أنباء اليوم
الإثنين 15 ديسمبر 2025 11:41 صـ 24 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الداخلية:ضبط المتهمين في مقطع فيديو لقيامهم بترويج مواد مخدرة بالجيزة رئيس محكمة النقض يستقبل رئيس مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي وزير الخارجية يجري اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي رئيس جامعة المنوفية يعلن التأهل إلى المستوى الدولي في المسابقة الدولية للبرمجة ICPC جهاز تنمية المشروعات يتعاون مع محافظة قنا لتطوير التكتلات الحرفية وزيرة التنمية المحلية تستعرض تقريراً حول نتائج المرور الميداني على 10 مراكز تكنولوجية بمحافظة أسيوط رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات بتعيين وتجديد تعيين 14 رئيسًا لمجالس الأقسام العلمية بكلية طب قصر العيني وزير الري يتابع اجراءات تحديث الاستراتيجية المصرية للموارد المائية ٢٠٥٠ منتخب مصر يخوض تدريبه باستاد القاهرة استعدادًا لمواجهة نيجيريا وديًا وزير الاتصالات يشهد ختام منافسات المسابقة العربية الأفريقية للبرمجيات ACPC الخطيب يهنئ «سيدات السلة» ببطولة إفريقيا «سيدات سلة الأهلي» يتوج ببطولة إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه

الحب علاج الإكتئاب .. بقلم - محمد عبدالعاطي دهشان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

المكتئب إحساسه مرهف .. يسهل جرحه .. شديد الإحساس بالألم .. يمزقه الحزن .. يعذبه ضميره .. يشعر أنه مخطئ آثم في حق الآخرين .. يتهم نفسه ولا يتهم غيره .. يرى في نفسه الشر ويرى الآخرين ضحايا له .. يشعر بالعجز والضعف والوهن وقلة الحيلة والهوان والمذلة والخزي .. ويتمنى الموت وقد يسعى إليه وينهى حياته بيديه .. وبذلك يكون قد وصل إلي أعلى قمة جبل الحزن .. ويقذف بنفسه من فوقه خلاصاً من عذاب لا يحتمل .

الاكتئاب مرض يصيب الوجدان فتضطرب المشاعر وتختلط .. في البداية يشعر الإنسان المكتئب بتنميل في مشاعره .. كأن شيئاً تعطل .. توقف عن الاستقبال والإرسال .. ويندهش المريض وينزعج ويشعر بالألم .. الألم من أجل انه لا يشعر ولا يحس .. وهذا أمر عجيب أن يتألم الإنسان لأنه لا يشعر .. إذن من أين يتألم ؟ أليس الألم مصدره الوجدان الحي ؟ نعم إن هذا الإنسان وجدان لم يمت .. إنه في حالة تنميل .. أي في حالة توقف مؤقت .. ويكون الإنسان مستبصراً .. أي يستطيع أن يشعر بوضوح بذلك العطل المؤقت الذي أصاب وجدانه ..

وبالتالي يكتشف هول المصيبة التي ألمت به .. وهذا هو ألم الفقد .. ألم من ضاع منه شيء ثمين .. إنه الألم من أجل نفسه .. ومما لا شك فيه أنه بقى من وجدانه جزء قادر علي الألم .. جزء قادر علي الإحساس .. جزء قادر علي إدراك ما تعانيه بقية الأجزاء من تعطل وتوقف .. إنه هنا يأسي نفسه ، يشعر بالإشفاق من أجلها إنه كالزاهد عن العالم من حوله .. كالغريب .. كمن يراه هذا العالم لأول مرة .. يشعر كأنه يحلم .. يفقد الاتصال المباشر بهذا العالم .. لا يستطيع أن يمسك شيئاً ليتأكد من وجوده .. إذا أمسكه فكأنه لا يمسكه ، أي لا يشعر به ..

هذه مسافة سحيقة تفصله عن كل شيء ويتساءل ما هذا ؟ ومن هذا ؟ وقد يتساءل عن نفسه فيندهش .. من أنا ؟ من أكون ؟ وما علاقتي بهذا العالم ؟ يشعر بجمود في عواطفه تجاه العالم من حوله .. حالة من الحيادية .. لا كره ولا حب .. ويشعر بنفس الشيء تجاه نفسه .. إنه يندهش لنفسه .. وهذا الإحساس يصاحبه ألم وجزع .. إحساس مؤلم ومزعج ويثير الزهق و القرف .. وأحياناً الرغبة في الموت ! .. أي انفصال الإنسان واندهاشه للعالم من حوله باختلال الواقع وانفصاله عن نفسه واندهاشه لها .

وقد نجد ضمن أعراضه أمراض أخرى كالقلق الشديد والمواقف الحادة جداً التي يتعرض فيها الإنسان لكارثة أو مصيبة ، وفي بعض حالات الفصام وبعض إصابات مراكز معينة في المخ .

كما أن أحد أسباب الاكتئاب الهامة أو أن جوهر الاكتئاب هو فقدان موضوع الحب – فإن علاج الاكتئاب يكمن أيضاً في الحب .. ♥

حقيقة أن للاكتئاب أسبابه الكيميائية أيضاً والتي تعالجها العقاقير إلا أن الحب ذاته ضرورة لاستعادة المريض للحياة .. لابد أن تكون هناك يد حانية تطبطب عليه وتمسح علي رأسه وتأخذ بيده ♥ .. لا بد أن يشعر أن هناك ولو إنساناً واحداً يهمه وجوده واستمراره .. أن هناك ولو إنساناً واحداً يهتم به ويرعاه ويقف بجانبه ويشاركه أحزانه .. إن هذا الإنسان سوف يجسد للمريض أجمل المعاني التي ستعيد له ثقته بالحياة وهي معاني الإخلاص والوفاء والصدق .. سيرى الحياة من خلاله جميلة وتستحق أن يحياها معه.. ♥

إن من يفقد إيمانه بالناس يفقد رغبته في الحياة تماماً .. تصبح الحياة مؤلمة معذبة ويسعى للخلاص منها .. إن لحظة الخلاص من الحياة لحظة اليأس الكامل حين تقفر الدنيا من الأحباء المخلصين الصادقين .. إذا أردت أن تعيد إنساناً للحياة فضع في طريقه إنساناً يحبه .. إنساناً يؤمن به .. العقاقير وحدها لا تكفي .. العقاقير حين تكون مغموسة في الحب تصبح أكثر فاعلية .. في الحقيقة الحب وحدة يكفي لعلاج الاكتئاب… ♥