أحسنوا جوار نعم الله

بقلم - حسن محمود الشريف
عَنْ عَائِشَةَ رض الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَرَأَى كِسْرَةً مُلْقَاةً، فَمَشَى إِلَيْهَا فَأَخَذَهَا، فَمَسَحَهَا ثُمَّ أَكَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ، فَإِنَّهَا قَلَّ مَا تَزُولُ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أَنْ تَعُودَ إِلَيْهِمْ» .
وفي رواية : « يَا عَائِشَةُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ، فَإِنَّهَا قَلَّمَا نَفَرَتْ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِمْ » .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أحسنوا جوار نعم الله لا تنفروها فقل مازالت عن قوم فعادت إليهم »
نحتاج إلى الاحسان الى نعم الله فإن النعمة إن لم يحسن إليها تزول وإذا زالت النعمة لن تعود إلى صاحبها مرة أخرى وافضل طريقه لحفظ النعمة هو شكر المنعم سبحانه وتعالى،
وكن قدوة في استخدام النعم دون إسراف او تبذير، واعلم أن شكر النعمة طريق زيادتها
،وان الفشل في إدارة النعم سبب لزوالها،ونعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى قال تعالى { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (إبراهيم:34)، وأوجب عليه شكرها، ووعده بالزيادة إن صانها وحمد الله عليها، وبالخسران إن جحدها: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } (إبراهيم:7)، ودعاه إلى النظر والتفكر في كل شيء حوله، المنعم والمحروم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } (الروم:40)،
من هذه النعم نعمة الدين،
ونعمة حسن الحلق،
ونعمة المال،
ونعمة الاولاد ،
ونعمة الوالدين،
نعمة الأهل والاقارب ،
ونعمة الاخوة فى الله ،
ونعمة الصحة ونعمة الوقت،
كل هذه النعم تحتاج إلى المحافظة عليها قال صل الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)
جعلنا الله وإياكم من أهل النعم الشاكرين.