أنباء اليوم
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 05:56 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
رحاب جاد تكتب : عروسة المنوفية ضحية العنف والصمت العائلي دوناروما يتوج بجائزة أفضل حارس مرمى لعام 2025 وزير الخارجية المصرى يجتمع مع قيادات الوزارة من الدرجات الوسطى لمتابعة سير العمل بالوزارة جامعة القاهرة تستعرض مستقبل الصناعات الإبداعية ودور التراث في تعزيز القوة الناعمة توصّل فيتوريا و الاتحاد المصري لكرة القدم إلى اتفاق يُنهي النزاع القائم بينهما ثامر التركي يودع العام ٢٠٢٥ بألبوم غنائي بعنوان «بحر وجبال» ”مالية عجمان” تنال الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة 2025 فرنسا تقلّد سعاد الصباح وسام الفنون والآداب مسئولو ”الإسكان” يُشاركون بجلسات نقاشية بالمنتدى الوزارى العربي السادس للإسكان والتنمية الحضرية بقطر رئيس صندوق الإسكان الاجتماعي: نستهدف بناء أكثر من ٦٨ ألف وحدة سكنية بالإسكان الأخضر بمواصفات صديقة للبيئة وزير الري يتابع موقف الإعداد لعقد اولى اجتماعات ”المجلس الأعلى للمياه وزير التربية والتعليم ومحافظ أسوان يتابعان سير العملية التعليمية بمدرسة الشهيد عمرو فريد المتميزة للغات

وزير الأوقاف: لا نجاح لأي عالم أو واعظ دون الإلمام بواقع عصره

الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف

صرح أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بأن الدعوة علم وفن وخبرة ودربة ، لا يكتفى فيها بمجرد التحصيل العلمي ، إنما تحتاج إلى مقومات عديدة ، لا شك أن في مقدمتها إخلاص النية فيها لله (عز وجل) ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (فصلت : 33) ، فلا يتاجر الداعي بدعوته ، ولا يجعلها مطية إلى الدنيا .

فالأنبياء جميعًا قد أكدوا على عدم طلب الأجر على دعوتهم إلى الله (عز وجل) ، حيث يقول الحق سبحانه على لسان سيدنا نوح (عليه السلام) : " وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ " (هود :29) ، وهو عين ما جاء على لسان سيدنا هود (عليه السلام) : " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الشعراء : 127) ، وعلى لسان سيدنا صالح (عليه السلام) : "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الشعراء : 145) ، وعلى لسان سيدنا لوط (عليه السلام) : "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الشعراء : 164) ، وعلى لسان سيدنا شعيب (عليه السلام) : " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الشعراء : 180) ، ويقول الحق سبحانه وتعالى على لسان سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : " قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (سبأ : 47) .

ومن أهم عوامل نجاح الدعوة مراعاة حال المدعو وثقافته ومدى قدرته على الفهم واستيعاب ما يلقى إليه ، وكان الإمام على (رضي الله عنه) يقول : خاطبوا الناس بما يفهمون ، أتحبون أن يُكذَّب الله ورسوله؟ لأنك إذا خاطبت إنسانًا بما لا يستوعب ربما قال لك لا أصدق ذلك .

ومنها مراعاة ظروف البيئة المحيطة وعادات الناس وتقاليدهم وظروف زمانهم ومكانهم ، وهو ما أكد عليه أهل العلم من أن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان أو المكان أو الأحوال ، وأن ما كان راجحًا في عصر قد يصبح مرجوحًا في عصر آخر ، وما كان مرجوحًا قد يصبح راجحًا إذا تغيرت الظروف والأحوال أو البيئات ، وعلى العالم والواعظ والمجتهد والمفتي مراعاة كل ذلك .

ومن أهم ما ينبغي أن يراعيه الداعي إلى الله (عز وجل) سد الذرائع ، وذلك بانتقاء الألفاظ واختيار الكلمات ، والنأي بالخطاب الدعوي عن كل ما هو مُلبس من العبارات أو الألفاظ التي تحتمل كثيرًا من الوجوه والتأويلات ، حتى لا يترك فرصة يؤتى من قِبَلها.

كما أنه لا بد من التفرقة بوضوح شديد بين ما هو جائز وما هو واقع ، وما يمكن أن يطرح مما هو جائز وما لا ينبغي طرحه للعامة على أقل تقدير ، فليس كل مباح مستساغ لدى جميع الخلق وفي جميع البيئات ، فينبغي مراعاة تغير الزمان والمكان في ذلك بفطنة وحنكة وذكاء ، يراعي الداعي فيه حالة الرقي والتقدم والمدنية المتسارعة في عالم اليوم ، وكل ما يتصل بذلك من عوامل الحضارة والتطور الإنساني وما تقتضيه النظم البروتوكولية الحديثة والعصرية .