مدير شعبة ضمان الجودة في كلية طب المستنصرية ببغداد : طموحنا كمؤسسة علمية عريقة ان نصل الى أعلى نسبة ممكنة من تحقيق معايير الاعتماد البرامجي

حوار : شريف هاشم – بغداد

تصوير : مصطفى عبد علي

تعد الجودة في التعليم العالي الجامعي أحد أهم المرتكزات الأساسية التي تطمح اليها المؤسسات التعليمية في ظل التغييرات العلمية والمعرفية والتكنولوجية المتسارعة ولتلبية احتياجات المجتمع ومواجهة التحديات القائمة.

بداية مشوار الألف ميل يبدأ من كلية الطب / الجامعة المستنصرية التي نعول عليها كأحد الركائز الرئيسية لاصلاح وتطوير التعليم ، فكلية الطب اليوم متماسكة وواثقة من مساراتها ومنهجها بما يكفي لمواجهة الظروف بعد تولي ادارتها العازمة على العمل والتميز لرسم سياسات جديدة تصبو الى الحفاظ على الاعتراف بالكلية دولياً بعد تطبيقها لمعايير الجودة وهو ما تسعى اليه عمادة الكلية وأساتذتها من الكفاءات .

وللتعرف أكثر التقينا مع مدير شعبة ضمان الجودة وتقييم الأداء في كلية الطب / الجامعة المستنصرية المدرس الدكتور حيدر حامد عبد اللطيف فكان لنا هذا الحوار :

ماذا يقصد بالاعتماد المؤسسي والبرامجي ؟

بغض النظر عن نوع الاعتماد فان الاعتماد يعرف بانه شهادة بمطابقة واقع اي مؤسسة مع معايير معدة مسبقاً من قبل منظمات او مؤسسات رصينة ، وهناك نوعين من برامج الاعتماد وهما الاعتماد البرامجي والاعتماد المؤسسي ، الفرق الأساسي بينهما هو كون الإعتماد المؤسسي يرتكز في معاييره على ادارة المؤسسة وتمويلها وسبل استخدام هذا التمويل وادارة المؤسسة في سبيل تحقيق أهداف ورؤية ورسالة المؤسسة ، بينما في برنامج الإعتماد البرامجي يتم التركيز على البرنامج الأكاديمي والعملية التعليمية والتثبت من تحقيق مخرجاتها أكثر من تطرقها للتفاصيل الادارية للمؤسسة التعليمية .

هل الجامعات والمؤسسات التعليمية مطالبة بالاعتماد المؤسسي والبرامجي ؟

ان كافة الجامعات والمؤسسات التعليمية في حاجة الى تطبيق برامج الاعتماد ومطابقة واقعها مع المعايير المعتمدة والسعي الحثيث نحو تحقيق كافة او معظم المعايير للوصول الى الحد المثالي الذي يؤهل الكلية للحصول على شهادة الاعتماد مع ملاحظة ان مبدأ الحاجة للحصول على الاعتماد ليس مبدأً محلياً وانما متطلب عالمي تسعى كل الكليات والمؤسسات العلمية للحصول عليه في كل أرجاء العالم .

هل الكلية تحتاج الى اعتماد دولي او الاعتراف ؟

ان الاعتماد الدولي بصورة مباشرة او من خلال منظمات محلية او اقليمية معترف بها من قبل الاتحاد الدولي للتعليم الطبي(WFME) هو متطلب يجب على كافة الكليات الحصول عليه ، وان فكرة الاعتماد جاءت من خلال تعدد البرامج التعليمية وطرق اعطاء المناهج في كليات الطب المختلفة مما قد يعطي انطباعاً لدى بعض المؤسسات بكونها أفضل من غيرها والعكس قد يكون صحيحاً، كما قد يؤدي هذا الاختلاف الى اختلاف في طبيعة وكفاءة الخريج الذي يشكل الهدف الأساسي لكافة المؤسسات التعليمية ، كل ذلك أدى الى نشر معايير ومؤشرات ينبغي على كافة المؤسسات مهما اختلفت برامجها او مبادئ التدريس فيها ان تطبقها او تحرص على تطبيق معظمها من أجل تقليل الفوارق بين الكليات وبالخصوص من ناحية مخرجات المؤسسة التعليمية .

