أنباء اليوم
الأربعاء 30 يوليو 2025 08:09 مـ 4 صفر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الخارجية والهجرة يلتقي الكاتب الأمريكي توماس فريدمان بي تك تدعم تطوير الكوادر البشرية بشركات القطاع العام من خلال برنامج تدريبي متكامل لموظفي ”صيدناوي وبنزايون” OPPO تطلق سلسلة Reno14 في مصر: عصر جديد من التصوير المدعوم بالذكاء الاصطناعي وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تسلم الطالبة هاجر حسان ”لابتوب” مزود بالتطبيقات اللازمه لدعم المكفوفين، فى منزلها بقرية جروان بالمنوفية ليفربول يفوز على يوكوهاما إف مارينوس ودياً وزارة التعليم ترد علي كلام نشره علي مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص إدعاء طالب بتغيير إجابات البابل شيت وزارة البترول تنظم ورشة عمل بالتعاون مع شركة إيني العالمية حول خفض انبعاثات الميثان محافظ الجيزة يعقد اللقاء الأسبوعي لبحث شكاوى المواطنين بعدد من أحياء المحافظة رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات المبادرة الرئاسية ”حياة كريمة” محافظ بني سويف يلتقي مسؤولى شركة دانون مصر محافظ المنوفية يعقد اجتماعا تنسيقيا لمناقشة الموقف التنفيذي لملف تقنين أراضي أملاك الدولة وزير البترول يعقد جلسة مباحثات مع الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة

أمين البحوث الإسلامية: الإمام الشافعي جمع بين الأصالة والمعاصرة في منهجه العلمي

أمين البعوث الاسلامية
أمين البعوث الاسلامية


ألقى فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، اليوم، كلمةً خلال مشاركته في مؤتمر جامعة (السلطان الشريف علي الإسلامية) بسلطنة بروناي دار السلام، والذي جاء تحت عنوان: (المذهب الشافعي في العصر الرَّقْمي.. الأهميَّة والتحديات)، أكَّد فيها الأهميَّة البالغة لهذا المؤتمر؛ كونه يتناول سيرة الإمام الشافعي رحمه الله؛ بوصفه أحد أعلام الأمَّة الكبار، وواحدًا مِنَ الذين شرَّفهم المولى -سبحانه وتعالى- بالدِّفاع عن دِينه بمنهجيَّة عِلميَّة ضبطت مسار الفكر في تناول الأصول والنظر إلى الفروع، ناقلًا تحيات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ودعواته لهذا المؤتمر بالتوفيق والسداد.

وأوضح د. الجندي في كلمته التي جاءت بعنوان: «الإمام الشافعي بين تفرد العلماء وتجرد الأولياء في مواجهة التحديات التقنية»، أنَّ مسيرة الإمام الشافعي شكَّلت نقطة تحوُّل مضيئة في مسيرة الفكر الإسلامي، لا سيَّما في الفقه وأصوله، إذْ إنَّه مجدِّد أرسى قواعد جديدة، وجمع بين المدارس الفقهية ليقدِّم للأمَّة الإسلاميَّة منهجًا متكاملًا بُنِيَ على رؤية مكتملة، راعى من خلالها الأصول والقواعد الفقهية، وأخذ بعين الاعتبار ما تقتضيه طبيعة الحياة من تجدُّد وتغيُّر، فجاءت فروعه ملائمة لظروف الواقع مع التزامها بالأصول.

وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إلى أنَّ الإمام الشافعي -رحمه الله- كان نموذجًا فريدًا في جَمْعه بين الأصالة والمعاصرة؛ إذ درس علوم الشريعة على أكابر العلماء في الحجاز والعراق، وتمكَّن من المزاوجة بين فقه الأثر وفقه الرأي؛ وهو ما أتاح له تأسيس مذهب متكامل يُراعي النصوص والمقاصد معًا، لافتًا إلى أنَّ شخصيَّة الإمام الشافعي كانت متفرِّدة في تركيبتها العلمية؛ فقد كان واسع الأفق، حاضر الذهن، شديد الدقة في استنباط الأحكام، عميق الفهم للنصوص، مدركًا طبيعة الواقع الذي يعيش فيه؛ مما مكَّنه من تقديم اجتهادات مؤصلة ومنضبطة رسَّخت لأصول الاستدلال والاستنباط في الفقه الإسلامي.

