اكتشاف مقبرة الملك آمون إم أوبت في تانيس من خلال توثيقً كتاب مونتيه

في قلب مدينة تانيس الأثرية بمحافظة الشرقية، عثر عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه على واحدة من أهم المقابر الملكية التي نجت من أيدي اللصوص عبر العصور، وهي مقبرة الفرعون آمون إم أوبت ابن الملك بسوسنس الأول.
المقبرة التي تحمل رقم (42) في توثيق مونتيه، كشفت عن حجرة جنائزية فريدة، احتوت على مجموعة من الأواني الحجرية والفخارية الموضوعة بعناية بجوار جدار حجري ضخم. المشهد كما وصفه مونتيه بدا أشبه بكنز صامت ظل مدفونًا لآلاف السنين، قبل أن يرى النور من جديد.
وذكر مونتيه في كتابه «من بسوسنس لدينا في تانيس سور قوي من الطوب، وبقايا معبد، وبعض النقوش، وخاصة مقبرته التي بقيت بشكل إعجازي سليمة بين مقابر أخرى منتهكة. لقد خصصها الملك أولًا لنفسه ولأمه، ثم قام بتوسيعها لاحقًا.»
هذا النص يوضح مدى ندرة أن تبقى المقبرة سليمة، في وقت كانت فيه أغلب المقابر الأخرى قد تعرضت للسرقة والنهب.
أهمية الاكتشاف لا تتوقف عند جمال القطع الأثرية، بل تمتد إلى رمزيتها التاريخية؛ فبينما تعرّضت مقابر ملوك آخرين في المنطقة للتدمير، بقيت مقبرة آمون إم أوبت وأسرته معجزة أثرية محفوظة، مما أتاح للعلماء فرصة نادرة لدراسة طقوس الدفن الملكي في أواخر الأسرة الحادية والعشرين.
الملك بسوسنس الأول، والد آمون إم أوبت، كان قد شيد هذا المجمع الجنائزي أولًا لنفسه ولأمه، ثم قام بتوسيعه لاحقًا ليضم أفرادًا آخرين من العائلة المالكة. هذا التخطيط جعل تانيس بمثابة جبانة ملكية جديدة، أشبه بوادي الملوك في طيبة، لكنها أقل شهرة.
هذا الكشف المدهش أعاد تسليط الضوء على تانيس باعتبارها عاصمة مهمة في تاريخ مصر القديمة، وأعاد إحياء الاهتمام بملوكها الذين عاشوا في فترة حرجة من تاريخ البلاد، وتركوا وراءهم مقابر وكنوزًا لا تقل روعة عن تلك الخاصة بتوت عنخ آمون.