الخميس 25 أبريل 2024 04:12 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

جـثث تتنفس بقلم – محمد عبدالعاطي دهشان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

إمرأة أمريكية فقدت أمها وأنتم تعلمون في أول فقد الأمهات كيف أن القلوب تتعلق في القبور، ما منا من رجل دفن صاحبه أو أمه أو أخوه أو أباه أو ربما إبنه إلا و تجد في الأيام الأولى بل الشهور الأولى ربما في السنوات الأولى تغدو قدماه إلى تلك المقبرة أو ربما يحدد لها يوماً جمعة أو خميس أياً كان فيجلس على عتبة المقبرة شوقاً حتى تبدأ نار الإشتياق بالفتور حتى تنطفئ ثم يرجع إلى حياته الطبيعية.

هذه المرأه فقدت أمها فكانت تذهب للقبور تجلس عند أمها وتبكي وتضع زهرة وهيا في حالها وإذ تجد رجلاً يمسك عكازه ويمشي ويضع وردة على قبر ثم يأتي يقف ثم يذهب، فى اليوم التالي جاءت هذه المرأة الأمريكية مرة أخرى إلى قبر أمها وإذ برجل عجوز نفس التوقيت يأتي بعكازه وظهره المنحني ويضع وردة على القبر ثم ينظر إلى القبر بنظرة تأسف وحزن عظيم ثم يلتفت و يذهب.

المرأة الأمريكية أصابها الفضول كيف بلغ من الكبر عتياً لعله حديث العهد بالموت فذهبت إلى القبر لتعلم تاريخ الوفاة تفاجأت أن المرأة متوفية منذ سبع سنوات أثارها الفضول، أكثر منذ سبعة أعوام وهي تحت التراب وأنت تأتي لها بوردة،

جاءت فى اليوم الثالث هذه المرأة الأمريكية فجلست فجاء الرجل العجوز وفي اليوم الرابع أتى الرجل العجوز فقالت لعلها صدفة ذكرى الوفاه أو أي ذكرى أخرى،

قررت أن تجلس الفتاة لأكثر من عشرة أيام بأن تأتي ولو في سيارتها ولو بعيداً لترى مايحدث، فجاء الرجل العجوز لم يغيب يوماً وفى نفس التوقيت كاد الفضول أن يقتل تلك المرأة، أوقفت العجوز، قالت: سيدي وأبي الفاضل تعجبت منك، صاحبة القبر ميتة منذ سبع سنوات وأنت تأتي في كل يوم تضع تلك الوردة الجميلة على قبرها؟ والدي اخبرني لماذا؟

قال لها: يا بنيتي هذه زوجتي ليتني كنت أعطي تلك الورود كل يوم وهي على قيد الحياة، لما ماتت أصبحت أعطيها الورد،

بنيتي زوجتي في التراب نعم ولا تشعر ربما بالورد ولا تشتم رائحتها لكني على الأقل أحاول أن أبرر لنفسي إهمالي لها في حياتها فآتي لأعوض ذلك الجرح حينما فقدتها ليتني أعطيتها تلك الزهور وهي على قيد الحياة لكانت حياتنا تختلف، منذ سبعة أعوام وانا أضع على قبرها الورد لو كنت معها في حياتها كل يوم أعطها وردة أنا اعتقد وأجزم أن حياتي كانت ستختلف.

إليك التفصيل يا سيدي ..

جثث تتنفس كارثة إذا وصلت الزوجة عندك جثة في منزلك وجثة تتنفس، هي تأكل وتشرب وتعد الطعام إليك، هي تجلس بجوارك، هي تربي أبنائك، هي تستمع إليك وربما تناقشك لكن جثة في مشاعرها لا تُكِنُّ لك أي مودة، يموت الحب .. ينطفئ الحب .. يندثر الحب ما السبب يا سيدي؟

لا اقول لأنك لم تعطيها ورده فى كل يوم انا اجزم لو اننا نحن معشر الرجال كل يوم طرقنا الباب على نسائنا ومعنا ورده اكاد ان اجزم ان الحياه مع زوجاتنا ستختلف لو كل يوم على مدار اسبوع دخلنا فى بيتنا و فى يدينا ورده نهديها لزواجاتنا انا اجزم ان الحياه ستختلف 180 درجه لكن يا سيدى نحن هل اوصلنهن الى ان يكونا جثث تجلس بجوارنا تتكلم معنا لكن فى مشاعرها ميته موتك كاغيابك سفرك كاموتك وجودك فى العمل كانومك وجودك فى المنزل كاخروجك وجودك معاها كاسفرك عنها كابعدك عنها فاذا وصلت المرأه الى هذه الحال لاتاتى تلوم وتقول هيا المبذره المصرفه هيا التى لا يرضيها شئ هيا ناقصه عقل لا تاتى تقذف تلك القاذئف القاتله فى قلبها ومشاعرها لتبرر اهمالك انا اعترف كلنا معشر الرجال الا من رحم ربك نعانى من هذا الامر

