أنباء اليوم
الخميس 16 أكتوبر 2025 10:30 صـ 23 ربيع آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
المغرب يكتب التاريخ ويبلغ نهائي كأس العالم تحت 20 سنة بعد تجاوز فرنسا بركلات الترجيح سفير أنقرة بالقاهرة: أكثر من 10 آلاف طالب مصري يدرسون في تركيا الإسكان : فتح باب التظلمات للعاملين المنتقلين إلى العاصمة الإدارية للحصول على وحدات بمشروع زهرة العاصمة رئيس مجلس القضاء الأعلى يستقبل رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات وزير الخارجية يتوجه إلى نيودلهي للمشاركة في الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين البلدين وزير العمل يلتقي ممثلي الجالية المصرية في قطر . يستقطب كبار الشخصيات في يومه الثالث .. مشاريع جناح حكومة الشارقة في جيتكس 2025 رفاهية تدار بالابتكار «مالية عجمان» تطلق خدمات دفع ذكية جديدة في «جيتكس» 2025 مساعد الأمين العام لهيئة المرأة العربية تلتقي رئيسة وعضوات المجلس النسائي اللبناني وزير الري يلتقى المدير التنفيذي للجنة الوطنية لمياه الشرب والصرف الصحي بدولة ليبيريا وزير الري يشارك فى جلسة تحلية المياه لأغراض الرى، ضمن فعاليات إسبوع القاهرة الثامن للمياه وزيرا الاتصالات والسياحة يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مشغل الخدمات بالمتحف المصرى الكبير و فودافون مصر

جبر الخواطر


قصة :محمد شاهين
كانت الرائحة شهية للغاية هذه المرة ،وكان الدخان يلف المكان حتى بدت الرؤية ضبابية مشوشة..
لم يعد ينتمى لعالمنا وهو يتأمل قطعة اللحم المشوى على الفحم ،وذلك الرجل يعتنى بها عناية فائقة مع باقى قطع اللحم الأخرى التى بدأت تتحول إلى لون النضج الشهى ،وفاحت الرائحة منها مختلطة بتوابل وخلطات تثير الشهية وتذهب بالألباب..
كان اعتاد يوميا أن يأتى هنا ،يدفع النقود ويطلب الوجبة الممتعة ثم يقف فى إنتظار تحضيرها..
ولكن للأسف لم تكن له هو..
كان طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره تبدو ثيابه رثة بعض الشيء،يأتى كل يوم ومعه ثمن الوجبة التى يتناولها صاحب العمل فى نهم شديد يوميا ..
كان يرسله للمطعم ويناوله النقود وهو يحفظه اسم الوجبة التى لم يذق منها شريحة فى يوم ما..
ولمحه..
كان مالك المطعم يجلس هذه المرة على مكتبه ،على غير العادة..فلقد اعتاد على قيلولة يومية ،ولكن لم يمارس عادته هذه المرة لانتظار صديق له..
لمحه ،وقد سال لعاب الطفل واتسعت عيناه ،وبدأ جسده فى الارتعاش من أثر لذة الرائحة المحرمة..
أشار إلى أحد عمال المطعم ،فهرول إليه قائلا:
- أيوه يا حاج .أوامرك. .
أشار الحاج إلى الطفل..
- مين ده ..وعاوز ايه..
نظر الرجل إلى الطفل وهمس:
-ده بيشتغل عند المعلم رجب ..بتاع الخردة إلى فى أول الشارع يا حاج..بيجى كل يوم ياخد وجبة للمعلم بتاعه..
هز الحاج رأسه متفهما ،وقال:
- خليه يجيلى. .
انطلق الرجل ثم أمسك الطفل الذى فزع من الصدمة ،فقد كان فى عالم ساحر آخر..
أتى الرجل بالطفل إلى الحاج الذى صافحه مبتسما،وهو يقول:
-اسمك إيه..
-محمود..
- أنت بتجيب لمين الأكل ده يا محمود..
ارتعش محمود وهو يهمس:
- للمعلم رجب ..صاحب الشغل بتاعى
ابتسم الحاج وهو يقول :
-اكلت منه قبل كده
خفض صوت الطفل ،وبدأ خيط من اللعاب يسيل من طرف فمه ،وتهدج صوته وهو يقول:
-لأ يا حاج
صمت الحاج قليلا وقد شعر بغصة فى حلقه ..
ثم وجه كلامه للرجل الذى يعمل فى مطعمه. .
- من هنا ورايح كل ما محمود ييجى يجيب أكل للمعلم بتاعه تعمل له وجبة زيها علشانه. .ولو عاوز يقعد ياكلها هنا يقعد..
ارتعش محمود فرحا وبدأت الدموع تسيل من عينيه ،وهو يهتف:
- بس يا حاج انت ذنبك ايه تجيب لى أكل
ابتسم الحاج وهو يتمتم:
- ذنبى..مش ذنب ولا حاجة ..مش أنا اللى حاجيبلك الأكل ده يا محمود..
اتسعت عينا محمود متسائلا :
- طب مين يا حاج..
أشار الحاج إلى أعلى :
- ربنا يا محمود ..أنت بس قول الحمد لله وهو حيعملك كل اللى انت عاوزه..
تنهد محمود فى قوة وهو يهتف فى فرح :
-الحمد لله ..