الخميس 25 أبريل 2024 04:03 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

جريدة أنباء اليوم المصرية تحاور الدكتور عبد البارى الطاهر أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية.


حوار- السيد عيد


فى البداية نرحب بأستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بجامعة الفيوم الدكتور عبد البارى الطاهر وحوار لجريدة أنباء اليوم المصرية. حياكم الله وبياكم


ممكن تقدم بطاقة تعارف من حضرتك؟


الدكتور عبد الباري محمد الطاهر الشرقاوي أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية المتفرغ
رئيس قسم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ومدير وحدة البحوث (السابق)بكلية دار العلوم جامعة الفيوم
عضو اتحاد المؤرخين العرب وعضو لجان الفحص للترقيات العلمية (التاريخ) بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية


 كيف كانت علاقتك بالتاريخ؟ وما سر اهتمامك بهذا الحقل المعرفى دون سواه؟


بدأت علاقتي بالتاريخ منذ دخلت كلية دار العلوم سنة 1978م حيث رأيت أستاذ التاريخ الإسلامي في ذلك الوقت يعرض التاريخ بمنطق عقلي فلسفي يحلل الأحداث وينقدها ويقدم الدرس والعبرة من الحدث وعرفت منه إن المؤرخ الحقيقي هو الذي يتبحر في كل العلوم ليتعرف على نشأتها وتطورها
وبالمناسبة كنت أنظر في الصورة التي رسمها والدك لوالدي بإتقان شديد فأدرك قيمة الأثر التاريخي
وازداد اهتمامي بالتاريخ بعد تعرفي على ارتباط الحضارة بمفهومها الواسع به
كنت أميل للأدب وقرض الشعر لكن أستاذي رحمه الله ا.د. محمد حلمي محمد أحمد نبهني إلى ضرورة الالتحاق بالدراسات العليا في التاريخ وقال إن الأدب يخدم التاريخ


كيف نقرأ اليوم السيرة النبوية قراءة تطبيقية تشريعية ؟


السيرة النبوية لم تعرض كما ينبغي على النشء لقد صورها كتابها المعاصرون وذكر أغلبهم أنها غزوات وحروب والحقيقة أنها منهج حياة ومنبع أخلاق وما من مشكلة إلا ولها حل فبي السيرة النبوية
وفكرت مرارا في عمل مؤتمر علمي عن السيرة وقضايا العصر وأشرف حاليا على رسالة ماجستير تناقش قريبا بعون الله عن الإعجاز التاريخي في السيرة النبوية
تعلم أخي إن الغزوات مثلا لم تبدأ إلا من العام الثاني الهجري .. وعددها قليل ولو قلنا انها استغرقت في مجملها نحو الثلاثين يوما تقريبا فأين 23 سنة من الدعوة إلى مكارم الأخلاق وإلى كل ألوان التسامح واعمار الأرض
فالسيرة النبوية حقا تحتاج لرؤية جديدة في العرض والتناول.
كيف نبث التاريخ الإسلامي بصورته المشرقة ولا سيما في واقعنا ؟


نحتاج إلى السير في اتجاهين
الأول أن يقدم الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع السيرة النبوية بشكل صحيح
الثاني أن يعاد النظر في مناهجنا الدراسية في المدارس والجامعات
على أن تشكل لجان علمية متخصصة لكتابة السيرة النبوية بمنهجية وتحقيق التراث في ذلك


ما مدى تأثير الثقافة الإسلامية على الثقافة الغربية ؟
تأثير الثقافة العربية في الغرب كان في الزمن الغابر حين اتصلت أوربا بالعرب المسلمين وأخذوا علومهم ومن منافذ هذه العلوم..
الاحتكاك الصليبي بالعالم الإسلامي ودخولهم الشام ومصر
والمنفذ الثاني في الأندلس حيث وصل المسلمون الى جنوب فرنسا وكان ملوك أوربا يرسلون أبناءهم لأخذ العلوم والمعارف من المسلمين في الأندلس تعلم مثلا أن هذا التأثير موجود اليوم ومن مظاهره كتاب القانون في الطب لابن سينا مترجم الى العديد من الأجنبية وهناك كليات تسمى الخوارزميات في أوربا


 هل هناك مرحلة في التاريخ مشابهة للواقع الذي نعيشه اليوم يمكن ان نستقي منه العبر؟


أسئلتك رائعة وتحتاج لبسط الحديث .. هناك مراحل كثيرة في بعض العصر المملوكي مثلا
أيام الطاعون العظيم وفي بعض أوقات في العصر الفاطمي


كتبت منذ عشرين عاما بحث عن المسئولية الحضارية للعلماء وبينت أنه عبر التاريخ كان العلماء يقومون بدورهم الحضاري في نصح الأمة وكان هناك من يخطأ فيقوم من العلماء من يرد عليه ولي بحث لي بعنوان مواقف سياسية لشيخ الإسلام ابن تيمية دروس وعبر


 خلال قراءتكم للتاريخ الإسلامي، ما هو دور علماء الإسلام في الحقب التاريخية ؟


دورهم تمثل في بعض الأوقات في التأليف والإبداع وفي أوقات اخرى في الجمع للمعارف في شكل موسوعات
وفي وقت آخر تحقيق التراث أو اختصار علوم سابقة هذا فضلا عن علماء كان دورهم الأساسي نشر الفكر بين الناس في زمنهم فقط دون تأليف والأهم من كل هذا أن من العلماء من فرغ نفسه للقرآن الكريم حفظا ورواية وتدريسا ليتحقق بذلك موعود الله تعالى الوارد في سورة الحجر .. إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
كان هناك من العلماء من التزموا تدوين السنة وروايتها عبر التاريخ وأذكر أني جلست في المعادي في مسجد الفتح في اواخر السبعينيات اتعلم على يد الشيخ محمد نجيب المطيعي .. وكان يحمل سندا متصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما كنت أزور ا.د. أحمد شلبي في المعادي أيضا واتعلم منه التاريخ والحضارة


ما تقيم حضرتك لمفردات مادة التاريخ الإسلامي التي تدرس في المدارس والجامعات ؟


تحتاج إلى مراجعة كبيرة جدا فأغلبها لا يخدم الفكر الصحيح ولا الانتماء للوطن ولا يغرس القيم الأخلاقية


-فى نهاية حوارنا مع حضرتك


ما النصيحة التي تقدمها لأبناءك طلبة الجامعات والباحثين ؟


أرى أن يهتم الباحثون بما يخدم وطنهم ودينهم ويسهم في عرض الفكر المستنير وأخذ العبرة من التاريخ وإظهار القيم الحضارية . وبالنسبة لأبنائنا الطلاب عليهم أن يطلبوا العلم من مظانه الصحيحة.. ويهتموا بما يرفع شأنهم ويعلي قدرهم ويصنع مستقبلهم مع التمسك بالقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة والله من وراء القصد.