ماهي البرامج التي تسعى كلية الطب لاضافتها من أجل الحفاظ على الاعتماد ؟

اننا في كلية الطب الجامعة المستنصرية وهي كلية يمتد نشاطها وعمرها العلمي لما يقارب النصف قرن ، فطموحنا كمؤسسة علمية عريقة ان نصل الى أعلى نسبة ممكنة من تحقيق معايير الاعتماد البرامجي خصوصاً من خلال تطبيق العديد من البرامج واحداث تغيير في طرق ادارة المنهاج وتقييم مخرجات العملية التعليمية وكأمثلة لهذه البرامج يمثل تفعيل برنامج الارشاد الأكاديمي خطوة البداية ضمن خطوات عديدة تتضمنها خطة التحسين الخاصة ببرنامج الاعتماد كما تشمل خطة التحسين ايضاً تفعيل لجنة تطوير المناهج كجهة مركزية لأدارة البرامج الأكاديمي واستحداث لجنة القياس والتقويم لضمان جودة الامتحانات وتقييم الطلبة وغيرها الكثير من اللجان والاجراءات التي يجب ان يتفهمها ويشعر بتطبيقها وفائدتها كافة منتسبي الكلية من تدريسيين وفنيين واداريين اضافة الى الطلبة الذين يشكلون الهدف الأساسي لخطة التحسين في مختلف اجراءاتها .

ما هي الاجراءات الكفيلة التي اعتمدتها الكلية في حصولها على الاعتماد ؟

اننا في الكلية بخضم اجراءات الاعتماد الذي يتكون من اجراءات ومراحل متعددة ، المرحلة الأولى هي نشر ثقافة الاعتماد واعتماد المعايير ، تتبعها مرحلة اجراء دراسة التقييم الذاتي وكتابة تقريرها والذي يعني مطابقة واقع الكلية الحالي في كافة محاور الاعتماد بمختلف معاييرها ومؤشراتها مع المعايير المعتمدة وهي معايير المجلس الوطني لاعتماد كليات الطب في العراق والذي اعتمد على معايير الاتحاد الدولي للتعليم الطبي(WFME) بصورة أساسية ، وفي هذه الجزئية أود ان أقدم شكري لأعضاء المجلس الوطني بكافة أعضاءه والسيدة رئيسة المجلس الذين لم يألوا جهداً في سبيل تثبيت ركائز برنامج الاعتماد في كليات الطب واشاعة ثقافته ، ونحن الآن في كليتنا في المراحل النهائية لكتابة تقرير التقييم الذاتي للاعتماد البرامجي واصدار خطة التحسين والتي تم تطبيق جزء كبير من فقراتها اختصاراً للوقت اما بالنسبة للاعتماد المؤسسي فلقد تم اكمال تقرير التقييم الذاتي واصدار خطة التحسين بالتعاون مع قسم ضمان الجودة في الجامعة المستنصرية واللجنة الجامعية للاعتماد الأكاديمي.

لماذا ننشد الجودة في التعليم ؟

ان الجودة في التعليم أمر أساسي لضمان تطبيق البرنامج الأكاديمي بأفضل صوره ممكنة مما يجعل الوصول الى المخرجات والاهداف المطلوبة أمراً يسيراً خدمة للمجتمع ومسيرة العلم في بلدنا العزيز ، وان برامج الجودة المختلفة تهدف الى ضبط العملية التعليمية بكافة تفصيلاتها وجعلها تتطابق مع مثيلاتها في المؤسسات العلمية الرصينة في كافة أنحاء العالم .

ما الذي يتميز به الطلبة المتخرجين من كليات تطبق نظم الجودة ؟

ان أهم ما يميز الطلبة المتخرجين من كليات تتبع نظم الجودة هو أمرين أولهما ان هذا الطالب قد حصل الى درجة كبيرة على أفضل تطبيق ممكن للبرنامج التعليمي في بيئة أكاديمية وتعليمية رصينة في كل تفصيلاتها المتعلقة بالمنهاج والتقييم والتغذية الراجعة وثاني ما يميز الطلبة هو ضمان الوصول الى المخرجات المرسومة مسبقاً متمثلة بتخريج أطباء ذوو كفاءة ومعرفة ومهارات تمكنهم من خدمة أفراد المجتمع من دون أخطاء تذكر الجودة مسؤولية من ؟ ومن هم المعنيون بالأمر ؟

