أنباء اليوم
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 12:07 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
محافظ الشرقية يقود حملة مكبرة للنظافة ورفع كافة الإشغالات والتعديات بشارع طلبة عويضة بمدينة الزقازيق المنتخب الأردني يتأهل لنهائي كأس العرب بالفوز على السعودية إراحة تريزيجيه بسبب إجراء علاجي بالأسنان.. وتجهيز عادل لمباراة زيمبابوي مصر تعزي المملكة المغربية الشقيقة في ضحايا الفيضانات بمدينة آسفي ”رئيس البريد” تكرم أبناء العاملين المتفوقين دراسياً على مستوى الجمهورية عضو لجنة الأسكان بمجلس الشيوخ: الطرق شهدت طفرة غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي كنز تطلق خاصية التبرعات المباشرة لصالح مؤسسة مصر الخير عبر تطبيقها الإلكتروني شركة Banknbox تحصل رسميًا على شهادة PCI MPoC وتنضم لقائمة أبرز الشركات العالمية في تقنيات SoftPOS وزير الخارجية يلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج محافظ المنوفية يشدد على الجاهزية الكاملة لجولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025 وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تعقد جلسة مباحثات موسعة مع نظيرتها الألبانية خلال أعمال الدورة الأولى للجنة المصرية الألبانية المشتركة وزيرة التضامن الاجتماعي ومحافظ الوادي الجديد يشهدان توقيع 5 بروتوكولات تعاون بين الوزارة والمحافظة لإقامة مشروعات تنموية

تدريب الحجاج في بلدانهم استثمار لإنجاح أعظم تجمع بشري

د/ حمود الرويس   كاتب ومحلل سياسي سعودي
د/ حمود الرويس  كاتب ومحلل سياسي سعودي

مع إعلان الهيئة العامة للإحصاء أن عدد الحجاج عام 1446هـ بلغ 1,673,230 حاجًّا، منهم أكثر من 1,5 مليون من الخارج، تبرز الحاجة الملحّة لتأهيل الحجاج في بلدانهم قبل قدومهم إلى مكة المكرمة. فنجاح إدارة هذا الحشد الإيماني الأكبر عالميًا لا يعتمد على خطط المملكة وحدها، بل يبدأ من استعدادات الدول الإسلامية في تثقيف حجاجها وتدريبهم على أداء المناسك.

المعرفة الشرعية أول الطريق

التدريب المسبق يزوّد الحاج بالوعي الشرعي اللازم لأداء المناسك وفق السنة النبوية، ويقلل من الأخطاء الشرعية الشائعة في الطواف أو السعي أو رمي الجمرات.

وقد أكدت وزارة الحج والعمرة أن برامجها التدريبية تسهم في رفع مستوى الالتزام الشرعي والانضباط السلوكي لدى الحجاج القادمين من الخارج.

انسيابية الحركة وتخفيف الازدحام أمر في غاية الأهمية، بفضل الوعي المسبق بمسارات المشاعر (منى، عرفات، مزدلفة) والتعليمات التنظيمية، يصبح الحاج أكثر قدرة على التنقل بسهولة داخل الأراضي المقدسة، مما يقلل من حالات الفوضى ويخفف العبء عن رجال الأمن والمنظمين.

للقضية بعد صحي وأمني، حيث أن التدريب يشمل أيضًا التعريف بالإجراءات الصحية والوقائية، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي قد يشهدها موسم الحج. ففي موسم 1445هـ تعرض الحجاج لموجة حر شديدة، ما أدى إلى وفيات وإصابات بين غير المجهزين. وهنا يبرز دور التوعية المسبقة في حماية الحجاج من ضربات الشمس والتعامل مع الطوارئ.

وقد أطلقت وزارة الحج برامج تدريبية ضخمة تضمنت أكثر من 300 ألف فرصة تدريبية، بينها 50 حقيبة تعليمية للحجاج مترجمة إلى 15 لغة، فضلًا عن دورات موجهة للمطوفين والعاملين تجاوز عددهم 4,200 مطوف، في إطار رفع جودة الخدمة وإدارة الأزمات.

والأمر مسؤولية جماعية، حيث أن التزام الدول الإسلامية بتنفيذ برامج إلزامية لتدريب الحجاج قبل سفرهم، وربطها بإصدار التصاريح، سيكون خطوة محورية في تعزيز السلامة العامة وضمان أداء المناسك بسهولة ويسر. كما أن الاستثمار في التدريب الإلكتروني عبر منصات تفاعلية يمكن أن يتيح الفرصة لجميع الحجاج للوصول إلى المعلومات في أي وقت.

ومن المؤكد أن نجاح موسم الحج لا يبدأ في مكة، بل في المطارات والمدن والقرى التي يغادر منها الحجاج. تعليم الحجاج وتدريبهم في دولهم هو البذرة التي تزهر في المشاعر المقدسة، وهو استثمار حضاري وروحي يضمن أداءً صحيحًا، وانضباطًا تنظيميًا، وتجربة إيمانية مكتملة تليق بمكانة الركن الخامس من الإسلام.