فى الخطوبه ما اجملنا وما احلنا نطرق الابواب وكل يوم زهره وعطر وريحان وكل يوم الهدايا تنبعث وكل يوم تلك المكالمات الجميله اللتى تستمر لساعات و الرسائل التى لو قرائها نزار قبانى للاعلن اعتزاله من الشعر لان فوقناه شعرا ومدحا و مشاعر

كل يوم كنا نبعث تلك الرسائل الصوتيه و الرسائل الجميله لزوجاتنا لو سمعها عنتر لقال لم احب عبله و لو سمعها قيس لم يحب ليلى نعم هكذا كنا ما ينقلب الحال حتى اصبحت بين ايدينا و اصبح الابناء هنا وهناك وتنشغل فى تدريس ابنائك اللذين هم وتد المستقبل لك اللذين هم الكنز المحفوظ لك اللذين هي تعلمهم على برهم بك تعلمهم على الاخلاق تعلمهم على موروث العائله اللذى انت ورثته تعلمهم على الاحترام تعلمهم على العادات و التقاليد هى التى تذهب للمدرسه وتسال عن ابنائك اللذين انت ربما لا تعلم اى مرحله وصلو هيا التى تذهب الى الاطباء لتسال على ابنائك و انت تعلم ما بعد المشكله

كل هذا اللذى هى تسعى له ثم ناتى نلقى القذائف انتى المهمله و انت و كذا وكذا ونبحث عن حب جديد و نتنقل من هنا و هناك ونهدد سنتزوج وساتى بزوجه ولا نبالى بالمشاعر او صلنها لجثه قاتله هامده لا اعنى الجميع ولا اعنى الكل اعنى البعض

سيدى لماذا لا نؤمن ان المشاعر هيا الدافع الاقوى للتضحيه حبك للوطن ان تجعلك تبذل روحك للوطن حبك لابنك يجعلك تبخل على نفسك وتعطي لابنك حبك لذاتك تجعلك تذهب للعطور وتشترى حبك للحياه يجعلك تتفانى لاجل ان تبقى حيا و كذالك هيا ان احبتك ستقاوم كل شئ لاجلك و انت ان احببتها ستهمل كل شئ لاجلها سيدى هي لا تريد منك ان تبقى 24 ساعه امام عينها و ان تكتحل بجمالك ولا تريد منك ان تجلس فى المنزل وتترك اعمالك هي تعلم انك مربوط باعمالك ومسؤلياتك لكن هيا لا تطالب منك ان تبقى عباره صوره معلقه بالجدار لتقف امامها كل يوم وتقول لها صباح الخير هيا تريد تلك الورده التى وضعت على القبر لكن لا تريدها على القبر هيا تريد تلك الورده ان توضع امامها على طاوله المنزل فى غرفتها ان توضع حتى معلقه على ملابسها لا تريد تلك الورده وهو يبعد عنها امتار من التراب لا تستطيع ان تاخذها لماذا مشاعرنا تستيقظ مع الفقد لماذا لا نشعر بالنعمه و هيا بين ايدينا لماذ لا نشعر بمجهود المرأه

نحن امه نبكى على الماضى ثم ندمره من اجل الحاضر فلما نفقده نغنى باطلال مجدنا

لماذا دئما المشاعر الجميله هذه تخرج لمن لا نملكه تخرج لمن ليس بايدينا لمن ليس فى قبضتنا لكن من فى ايدينا و قبضتنا انت اسير تسمع و تطيع رغم انفك لماذ او صلناهم حتى يصبحن جثث

زوجتك التى تجلس بجوارك وتستمع اليك جثه

اسالها هل انتى جثه فى مشاعرها لا فى حياتها ان كانت ستملك الصراحه ستجيب و ان كانت خائفه ايضا ستجيب وان كانت كاذبه ايضا ستجيب لماذ اوصلناهم هى تحبك هى لن تصل للكراهيه لن تصل للانتقام لكن هى تريد ذلك الحب

لا تجعلو الزوجه تحسد تلك الامريكيه الميته تحت القبر لان زوجها اكتشف بعد مرور عقود من الزمان انه كان مقصر فى حقها فاهداها كل يوم ورده وضعها على قبرها

لا تجلعو الموت مع الحب افضل من الحياه مع الاهمال

لا تجعل الزوجه تفضل موت مع الحب افضل من الحياه مع الاهمال

لا تهمل ولا تبتعد كثيرا عن من يحبك فايكرهك ولا تقترب كثيرا و تخنق من انت تحبه

و اشعر الزوجه انها وطن حتى تشعرك انك رئيس الوطن

سددو وقاربو دعوه النبى صل الله عليه وسلم