أنباء اليوم
الجمعة 10 أكتوبر 2025 11:21 مـ 17 ربيع آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يلتقي رئيس وزراء إسبانيا الرئيس الإيطالي يطالب بدعم جهود الدول الوسيطة لتحقيق سلام حقيقي بالشرق الأوسط سكان غزة يتوافدون إلى حطام منازلهم آملين إعادة الإعمار بقيادة مصر الرئيس السيسي يتلقى اتصالاً هاتفياً من سكرتير عام الأمم المتحدة وزير العدل الفلسطيني : جهود مصر بقيادة الرئيس السيسي أوقفت الحرب على غزة بوتين: إذا أكمل ترامب خطته بشأن غزة فسيكون ”حدثًا تاريخيًا” الوطنية للانتخابات : 105 متقدمين في ثالث أيام تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب محافظة الجيزة تضبط مصنعًا لتدوير زيوت السيارات المستعملة وتعبئتها بعلامة تجارية مزيفة رئيس الهلال الأحمر بشمال سيناء : مليون طن مساعدات مصرية إلى غزة خلال 700 يوم عمل متواصل الداخلية:ضبط صانعة محتوى لقيامها بنشر مقاطع فيديو بالرقص بملابس خادشة للحياء العامة لعنة الإباحية.... هل اصبحت حقاً الاباحية أمر عادي في عصرنا ؟ الرئيس السيسي يتلقى اتصالاً هاتفياً من المستشار الألماني

لعنة الإباحية.... هل اصبحت حقاً الاباحية أمر عادي في عصرنا ؟

بقلم - هبة قاسم

نحن الآن وللأسف نعيش عصراً تتسارع فيه كافة وسائل التكنولوجيا علي نشر الإباحية والرزيلة بسهوله ويسر ،حتي اصبح انتشارها ومشاهدتها أمر عادي لاعيب فيه عند اغلابية البشر!!!

فتلك الظاهرة ليست تسلية ولا "متعة بريئة"، بل سلاح خفي يُدمّر الإرادة، ويفسد العقل والبدن والروح ويجلب الكثير من الذنوب والمعاصي دون ان يشعر الشخص بكل ذلك.

في كل دقيقة تنتشر مقاطع الإباحية تحصد اعلي نسب مشاهدات بين مختلف الفئات العمرية، خاصة فئة الشباب والمراهقين وذلك بسبب سهولة انتشارها ووصولها لتلك الفئات العمرية !! وعلي الرغم من محاربة الدين لمشاهدة تلك الفواحش وتحريم مشاهدتها تحريم صريح الي وان البعض اعتبرها أمر عادي وخاص و غير مؤذي للغير ، وانما الحقيقة المرعبة والخفية حين تحولت المشاهدة من امر خاص وعادي الي عادة سلوكية سيئة اعتاد عليها اصحابها حتي أصبحوا مهوسين بمشاهدتها طيلة الوقت ، لتصبح لعنة تستحوذ علي العقول والاجساد دون أي رحمة. وبعدما حرم الدين مشاهدتها يأتي دور علماء واطباء الطب النفسي الذين اكدوا من خلال دورهم العلمي أن عادة مشاهدة الاباحية هو نوع من انواع الادمان لكنه أشرس واعنف من ادمان المخدرات لكونه يحمل في طياته أضرارًا نفسية و سلوكية، وعصبية عميقة قد تؤثر على جودة الحياة و العلاقات العاطفية، وحتى الصحة الجنسية. لأن في بداية مشاهدتها يكون نوع من أنواع الفضول والاستكشاف أو التعلم وربما الهروب من ضغوط الحياة ،لتتحول، تدريجيًا إلى إدمان حقيقي لا يختلف في تأثيره على الدماغ عن إدمان المخدرات الذي مع مرور الوقت يغير ،أنماط التفكير والسلوك وتحفيز الأفكار الشاذة التي يرفضها الشرع والعنف ، ومع تكرار التعرض لمشاهدة تلك الإباحيات يصبح لدي الشخص تشويه للمفاهيم الجنسية الواقعية داخل عقلة، ويزداد الاعتماد عليها كمصدر للإثارة أو الراحة النفسية، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى العزلة، والتشتت الذهني، واضطراب الأداء الجنسي، بل وأحيانًا إلى القلق والاكتئاب أو اكتساب سلوكيات جنسية غير سوية ، لذلك لاتهاون في مشاهدة اي افلام ومقاطع إباحية لأنه اولاً محرم شرعاً وماحرمه الشرع فهو ليس امر عادي ولا خاص وذلك بسبب اضراره الجسيمة .وعلي كل من يشاهدون ويبحثون عن المقاطع والصور الاباحية يعلمون أنهم يخضون أقذر المعارك المصيرية التي يقودها اعوان إبليس من البشر ضد الطبيعة البشرية والإيمان بالله ، وهم للأسف مغيبون لا يشعرون بمدي وحجم خسارتهم بالدنيا والأخرة. فما حرم الله ورسوله امر الا وكان فيه رحمة لنا وخير لنا ك بشر، وان الله سبحانه وتعالي مطلع علينا بكل وقت وحين وهو ليس غافل عما نعمل او نفكر به.

