسا الطبلخانة (الموسيقى العسكرية)، خلال فترة وجيزة. وعينه السلطان بعد ذلك أميرا لمائة ومقدم ألف، وزوجه ابنته. توفي في سوريا (744هـ - 1343م).

وصـف المارداني بالشباب والوسامة وطول القامة والعطف والكرم. اشتراه الناصر وكان صغيراً فاختص به ورقاه وزوجه ابنته وهو الذي عمر الجامع بالتبانة وأنفق عليه مالاً كثيراً ثم صارت منزلته عند المنصور أبي بكر أعظم مما كنت عند أبيه فلما أمسك واستقر الأشرف كان هو أعظم الأسباب في إمساك قوصون والطنبغا الحاجب.

وبوفاة السلطان الناصر، خلفه ولده السلطان المنصور أبو بكر، الذي سجن المارداني في عام 743هـ (1341م). ولكن السلطان أبو بكر نفسه سرعان ما عـزل على يد شقيقه السلطان الأشرف كجك، وأطلـق سراح المارداني في ذات العام. ثم أخرج في دولة الصالح إسماعيل على خمسة أرؤس من خيل البريد إلى حماة نائباً في شهر ربيع الأول سنة 743هـ فأقام بها شهرين ثم نقل إلى نيابة حلب في رجب فاستمر بها إلى أن مات في أول صفر سنة 744هـ.