الأربعاء 24 أبريل 2024 03:10 صـ 15 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

رواية حبيب وحبيبه الجزء السادس ”نقطة بداية ورد للجميل ”

إنتهز حبيب الفرحة التى سادت اللقاء العائلي بمناسبة تخرجه ، وفاجأ الجميع بطلب خطبة الدكتورة علا إبنة السيدة التى أنقذت حياته ، وكانت المفاجأة الكبرى بالنسبة للإبنة ولم تستطيع الرد على طلب حبيب ، بينما إرتسمت البسمة والفرحة على وجه الأم التى أحست بأن حبيب يريد رد الجميل ، وعمت الفرحة على وجوه الجميع ٠

فرح الأب بما قال حبيب ، وإحتضنه فى مشهد أبوي عاطفي تقشعر له القلوب ، وسالت دموع الفرح من أفراد الأسرتين .
وراحت الأم تطلق زغاريد الفرح سعيدة بما قرره إبنها الوحيد ، وقالت أحسنت الإختيار.
ولكن والدة علا طلبت من أسرة حبيب إعطاؤها وقت للتفكير ، وسوف تقوم بالرد على طلب حبيب

وعلى الجانب الآخر تعيش حبيبه أسوأ لحظات العمر فقد وجدت نفسها بعد إنتهاء مراسم الزفاف سجينة أخطاء الآباء ، والأفكار العاتية التى حطمت مشاعرها ، ودمرت مستقبلها ،ولم تستطيع أن ترضخ لمحاولات الزوج اليائسة للإقتراب منها ، وتولد لديها كرها عميقاً تجاه هذا الشخص الذي كان سبباً في تعاستها ، وظلت على هذا الحال لمدة طويلة ، وبرغم ذلك كانت له زوجة بجسدها فقط لا بروحها أو قلبها ، أحس هو بأنها ليست معه إلا بجسدها ، ولا تبادله أى إحساس .

قرر أن يعاقبها بحرمانها من التعليم ، تدخلت الأسرة لإقناعه بالعدول عن هذا القرار ، ولكن دون جدوى، إستمر الزوج في تعنته تجاهها ، مما جعل الحياة بينهما تزداد تعقيداً بل أصبحت شبه مستحيلة .

أما بالنسبة إلى حبيب فقد بدأت الحياة تفتح له زراعيها من جديد ، بعدما ردت الأم بالموافقة على طلبه بخطبة إبنتها الوحيدة ، فتوجه هو ، وأسرته لخطبتها ، وأتموا مراسم الخطوبة ، وعقد القران ، وبعد أيام قليلة تزوج حبيب ، وعلا في حفل بهيج إقتصر على حضور الأسرتين بإجراءات إحترازية وصحية نظراً لجائحة فيروس كورونا التى ألمت بالبلاد ، مرت الأيام وعصفت بالبلاد عاصفة إقتصادية من أثر الجائحة ، وإنتهز تجار السوق السوداء هذا الظرف الذي يمر به العالم ، ومن بينهم زوج حبيبة الذى مثل أمام حبيب بعدما أصبح قاضياً ، متهما بعدة قضايا منها إستغلال المواطنين ، والبيع لهم بأسعار مضاعفة ، وإحتكار بعض السلع ، وتخزينها

لم يكن يعلم حبيب أن الشخص الماثل أمامه هو زوج حبيبه إلا بعدما رأى والد حبيبه الذى لم يكد يعرفه ، حينها أيقن حبيب أنه أتى لشئ هام ، أرسل حبيب الحاجب إلى القاعة ينادي عليه ويستدعيه لمقابلة حبيب .
دخل الرجل إلى غرفة المداولة ، وهو فى حيرة من استدعاؤه !
نهض حبيب وإستقبله ، أخذ الرجل يحدق بعيناه إليه في حيرة أهو ام لا !؟
بادره حبيب أنا هو من تعتقد !
حينها سالت دموع الرجل !
سأله حبيب مالذي أتى بك ؟
صمت الرجل !
كرر حبيب سؤاله ؟
زاد بكاء الرجل !
طلب حبيب منه الجلوس لسماع حكايته
رد الرجل إن المتهم الماثل أمامكم هو زوج إبنتي حبيبه

أخذت الدهشة حبيب وظل في صمت لبضع دقائق ، ثم جاء وقت إستكمال الجلسة ، دخل حبيب القاعة وجلس الحضور ، نظر حبيب إلى المتهم ، غريم الأمس ، وتذكر ما حدث معه ، وما فعله والد حبيبه حينها معه بسبب هذا الرجل ، واستمكل الدفاع مرافعته ، فيما تخلل الحقد ، والتشفي إلى قلب حبيب
أنهى الدفاع مرافعته ، وانتظر الجميع النطق بالحكم بعد المداولة

إشتدت وطئة المرض في البلاد وإجتاح فيروس كورونا العالم بأثره ، رأت علا أن الواجب المهني والوطني يحتم عليها المشاركة في صفوف الجيش الأبيض لمواجهة هذا الفيروس اللعين ، إنضمت إلى الطاقم الطبي المخصص لمجابهة الفيروس ، كانت ترى الموت وهو يحوم حولها في كل مكان دون التفريق بين عزيز او حقير اوغني أو فقير أو كبير أو صغير ، الأسِرَّة تسكنها الأجساد ، والمستشفيات مكتظة بالحالات .

صرخ الحاجب "محكمة" وقف الحاضرون جميعاً ، دخل حبيب ، وهيئة المحكمة ، وقام بتأجيل النطق بالحكم والتنحى عن القضية لاستشعاره الحرج
وبالفعل تم إسناد ملف القضية إلى قاضي اخر ، وبعد إضطلاعة على التهم الموجهة إليه قضي عليه بالسجن عشرة أعوام ، وكفالة مالية ، وتحويل بعض الإتهامات الأخري إلى المحاكم المختصة

صدر قرار بنقل حبيب إلى إحدى محاكم الأسرة ، مما زاد أوجاعه برؤية حالات الطلاق وهدم الأسر وتدمير العلاقات الأسرية والتى ما يكون عادة معظم أسبابها عدم التوافق بين الزوجين ، وأحيانا زواج الأهل التقليدي ، ظل حبيب فى منصبة بِضع سنين ، وقد رأى ما رأى، وازداد حزنه حزناً على حزن عندما .......

عزيزي القارئ أحداث جديدة نعيشها سويا بإذن الله تعالى فى الجزء السابع بمشيئة الله تعالى