أنباء اليوم
الإثنين 15 ديسمبر 2025 09:15 مـ 24 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
مصر تعزي المملكة المغربية الشقيقة في ضحايا الفيضانات بمدينة آسفي ”رئيس البريد” تكرم أبناء العاملين المتفوقين دراسياً على مستوى الجمهورية عضو لجنة الأسكان بمجلس الشيوخ: الطرق شهدت طفرة غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي كنز تطلق خاصية التبرعات المباشرة لصالح مؤسسة مصر الخير عبر تطبيقها الإلكتروني شركة Banknbox تحصل رسميًا على شهادة PCI MPoC وتنضم لقائمة أبرز الشركات العالمية في تقنيات SoftPOS وزير الخارجية يلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج محافظ المنوفية يشدد على الجاهزية الكاملة لجولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025 وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تعقد جلسة مباحثات موسعة مع نظيرتها الألبانية خلال أعمال الدورة الأولى للجنة المصرية الألبانية المشتركة وزيرة التضامن الاجتماعي ومحافظ الوادي الجديد يشهدان توقيع 5 بروتوكولات تعاون بين الوزارة والمحافظة لإقامة مشروعات تنموية وزير الإسكان يشارك في جلسة حوارية حول الإسكان الاجتماعي الأخضر رئيس الوزراء يلتقي مسئولي شركة ”إيني” ومجموعة مستشفيات ”سان دوناتو” الإيطالية لبحث أوجه التعاون المشترك في مجال التنمية المجتمعية بقطاع الرعاية الصحية نيابة عن رئيس الوزراء: وزير الأوقاف يشارك في الجلسة الافتتاحية للندوة العالمية الثانية لدار الإفتاء المصرية بعنوان الفتوى وقضايا الواقع الإنساني

جبر الخواطر


قصة :محمد شاهين
كانت الرائحة شهية للغاية هذه المرة ،وكان الدخان يلف المكان حتى بدت الرؤية ضبابية مشوشة..
لم يعد ينتمى لعالمنا وهو يتأمل قطعة اللحم المشوى على الفحم ،وذلك الرجل يعتنى بها عناية فائقة مع باقى قطع اللحم الأخرى التى بدأت تتحول إلى لون النضج الشهى ،وفاحت الرائحة منها مختلطة بتوابل وخلطات تثير الشهية وتذهب بالألباب..
كان اعتاد يوميا أن يأتى هنا ،يدفع النقود ويطلب الوجبة الممتعة ثم يقف فى إنتظار تحضيرها..
ولكن للأسف لم تكن له هو..
كان طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره تبدو ثيابه رثة بعض الشيء،يأتى كل يوم ومعه ثمن الوجبة التى يتناولها صاحب العمل فى نهم شديد يوميا ..
كان يرسله للمطعم ويناوله النقود وهو يحفظه اسم الوجبة التى لم يذق منها شريحة فى يوم ما..
ولمحه..
كان مالك المطعم يجلس هذه المرة على مكتبه ،على غير العادة..فلقد اعتاد على قيلولة يومية ،ولكن لم يمارس عادته هذه المرة لانتظار صديق له..
لمحه ،وقد سال لعاب الطفل واتسعت عيناه ،وبدأ جسده فى الارتعاش من أثر لذة الرائحة المحرمة..
أشار إلى أحد عمال المطعم ،فهرول إليه قائلا:
- أيوه يا حاج .أوامرك. .
أشار الحاج إلى الطفل..
- مين ده ..وعاوز ايه..
نظر الرجل إلى الطفل وهمس:
-ده بيشتغل عند المعلم رجب ..بتاع الخردة إلى فى أول الشارع يا حاج..بيجى كل يوم ياخد وجبة للمعلم بتاعه..
هز الحاج رأسه متفهما ،وقال:
- خليه يجيلى. .
انطلق الرجل ثم أمسك الطفل الذى فزع من الصدمة ،فقد كان فى عالم ساحر آخر..
أتى الرجل بالطفل إلى الحاج الذى صافحه مبتسما،وهو يقول:
-اسمك إيه..
-محمود..
- أنت بتجيب لمين الأكل ده يا محمود..
ارتعش محمود وهو يهمس:
- للمعلم رجب ..صاحب الشغل بتاعى
ابتسم الحاج وهو يقول :
-اكلت منه قبل كده
خفض صوت الطفل ،وبدأ خيط من اللعاب يسيل من طرف فمه ،وتهدج صوته وهو يقول:
-لأ يا حاج
صمت الحاج قليلا وقد شعر بغصة فى حلقه ..
ثم وجه كلامه للرجل الذى يعمل فى مطعمه. .
- من هنا ورايح كل ما محمود ييجى يجيب أكل للمعلم بتاعه تعمل له وجبة زيها علشانه. .ولو عاوز يقعد ياكلها هنا يقعد..
ارتعش محمود فرحا وبدأت الدموع تسيل من عينيه ،وهو يهتف:
- بس يا حاج انت ذنبك ايه تجيب لى أكل
ابتسم الحاج وهو يتمتم:
- ذنبى..مش ذنب ولا حاجة ..مش أنا اللى حاجيبلك الأكل ده يا محمود..
اتسعت عينا محمود متسائلا :
- طب مين يا حاج..
أشار الحاج إلى أعلى :
- ربنا يا محمود ..أنت بس قول الحمد لله وهو حيعملك كل اللى انت عاوزه..
تنهد محمود فى قوة وهو يهتف فى فرح :
-الحمد لله ..