أنباء اليوم
الجمعة 7 نوفمبر 2025 12:51 مـ 16 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزيرة التخطيط تبحث مع السفير الجزائري بالقاهرة استعدادات انعقاد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة المصرية الجزائرية ومنتدى الأعمالل وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي وزير الأسرة والتنمية الاجتماعية بجمهورية سنغافورة د. منال عوض تلقي كلمة مصر في ”قمة القادة” ضمن فعاليات مؤتمر المناخ ”COP30” بالبرازيل النقل: توفير وسائل نقل جماعي لنقل رواد وزائري الدورة السادسة من معرض ومؤتمر النقل الذكي واللوجستيات والصناعة اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيرته البريطانية تعرض المطرب الشعبي إسماعيل الليثي لـ حادث سير قمة مصرية على الأراضي الإماراتية.. الزمالك وجها لوجه أمام الأهلي في نهائي كأس السوبر المصري يوم الأحد المقبل غرفة صناعة التكنولوجيا ” CIT”.. فوز 12 عضوا بالانتخابات لدورة 2025 / 2029 “من التعثّر إلى الريادة”.. قصة إنقاذ أسمنت التعمير على يد الدكتور سيد حسين: رؤية قيادية أعادت الروح لمصنع استراتيجي روحي العربي: خطوة رائدة تعكس قوة الصناعة المصرية ونهج الجمهورية الجديدة في دعم التصنيع المحلي رئيس جامعة مدينة السادات يحصد جائزة ” الكنانة” في نسختها الثانية تتويجًا لمسيرة وطنية وعلمية مشرّفة وزير الأوقاف ورئيس شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية يوقعان بروتوكول تعاون بشأن إدارة وتشغيل مسجد مصر والمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الجديدة

في رحاب جبانة الإمام الشافعى تاريخ ثلاثة من أعلام الفقه والقراءة


في قلب القاهرة التاريخية، حيث تمتد جبانة الإمام الشافعي كأحد أعرق مقابر المسلمين في مصر، يرقد عدد من كبار العلماء والأئمة الذين تركوا بصمتهم على مسيرة الفقه الإسلامي وعلوم القرآن. وبين القبور العتيقة والقباب المزخرفة، يلوح تاريخ ثلاثة من الأسماء البارزة: الإمام وكيع، والإمام المزني، والإمام ورش.
هو وكيع بن الجراح (129 – 197هـ)، أحد كبار المحدثين بالكوفة وشيخ الإمام الشافعي. عُرف بثقته وإتقانه في الحديث، حتى قال عنه الشافعي: "ما رأيت مثل وكيع في الحفظ والإتقان".
ومن الروايات الباقية في التراث أن الشافعي نفسه قال فيه أبياته الشهيرة:
> شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي
فأرشدني إلى تركِ المعاصي
وأخبرني بأن العلمَ نورٌ
ونورُ الله لا يُهدى لعاصي
اسمه ظل حاضرًا في كتب المصريين باعتباره أستاذ الشافعي وملهمه الأول. لذا يذكره المؤرخون دائمًا عند الحديث عن الجبانة، باعتباره جزءًا من السلسلة العلمية التي انتهت بوجود الشافعي في هذا المكان.
أما إسماعيل بن يحيى المزني (175 – 264هـ)، فقد عاش حياته في مصر ملازمًا للإمام الشافعي حتى وفاته. ويُعد المزني أبرز من نقل مذهب الشافعي ونشره بين الناس، حتى لُقب بـ"ناشر مذهب الشافعي". وعندما وافته المنية سنة 264هـ، دُفن إلى جوار أستاذه في جبانة الإمام الشافعي، ليظل قبره شاهدًا على تواصل السلسلة الفقهية بين الشيخ والتلميذ.
إن عثمان بن سعيد المصري، الشهير بورش (110 – 197هـ)، قد خدم القرآن الكريم بقراءته التي اشتهرت في المغرب العربي حتى يومنا هذا. وُلد ورش في مصر وتلقى علوم القراءة في المدينة المنورة عن الإمام نافع، ثم عاد إلى بلده ليتصدر للإقراء. وحين توفي، وُري جثمانه في جبانة الفسطاط، حيث صار موضع قبره فيما يعرف اليوم بجبانة الإمام الشافعي. وهكذا اجتمع في المكان فقيه وراوية قراءة، ليمنح الجبانة مكانة علمية وروحية فريدة.
تاريخ هؤلاء الأئمة الثلاثة يعكس صورة من صور القاهرة الإسلامية التي جمعت بين الفقهاء والمحدثين والقراء، واحتضنت الجبانة جسد الأولياء المزني وورش ووكيع، إلى جوار الإمام الشافعي نفسه، لتتحول المنطقة إلى متحف مفتوح للتاريخ الإسلامي، حيث تتجاور القباب والأضرحة مع قصص العلماء الذين نشروا الدين بعلمهم وورعهم.