أنباء اليوم
الأربعاء 17 ديسمبر 2025 04:45 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الأرصاد : طقس الأربعاء . .أجواء باردة فى الصباح الباكر معتدلة الحرارة نهارا على أغلب الأنحاء وزير الرياضة وهاني أبو ريدة يحفزان المنتخب الوطني قبل أمم أفريقيا الولايات المتحدة توافق على مبيعات عسكرية محتملة إلى لبنان منتخب مصر يستعيد نغمة الانتصارات أمام نيجيريا في ختام تحضيراته لأمم أفريقيا ” خاص ” فابريس اكوا : منتخب أنجولا سيكون مفاجأة الكان ..و الفراعنة قادرون على تحقيق اللقب محمود سامي البارودي ودوره في الثورة العرابية رئيس جامعة السويس يستقبل وزير التربية والتعليم السابق ورئيس جامعة الريادة الدهشوري رئيس سيلفر سكرين يحصد جائزة التميز والابداع العربى كافضل شركة تسويق وتنظيم مؤتمرات لعام 2025 رئيس الوزراء: الحكومة تضع خفض الدين العام والخارجي وتقليل أعباء خدمته هدفًا أساسيًا خلال هذه المرحلة وزير الاتصالات : تأهيل الشباب للعمل كمهنيين مستقلين يساعد فى توسيع نطاق سوق العمل رئيس جامعة المنوفية يستقبل المستشار التعليمي بسفارة الجمهورية التركية بالقاهرة البريد المصري يستضيف ورشة عمل ”نظم وأدوات تكنولوجيا المعلومات”.. التابعة للاتحاد البريدي العالمي

حُماة الذاكرة.. أيادي الترميم تُعيد للحضارة المصرية روحها

في قلب المتحف المصري بالتحرير ينبض قسم الترميم وصيانة الآثار بروح العلماء والحرفيين معًا، حيث يشكّل هذا القسم الركيزة الأساسية في منظومة الحفاظ على التراث المصري القديم. فهنا لا تُعالج القطع الأثرية بوصفها مجرد حجارة أو أخشاب صامتة، بل تُعامل كذاكرة إنسانية حية، تحتاج إلى رعاية دقيقة وإحياء علمي يعيد لها قيمتها التاريخية والجمالية.

أخصائيو الترميم في المتحف لا يقتصر عملهم على معالجة التلف الفيزيائي، بل يرافقه توثيق شامل لكل خطوة، ليشكّل قاعدة بيانات غنية يستفيد منها الباحثون والمؤرخون. بهذا، يتحوّل القسم إلى مختبر علمي متكامل يجمع بين التقنيات الحديثة والخبرة التاريخية العريقة، ويضمن استمرار المعرفة للأجيال المقبلة.

ومن أبرز الشواهد على براعة هؤلاء المتخصصين، أعمالهم في صيانة وإعادة تركيب الرسم الجداري المنقول من المقبرة رقم 100 بمنطقة الكوم الأحمر بمحافظة قنا، والتي يعود تاريخها إلى ما يقرب من ستة آلاف عام. تُعد هذه المقبرة أقدم مقبرة معروفة في مصر تحتوي على رسومات ملونة، وقد نُقلت جدرانها إلى المتحف المصري عام 1898. وفي بدايات القرن العشرين تولى الخبراء مهمة إعادة بنائها وصيانتها بمنهجيات علمية دقيقة حافظت على استقرار مادتها الأصلية.

ويُظهر المشهد المرسوم قوارب أحدها بسقيفة تظلل شخصية يُرجّح أنها صاحب المقبرة، بينما يظهر في زاوية أخرى رجل يسيطر على ثلاثة أسرى مقيدين. تفاصيل تكشف أن المتوفى ربما كان حاكمًا أو من كبار النخبة، لتفتح نافذة لفهم أعمق للحقبة التي عاش فيها.

هكذا يبرهن قسم الترميم وصيانة الآثار بالمتحف المصري أن دوره لا يقتصر على معالجة الماضي، بل يمتد إلى صون ذاكرة الإنسانية ذاتها، ليبقى التراث المصري شاهدًا خالدًا على عبقرية الحضارة وصمودها.