الجمعة 26 أبريل 2024 08:25 صـ 17 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

أقمار إصطناعية لإنتشال دول العالم الأفقر من الصحراء الرقمية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



أعلنت وكالة الاتصالات التابعة للأمم المتحدة، أمس، أن ثلث سكان دول العالم الأفقر فقط يمكنهم الإتصال بشبكة الإنترنت، لكن الأقمار الإصطناعية المنخفضة العلو يمكن أن تعطي الأمل للملايين، خصوصا في مناطق نائية من إفريقيا.

وتعهدت شركات تكنولوجيا عملاقة، بينها مايكروسوفت، على هامش مؤتمر الدول الأقل نموا المنعقد في الدوحة، بمساعدة السكان الذين يعانون ضعف البنى التحتية وخدمات الإنترنت على الانتقال إلى حقبة الاتصال بالشبكة، إذ ستؤدي الأقمار الاصطناعية دورا رئيسا فيما ترسل شركات أخرى آلاف أجهزة البث من الجيل الجديد إلى مدار الأرض المنخفض.

حاليا، لا يمكن سوى لـ36 في المائة من سكان الدول الـ46 الأفقر في العالم والبالغ عددهم 1.25 مليار شخص الاتصال بالإنترنت، وفق ما أفاد به الاتحاد الدولي للاتصالات. في المقابل، يتمتع أكثر من 90 في المائة من سكان الاتحاد الأوروبي بإمكانية الاتصال بالإنترنت. وبينما ينظر للأقمار الاصطناعية على أنها الأمل في انتشال دول العالم الأفقر من الصحراء الرقمية، دان الاتحاد الدولي للاتصالات "الفجوة الدولية المذهلة في الاتصالات" التي قال إنها اتسعت على مدى العقد الماضي، وفقا لـ"الفرنسية".

وكانت هذه الفجوة من بين الشكاوى الرئيسة في مؤتمر الأمم المتحدة للدول الأقل نموا حيث أشار أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أنه تم التخلي عن هذه الدول في إطار "الثورة الرقمية".

ويعد الشح في المجال الرقمي على قدر خاص من الشدة في بعض الدول الإفريقية، بما في ذلك الكونغو، حيث بالكاد يمكن لربع سكان البلاد البالغ تعدادهم 100 مليون الاتصال بالشبكة.

وبينما يعد الوصول إلى الإنترنت سهلا في مدن رئيسة في الكونغو مثل كينشاسا، تعد مناطق ريفية كبيرة ومساحات شاسعة تنشط فيها مجموعات متمردة منذ أكثر من عقدين بمنزلة صحراء رقمية.

وتوقع خبراء في مجال التكنولوجيا خلال مؤتمر الدوحة أن يجلب إطلاق آلاف الأقمار الاصطناعية ضمن مدار أرضي منخفض تغييرا سريعا ويعزز آمال إفريقيا. ستلعب تغطية الأقمار الاصطناعية دورا رئيسا في تعهد مايكروسوفت تمكين مائة مليون إفريقي من الوصول إلى الإنترنت بحلول 2025، وهو أمر تم رسم ملامحه قبيل انطلاق المؤتمر.

وأعلنت مايكروسوفت مرحلة أولى تشمل خمسة ملايين إفريقي في كانون الأول (ديسمبر)، وأضافت الأسبوع الماضي تعهدا بتغطية 20 مليون شخص آخرين.

وستؤمن اتصال أول خمسة ملايين شخص "فياسات"، إحدى الشركات التي ترسل مجموعات الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء لمنافسة الألياف الأرضية ذات النطاق العريض.

وسترسل شركتا إيلون ماسك "سبايس إكس" و"ستار لينك" آلاف الأقمار الاصطناعية إلى مدار على ارتفاع ما بين 400 و700 كيلومتر عن الأرض.

وأفاد براد سميث رئيس مايكروسوفت "فرانس برس"، بأنه لدى رؤيته رقم 20 مليون شخص الذي اقترحه فريقه العام الماضي، تساءل "هل هذا واقعي؟"، لكنه بات الآن مقتنعا بأن الأمر ممكن.

وأشار إلى أن "تكلفة التكنولوجيا تراجعت بشكل كبير وستواصل التراجع.. هذا من العوامل التي تسمح بالتحرك بهذه السرعة للوصول إلى شريحة سكانية بهذا الحجم".

وأضاف أن "الدول الإفريقية لديها فرصة للقيام بقفزة وتجاوز دول أخرى عندما يتعلق الأمر بهيكل تنظيمي لأمور على غرار الاتصالات اللاسلكية".