أنباء اليوم
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 02:59 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
ذكرى وفاة محمود سامي البارودي رائد الشعر الوطني ومديح الرسول ﷺ مصر تفتتح المقر الرئيسي لأكاديمية «شباب بلد» بمركز شباب الجزيرة الداخلية:ضبط أحد الأشخاص لقيامه بإيحاءات وحركات خادشة للحياء بالإسكندرية. محمود سامي البارودي باشا ووزارة الأوقاف: شاعر النهضة في قلب الإدارة المصرية سكر مكة توقع اتفاقية مع ”أندوز” للتصنيع الذكي لتوفير أنظمة مبتكرة ترفع جودة إنتاج ماكينات الخياطة بنسبة 40٪ الداخلية:ضبط 3 سيدات لقيامهم بالاعلان عن الأعمال المنافية للاداب العامة مجموعة stc وإريكسون توقعان اتفاقية إطارية لمدة 5 سنوات بهدف تطوير البنية الرقمية في المملكة محافظ البنك المركزي المصري ونائب رئيس مجلس الوزراء يشهدان توقيع تجديد بروتوكول التعاون مع صندوق مواجهة الطوارئ الطبية والأمراض الوراثية لثلاث... محافظ بني سويف يتفقد مستجدات وسير العمل ضمن مشروع إنشاء أول مدرسة دولية حكومية وزارة الإسكان تعلن تخصيص قناة رسمية لوحدة التعامل والتواصل والمتابعة مع المستثمرين والمطورين يواصل مركز ديلويت للابتكار تعزيز يواصل تنمية المواهب والريادة التكنولوجية خلال قمة Engineerex 2025 الداخلية:ضبط سائق ميني باص تابع لإحدى المدارس لقيامه بتعريض حياة الأطفال للخطر

جبر الخواطر


قصة :محمد شاهين


كانت الرائحة شهية للغاية هذه المرة ،وكان الدخان يلف المكان حتى بدت الرؤية ضبابية مشوشة..


لم يعد ينتمى لعالمنا،وهو يتأمل قطعة اللحم المشوى على الفحم ،وذلك الرجل يعتنى بها عناية فائقة معباقى قطع اللحم الأخرى ؛التى بدأت تتحول إلى لون النضج الشهى ،وفاحت الرائحة منها مختلطة بتوابل،وخلطات تثير الشهية، وتذهب بالألباب..


كان اعتاد يوميا أن يأتى هنا ،يدفع النقود ويطلب الوجبة الممتعة ،ثم يقف فى انتظار تحضيرها..


ولكن للأسف لم تكن له هو..


كان طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره، تبدو ثيابه رثة بعض الشيء،يأتى كل يوم ،ومعه ثمن الوجبة التىيتناولها صاحب العمل فى نهم شديد يوميا ..


كان يرسله للمطعم ،ويناوله النقود وهو يُحفظه اسم الوجبة التى لم يذق منها شريحة فى يوم ما..


ولمحه..


كان مالك المطعم يجلس هذه المرة على مكتبه ،على غير العادة..فلقد اعتاد على قيلولة يومية ،ولكن لم يمارسعادته هذه المرة لانتظار صديق له..


لمحه ،وقد سال لعاب الطفل واتسعت عيناه ،وبدأ جسده فى الارتعاش من أثر لذة الرائحة المحرمة..


أشار إلى أحد عمال المطعم ،فهرول إليه قائلا:


- أيوه يا حاج .أوامرك. .


أشار الحاج إلى الطفل..


- مين ده ..وعاوز ايه..


نظر الرجل إلى الطفل وهمس:


-ده بيشتغل عند المعلم رجب ..بتاع الخردة إللى فى أول  الشارع يا حاج..بيجى كل يوم ياخد وجبة للمعلمبتاعه..


هز الحاج رأسه متفهما ،وقال:


- خليه يجيلى. .


انطلق الرجل ثم أمسك الطفل الذى فزع من الصدمة ،فقد كان فى عالم ساحر آخر..


أتى الرجل بالطفل إلى الحاج الذى صافحه مبتسما،وهو يقول:


-اسمك إيه..


-محمود..


- أنت بتجيب لمين الأكل ده يا محمود..


ارتعش محمود وهو يهمس:


- للمعلم رجب ..صاحب الشغل بتاعى


ابتسم الحاج وهو يقول :


-اكلت منه قبل كده


خفض صوت الطفل ،وبدأ خيط من اللعاب يسيل من طرف فمه ،وتهدج صوته وهو يقول:


-لأ يا حاج


صمت الحاج قليلا، وقد شعر بغصة فى حلقه ..


ثم وجه كلامه للرجل الذى يعمل فى مطعمه. .


- من هنا ورايح كل ما محمود ييجى يجيب أكل للمعلم بتاعه تعمل له وجبة زيها علشانه،ولو عاوز يقعدياكلها هنا يقعد..


ارتعش محمود فرحا وبدأت الدموع تسيل من عينيه ،وهو يهتف:


- بس يا حاج إنت ذنبك ايه تجيب لى أكل،


ابتسم الحاج وهو يتمتم:


- ذنبى..مش ذنب ولا حاجة ..مش أنا اللى حاجيبلك الأكل ده يا محمود..


اتسعت عينا محمود متسائلا :


- طب مين يا حاج..


أشار الحاج إلى أعلى :


- ربنا يا محمود ..أنت بس قول الحمد لله ،وهو حيعملك كل اللى انت عاوزه..


تنهد محمود فى قوة ،وهو يهتف فى فرح :


-الحمد لله ..


(تمت)