بسم الله الرحمن الرحيم{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} سورة النور.

و قال رسول الله ﷺ :«إِنَّ اللهَ يَغارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ ما حَرَّمَ اللهُ» [رواه البخاري ومسلم]

ومن قول الله تعالي {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} [النازعات: ٤٠-٤١] فالإيمان بالله وتعاليم رسوله الكريم ﷺ تحتاج للسيطرة علي النفس والبعد عن ما حرمه الله بالسمع والنظر والتأكد من ان الرجولة والأنوثة ليست مجرد مظهراً أو كلمات، بل هي ضبط للنفس وصبر على الشهوات الدنيوية وتقي الله. فكيف يكون الرجل قائدًا وحاميًا لأهله ومجتمعه، وهو عبدًا أسير لشهواته أمام شاشة الجوال!؟ فلا قائد حقيقي ورب اسرة ومسؤول يصير عبدًا تستعبده غرائز جنسيه بمجرد رؤية مشهد او صورة إباحية ، فلا يقاوم منكرًا ولا ينهض لحق. وقال ابن القيم رحمه الله عليه: "من استولت عليه الشهوات صار أسيرًا في يد عدوه."وهذا من نحن عليه الآن ان الأغلبية منا كبشر اصبحوا اسرا في يد أعداء الله ورسوله حتي نسوا امر الزواج وان الله شرع الزواج عفة وطهارة لهم {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: ٢١] فأين تلك السكينة والأمان والمودة والرحمة لمدمني مشاهدة الاباحيات الرخيصة الذين يعيشون حياة وهمية مع أنفسهم وشاشتهم معتقدين أنهم يهربون من الواقع وفي الحقيقة يغرقون أنفسهم في الذنوب والكبائر و الهمّ والوحدة بل والفقر .يقتلون بأنفسهم اجمل ما خلقهم الله عليه وتدفن طموحاتهم، وتذبل إرادته، ويصبحون هياكل فارغة متفرجين على سنوات عمرهم وهي تضيع .

وختام المقال فالإباحية ليست مجرد "ذنب صغير"، بل هي حرب ضد دين الله والنفس البشرية ، والمجتمع ومستقبل الأجيال والوطن ، الذي مخطط لهدمه وتدميره منذ أن اخرج الله إبليس من رحمته وتوعده للبشر ،فما نعيشه ونوجهه في عصرنا ومجتمعنا أشرس أنواع الحروب ، حرب باردة تسعي بكافة قوتها لتخرج الجنس البشري من رحمة الله الي الظلمات، حرب تتطلب منا ان نحفظ ابصرنا وقلوبنا مما حرمه الله ونمسك علي ديننا لكي يرحمنا و يحفظنا ويمدنا بالقوة لمجاهدة النفس و شهوات الدنيا ومايريدة وخطط له إبليس وأعوانه من البشر لدمارنا ليثبت لله ان الانسان لم يكن يستحق اي نعم ولا اي رحمة وهبها الله له وأنه فضل آدم ونسله عنه.