وبيَّن فضيلته أنَّ رحلة الإمام الشافعي إلى مصر عام 199هـ شكَّلت محطة حاسمة في مسيرته العِلميَّة، وميلادًا لمذهبه الجديد؛ ففي مصر، وبين ذلك المجتمع بتنوُّعاته الثريَّة؛ اطَّلع على أعراف وحضارات وآثار جديدة؛ ممَّا دفعه إلى إعادة دراسة وتحليل آرائه الفقهية السابقة على ضوء هذه التجارِب الحياتيَّة التي عايشها في مصر، وكنتيجة لهذه التجرِبة الفريدة، أعاد كتابة رسالته في الأصول، وعدل عن بعض آرائه الفقهية الفرعية؛ ممَّا دلَّ على مرونته الفقهية وعمق فهمه لمقاصد الشريعة، وقدرته على التكيُّف مع تغيُّر الظروف والأحوال.

ولفت الدكتور محمد الجندي إلى أنَّ الإمام الشافعي أسهم بدَور بارز في ترسيخ المنهج الاستدلالي وضبط العَلاقة بين مصادر التشريع؛ ممَّا جعله علامة فارقة في تاريخ الفكر الإسلامي، وأثْرى به الاجتهاد الفقهي، مؤكدًا أنه لم يكُن عالِمًا منعزلًا عن قضايا عصره؛ بل كان فقيهًا معايشًا للواقع.

وذكر أنَّ منهج الإمام الشافعي في الفقه لم يكُن مجرَّد إطار فقهي فحسب؛ بل كان له بصمة عميقة في بناء الفكر الإسلامي، القائم على الاستدلال والترجيح بين الأدلة؛ ممَّا أتاح لعقلية المجتهد مرونة فريدة مضبوطة بمنهجيَّة تساعده على استنباط الأحكام، ومواجهة المستجدات بوعي وفهم عميق، وهو ما أسهم في استمرارية العطاء الفكري للأجيال المتعاقبة.

وتابع فضيلته أنَّ مِن أبرز الشواهد العِلميَّة على عظمة هذا المنهج؛ ما نراه جليًّا في المدرسة الأزهرية العريقة، التي يُعدُّ المنهج الفقهي للإمام الشافعي أحد أركانها التي استمدَّت منها العقلية الأزهرية التفكير الفقهي السليم، الذي يؤهِّل صاحبها للاجتهاد، إضافةً إلى كون الإمام الشافعي أول مَنْ وضع لبنات عِلم أصول الفقه في كتابه الخالد (الرسالة)؛ لهذا استحق عن جدارة أن يُوصَف بأنه «عقل فقهي ومنهجي عبقري»، وبأنه «مجدِّد القرن الثاني الهجري».

وفي ختام كلمته، ثمَّن الدكتور محمد الجندي الدَّور الذي تقوم به المؤسسات العِلميَّة في تعزيز القِيَم الفكريَّة والتربويَّة، ونَشْر سِيَر أعلام الأمَّة، داعيًا طلاب العِلم إلى الاقتداء بسيرة الإمام الشافعي في التحصيل، والحرص على التكوين العِلمي المتكامل، والتخلُّق بأخلاقيَّات العلماء الربانيين.
وفي نهاية الجلسة كرم رئيس جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية داتوء سيري سيتا حاج د نور عرفان بن حاج زينال، وفضيلة رئيس المحاكم الشرعية فيهن اورانج كايا فادوكا سيري أوباما داتوء بازوكا سيري سيتا أستاذ حاج أوانج سالم بن حاج بسسار، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية على مشاركته الفاعلة في فعاليات الجلسة العلمية.

موضوعات متعلقة