الجودة مسؤولية الجميع حتى وان كان تنظيمها وادارتها من ضمن مسؤولية شعب وأقسام ضمان الجودة ، الا ان تطبيقها يستلزم الوعي وفهم مبادءها من كافة منتسبي وطلبة الكلية بمختلف درجاتهم ووظائفهم ومراحلهم ، وفي كلية الطب الجامعة المستنصرية يشكل الدعم المقدم من قبل عمادة الكلية حافزاً مهماً للتقدم نحو الأمام في سبيل تحقيق أعلى مستويات الجودة ، حيث يحرص السيد العميد الأستاذ المساعد الدكتور غسان علي القزويني على تطبيق أنظمة الجودة ومعاييرها والايمان بأهميتها وضرورة العمل على تحقيق مؤشراتها.

ما هو دور الأستاذ في تطبيق نظم جودة التعليم بالكلية ؟

ان دور التدريسي في عملية الجودة والاعتماد هو دور محوري فهو الذي بحق يقوم بأكثر التغييرات التي تصب في مصلحة العملية التعليمية وهو الذي يقوم بنشر ثقافة الجودة بين الطلبة ويجسد من خلال الواجبات التي يقوم بها مثلاً أعلى وقدوة حسنة للطلبة وباقي الكادر التدريسي والاداري .

ماهو دور القيادات الجامعية في تطبيق نظم جودة التعليم بالكلية ؟

كما أسلفت سابقاً فان القيادات الجامعية متمثلة بعمادة الكلية كان لها بالغ الأثر في دعم تطبيق مباديء ضمان الجودة والاعتماد وأشعر كمدير لشعبة ضمان الجودة في الكلية ان السيد العميد المحترم أكثر حرصاً حتى مني على تطبيق جوهر ومضمون ضمان الجودة قبل شكلياته الاجرائية واننا نعمل كوحدة عمل واحدة في سبيل ضمان جودة العملية التعليمية ومخرجاتها ، كما يجب علي ان لا أنسى دور رئاسة الجامعة في دعمها لضمان الجودة والتعليم الطبي.

ما الذي استفاده الأستاذ من الاعتماد ؟

ان الفائدة المتأتية من تطبيق برامج ضمان الجودة والاعتماد تشمل كوادر الكلية والطلبة كافة كونها الضابط لمسيرة التعليم والضامن لكون العملية التعليمية تجري ضمن السياق الأمثل الذي يجعل الوصول الى مخرجات مثالية للتعلم أمراً يسيراً ومؤكداً ولذلك فان العملية التعليمية ستكون ميسرة أكثر للتدريسي بشكل لا يجعل مجالاً للاجتهاد او الاعتماد على الرأي الشخصي الا في جوانب محددة تستلزمها عملية التطوير وتطبيق برامج التعليم الطبي الحديث ، هذا اضافة الى ان كون التدريسي منتمياً الى مؤسسة تعليمية معتمدة لأمراً يدعو الى الفخر ويسهل تبادل الخبرات والتعاون العلمي بين مختلف المؤسسات العلمية محلياً وأقليمياً ودولياً كون الاعتماد بحد ذاته هو شهادة بكون الكلية ومنتسبيها يقومون بتطبيق معايير ترقى الى المثالية خدمة لرسالة وأهداف الكلية التي تصب في مصلحة الطالب والمجتمع .

كلمة أخيرة توجهها للمعنيين بموضوع الجودة والاعتمادية ؟

ان كلمتي الأخيرة في هذه المقابلة أوجهها لزملائي التدريسيين وطلبتي الأعزاء حيث أقول لهم ان تطبيق نظم الجودة والحصول على الاعتماد هو الوسيلة الوحيدة للوصول باطمئنان الى مخرجات عملنا ودراستنا بأقل الجهود وأفضل الخدمات ويمكن تشبيه الأمر بوصولنا لهدفنا من خلال سلوك طريق معبد وواضح ومنار بانارة جيدة او سلوك طريق ترابي غير معبد وغير واضح المعالم او الأهداف ، بالتأكيد ان الطريق الأول هو الأسهل والأضمن للوصول الى الهدف براحة ويسر للجميع .