الجمعة 29 مارس 2024 12:00 مـ 19 رمضان 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

عفراء وعروة .. بقلم - هناء علي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

للحب ضحايا كُثر، وكما سمعنا من قبل" فمن الحب ماقتل! "

سأسرد اليوم قصة من قصص العشق والحب العذري؛ التي انتهت بفراق الأحبة أمثال قيس وليلى، عنترة وعبلة.. هي قصة عفراء وعروة.

هو الشاعر عروة ابن حزام الذي تُيم حبًا باابنة عمه عفراء بنت عقال؛ فقد تربيا الصغيرين معًا وتحابا؛ فتعاهدا على الوفاء ..ولما كبُرا تقدم عروة لخطبتها من أبيها، لكن أمها طلبت منه مهرًا كبيرًا فذهب إلى اليمن لإبن عم له موسر ليأتي لها بالمهر.

فلما غاب في الرحلة؛ زوجوها لثري من أثرياء البلقاء في الشام.

حينما علم عروة بذلك امتنع عن الطعام والشراب أيامًا طويلة، ثم سافر إلى حيث تتواجد محبوبته ونزل ضيفًا على زوجها وأسقط خاتمه في الإناء حتي يبلغها خبره، فلما علمت بوجوده تناجيا وشكيا لوعة الفراق .. وحينما هم بالإنصراف حياءًا من زوجها الذي يعرف بحقيقة الأمر ولم يتهمه أو يتنكر له، قال لها :

" يا عفراء أنتِ حظي من الدنيا وقد ذهبتِ فذهبت دُنياي بذهابك، فما قيمة العيش من بعدك؟! وقد أجمل هذا الرجل عِشرتي واحتمل لي ما لا يحتمله أحدٌ لأحد حتى استحيتُ منه، وإني راحل من هذا المكان، وإنى عالمٌ أني أرحل إلى منيّتي! "

ومازال يبكي و تبكي حتى انصرف.

وفي الطريق إلى ديار أهله اشتد عليه المرض،ثم شهق شهقة الموت! فلما بلغ عفراء خبره قامت إلى زوجها

وقالت له:

"قد كان من خبر ابن عمي ما كان، وقد مات فيّ وبسببي ولابد أن أندبه وأُقيم مأتما عليه "

فقال : " افعلي" .

فما زالت تندبه على قبره ثلاثاً حتى ماتت في اليوم الرابع!، ثم دفنت إلى جواره.