أنباء اليوم
الجمعة 19 سبتمبر 2025 04:14 صـ 26 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة تحصد جائزة المرأة العربية المتميزة كنوز مقبرة الملك آمون إم أوبت في المتحف المصري بالتحرير راشفورد يقود برشلونة لانتصار ثمين على نيوكاسل في دوري الأبطال المقاولون العرب يرفض اعتذار محمد مكي ويعلن استمراره في قيادة الفريق دعوة الدول الإفريقية إلى اغتنام الفرص لتعزيز اقتصاداتها من خلال خططها الوطنية المناخية الجديدة ”NDCs” هانز فليك يعلن تشكيلة برشلونة الافتتاحية لمواجهة نيوكاسل بالشامبيزليج فيزا تقدم أولوية لحاملي بطاقاتها للحصول علي تذاكر كأس الأمم الإفريقية توتال إنيرجي المغرب 2025 وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظيره السعودي لتعزيز التعاون الثنائي وبحث التطورات الإقليمية وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي نظيرته الإسبانية لبحث تعزيز الشراكة الاقتصادية وتيسير حركة التجارة التعليم تبحث تطوير مدارس ومناهج التربية الرياضية على مستوى الجمهورية تعرف على قائمة الأهلي لمباراة سيراميكا كليوباترا بدوري نايل مكتب التنسيق: إعلان نتائج تقليل الاغتراب لتنسيق طلاب المرحلة الثالثة للثانوية العامة

كنوز مقبرة الملك آمون إم أوبت في المتحف المصري بالتحرير

في قلب مدينة تانيس الأثرية، أو ما يُعرف اليوم بـ صان الحجر بمحافظة الشرقية، يرقد ملك لم ينل نصيبًا وافرًا من الشهرة مثل توت عنخ آمون أو رمسيس العظيم، لكنه ترك خلفه قصة غنية وكنوزًا فريدة. إنه الملك آمون إم أوبت، وأحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين خلال ما يُسمى بـ عصر الانتقال الثالث.

وُلد آمون إم أوبت ابنًا للملك پسوسنس الأول، وكان اسمه يعني "آمون في عيد الأوبت"، وهو احتفال ديني ضخم في طيبة يجدد العهد بين الملك والإله آمون. تولى الحكم نحو عام 1001 قبل الميلاد، وظل على العرش قرابة تسع سنوات فقط، حتى وفاته عام 992 ق.م. ورغم حمله للقب الفرعوني، فإن سلطته لم تكن مطلقة، إذ تقاسم النفوذ مع الكهنة الكبار في طيبة الذين فرضوا هيمنتهم على الجنوب.

جاءت لحظة الكشف عن مقبرته في أبريل 1940 حين نجح عالم المصريات الفرنسي پيير مونتيه في العثور عليها أثناء حفرياته في تانيس. كان الاكتشاف مذهلًا: توابيت خشبية مغطاة بأوراق الذهب، أساور وقلائد وصدرية على هيئة جعران، إلى جانب قناع جنائزي مذهّب يُظهر ملامح الملك الشاب. لكن الحرب العالمية الثانية أوقفت الحفائر سريعًا، لتظل المقبرة حديث العلماء بعد ذلك لسنوات طويلة.

وبالمقارنة مع مقبرة والده الفاخرة، بدت مقبرة آمون إم أوبت أكثر بساطة؛ فبينما امتلك پسوسنس توابيت من الفضة الخالصة وقناعًا فريدًا من الذهب والفضة، اكتُفي للابن بتوابيت من الخشب المذهّب وقناع من طبقات مطلية بالذهب. ومع ذلك، تظل هذه المقتنيات اليوم من أبرز كنوز المتحف المصري بالتحرير، حيث تجذب أنظار الزائرين بجمالها ودقتها الفنية.

إن اكتشاف مقبرة آمون إم أوبت لم يضف فقط صفحة جديدة في سجل الآثار المصرية، بل ألقى الضوء على حقبة مضطربة من التاريخ، كان فيها العرش محاصرًا بنفوذ الكهنة. ورغم أن الزمن حاول أن يطوي اسم هذا الملك في النسيان، فإن مقتنياته المعروضة الآن تعيد إليه ألقه، لتصبح شاهدًا على صراع السلطة بين المعبد والعرش، ورمزًا لمرحلة دقيقة في مسيرة الحضارة المصرية.