أنباء اليوم
الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 06:17 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
مجلس الوزراء يوافق على انضمام مصر إلى اتفاق تسهيل الاستثمار من أجل التنمية وزير الخارجية يلتقي رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وزير البترول يشهد توقيع اتفاقية مع القطاع الخاص المصري في مشروعات تصنيع الفوسفات الإسكان: إجراء 3 قرعات علنية لتسكين المواطنين بمدينة العبور الجديدة يومي 13 و14 أكتوبر مجلس الوزراء يوافق على عدة قرارات في اجتماعه اليوم رئيس جامعة المنوفية يتفقد أجنحة معرض ”تراثنا” للحرف اليدوية والتراثية اتحاد إذاعات وتليفزيونات ”التعاون الإسلامي” ينعي الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس استئناف القاهرة يهنئ رئيس ”القضاء الأعلى” ببداية العام القضائي الجديد وزير الإسكان : استكمال حملات إزالة المخالفات والظواهر العشوائية وأعمال التطوير بالمدن الجديدةة موقف ميناء دمياط اليوم الثلاثاء الموافق 7 / 10 / 2025 محافظ أسوان ينعى العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم مجلس الوزراء: دعم الرئيس السيسي كان فاعلاً لمسيرة ترشح ”العناني”

علماء الإسلام ينعون فقيد الأمة الإسلامية والإنسانية الدكتور أحمد عمر هاشم

أحمد عمر هاشم
أحمد عمر هاشم


نعى عدد كبير من علماء الإسلام في مصر والعالم العربي بل والعالم بأكمله وفاة فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم

و قال عميد كليه اصول الدين جامعة مركز الهند عبد الله الثقافي الهندي البلنوري إن الدكتور أحمد عمر هاشم… تاج العلماء وصوت أهل السنة في مصر

فقدت الأمة الإسلامية اليوم واحدًا من أعلامها الكبار، ورمزًا من رموز العلم والدعوة، هو فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، الذي كان بحق شخصية عظيمة جمعت بين العلم والخلق، وبين البيان والإيمان، وبين حب النبي ﷺ وخدمة سنته المطهّرة.

لقد كان الدكتور أحمد عمر هاشم عاشقًا صادقًا للرسول ﷺ، ملأ حبه قلبه ولسانه وشعره، فكان لا يملّ من ذكره والصلاة عليه، ولا يضيع مناسبة إلا جعلها منبرًا للحديث عن سيرته العطرة وشمائله الزكية. وفي كل ندوة أو مؤتمر، كان إذا تحدّث عن النبي ﷺ رأيت الدموع تسبق كلماته، والقلوب تذوب مع عباراته، وكأن لسانه يجري بصدق المحبة لا بتكلّف اللفظ.

وكان رحمه الله شاعرًا ارتجاليًّا فريدًا، يجيد نظم الشعر في لحظاته دون إعداد، فتجري الأبيات على لسانه كأنها وحي بيان، تحمل من المعاني والعاطفة ما لا تجده في قصائد مكتوبة. وكما كان شاعرًا بالفطرة، كان خطيبًا مصقعًا يأسر العقول ببلاغته، والقلوب بحرارته، يقف على المنابر في الجامعات والمساجد والمحافل الدولية، فيملأ المكان نورًا، ويُحدث في النفوس يقظة وغيرة على الدين.

ولم يكن البيان وحده سرّ عظمته، بل جمع إليه علمًا واسعًا راسخًا، فهو محدث كبير من كبار علماء الحديث الشريف، حفظًا وفهمًا وإسنادًا، وله جهود عظيمة في تدريس السنة وتبسيطها للأمة. وكان يرى أن خدمة الحديث واجب العمر، فدرّسه في الأزهر الشريف عقودًا طويلة، وربّى عليه أجيالًا من العلماء والباحثين.

وكان الدكتور أحمد عمر هاشم عالمًا عاملًا، لا يكتفي بالكلمة بل يسعى للتطبيق، يجمع بين التدريس والميدان، بين القلم والمنبر، وبين العلم والعمل. كان معلمًا مثاليًّا، يربي طلابه على الأدب قبل العلم، وعلى الإخلاص قبل الشهادة. وقد شهد له الجميع بتواضعه الجمّ، وصبره على الطلبة، وحرصه على نفع الناس دون تفرقة.

أما في مواقفه من الحكام وقضايا الأمة، فكان مثالًا في الحكمة والصدق؛ يوجّه ولا يهاجم، وينصح ولا يتملّق. كان يرى أن كلمة الحق تُقال بميزان العلم والرحمة، لا بالغضب والتهور، ولذلك احتفظ بمكانته وهيبته عند الجميع، فكان موضع احترام الملوك والرؤساء، وموئلًا للعلماء والدعاة.

وكان رحمه الله صوتًا قويًّا لأهل السنة في مصر، ينافح عن معتقدهم، ويدافع عن منهجهم الأصيل، ويردّ الشبهات بالحجة والدليل. وفي زمن كثرت فيه الأصوات المتطرفة والمنحرفة، كان هو الميزان المعتدل، يجمع ولا يفرّق، ويهدي ولا يضل.

وبرغم تقدّمه في السن، ظلّ نشِطًا في مدح الرسول ﷺ وخدمة الدعوة حتى آخر أيامه، لا يملّ من المحاضرات والندوات، ولا يعتذر عن لقاء علمي أو دعوي، كأن روحه لا ترتاح إلا في ذكر الله ورسوله.

لقد كان الدكتور أحمد عمر هاشم تاجًا على رؤوس العلماء، ووجهًا مضيئًا في سماء الأزهر والعالم الإسلامي. جمع بين الأصالة والتجديد، وبين العلم والزهد، وبين الورع والعمل. لم يطلب شهرة ولا جاهًا، بل عاش لله، ومات على حب الله ورسوله ﷺ.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل علمه وسيرته نبراسًا للأجيال القادمة، وسقى قبره من أنهار الجنة كما سقى القلوب من علمه وبيانه.