أنباء اليوم
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 02:37 صـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي

سكت صوت الأزهر الحنون.. ورحل حامل لواء الحديث

الراحل ا. د/ أحمد عمر هاشم
الراحل ا. د/ أحمد عمر هاشم


ودّع العالم العربي والإسلامي صباح اليوم الثلاثاء، الموافق 7 أكتوبر 2025، أحد أبرز رموز الأزهر الشريف، الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد صراع مع المرض، ليفقد الأزهر الشريف أحد أعلامه الكبار في العلم والدعوة والفكر الإسلامي المعتدل.

موعد تشييع الجثمان

من المقرر أن تُقام صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر في الجامع الأزهر الشريف، بحضور عدد من قيادات الأزهر وطلاب العلم ومحبي الفقيد من مختلف المحافظات، على أن يُنقل الجثمان لدفنه في مسقط رأسه بقرية بني عامر بمحافظة الشرقية.

ونعت الصفحة الرسمية للعالم الجليل رحيله بكلمات مؤثرة جاء فيها:

“بقلوب يملؤها الإيمان والرضا بقضاء الله، ننعي إلى الأمة الإسلامية فقيدها الحبيب الإمام الشريف الدكتور أحمد عمر هاشم، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.”

نشأته وبداياته العلمية

وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير عام 1941 بقرية بني عامر، مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، في أسرة محبة للعلم والدين. حفظ القرآن الكريم صغيرًا، والتحق بالتعليم الأزهري حتى التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتخرج فيها عام 1961.

حصل على الماجستير والدكتوراه في الحديث وعلومه، ليبدأ بعدها مسيرة علمية امتدت لعقود، قدّم خلالها للأزهر وللأمة الإسلامية علمًا غزيرًا وأجيالًا من العلماء والدعاة.

مسيرة علمية ودعوية مشرفة

بدأ الدكتور أحمد عمر هاشم حياته الأكاديمية معيدًا في قسم الحديث، وتدرج في المناصب حتى أصبح أستاذًا للحديث وعلومه، ثم عميدًا لكلية أصول الدين، قبل أن يتولى رئاسة جامعة الأزهر الشريف في منتصف التسعينيات.

كان عضوًا في هيئة كبار العلماء بالأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، وشارك في مؤتمرات ومحافل دعوية داخل مصر وخارجها، واشتهر بخطبه المؤثرة التي مزجت بين العلم والإخلاص والصدق في الدعوة.

إنتاج علمي ضخم وأسلوب مؤثر

ترك الفقيد وراءه أكثر من مئة مؤلف في الحديث وعلومه والدعوة والسيرة النبوية، من أشهرها:

“الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة”، “من هدي السنة النبوية”، “قصص السنة”، “الإسلام والشباب”.

عرفه الجمهور المصري والعربي من خلال ظهوره الدائم في البرامج الدينية، حيث كان صوته حاضرًا في المناسبات الدينية الكبرى، يحمل رسائل رحمة وتسامح ووسطية.

رمز للأزهر ووجه للوسطية

عُرف الدكتور أحمد عمر هاشم باعتداله وتمسكه بمنهج الأزهر الوسطي، وكان دائم الدعوة إلى نبذ التطرف، مؤكدًا أن الإسلام دين علم ورحمة وعدل.

حظي بمحبة وتقدير واسع بين طلابه وجمهور العلماء، واعتبره كثيرون أحد أبرز المراجع في علوم الحديث وواحدًا من رموز الفكر الإسلامي المعاصر.

وداع عالمٍ ترك أثرًا لا يُمحى

برحيل الدكتور أحمد عمر هاشم، تخسر مصر والأزهر الشريف أحد أعمدة العلم والدعوة، لكن تبقى مؤلفاته ودروسه ومنهجه شاهدًا على مسيرة عالمٍ أفنى حياته في خدمة الدين والعلم والناس.

رحم الله العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، وأسكنه فسيح جنا

ته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.