هبه قاسم تكتب : غير حياتك قبل فوات الأوان
من منا لايرغب في التغيبر للأفضل فالجميع يسعى بكل جهده لتغيير حياته لكل ماهو أفضل وجميل لكي ينعم بحياة سعيدة ومستقرة لحد ما في الدنيا التي دائما تجذبنا يومآ بعد يوم ببريقها المزيف للأسف .
ورغم كثرة المحاولات في التغيير... البعض منا لايعلم من أين يبدأ فتعالوا معي اطرح لكم الخطوات الهامة والأولية عن التغيير للأحسن
فأهم شئ هو اليقين والظن الحسن في الله والتوبة إليه بقلب خاشع.. والالتزام الفعلي بالصلاة التي هي فرض على كل مسلم ومسلمه كما وأنها عماد الدين ولن يصلح البناء والتغيير للأفضل بدون اساس قوي كالتمسك بالصلاة والثقة بالله .
بقدر مانتمني ونريد السعادة والراحة نقراء مايتيسر من القرآن الكريم... ونكف عن النواح والشكوى لغير الله مع الاحتفاظ بعزة النفس والقوة رغم مايحيط بنا من ألم وانكسار حتى لانجلب لأنفسنا شفقة الآخرين بلا نفع فليس أعظم من يد الله وعونه الكريم فهو يعلم بما تخفيه صدورنا حتى وان لم نشكوي إليه.
فأكثر مايرهق قلوب البعض هو الحب والتعلق بأشخاص خاب الظن الحسن فيهم
فلا عيب في الحب لمن حولنا ولكن بشرط الا نفرط في حبنا ومشاعرنا حتى لاننصدم... فليس كل عابر سبيل يستحق أن نمنحه قلب نقي فوالله ان أعظم حب هو الحب فالله، فمن احب وتعلق بشئ لغير الله عذب به في الدنيا.
الاهتمام والتميز بجمال الروح والأخلاق الحسنة اكثر من جمال الوجه فالله جميل يحب الجمال فما أجمل أن نتمتع جميعاً بجمال الروح والخلق الحسن مع الجميع وان ندرك ان ، هناك لحظة وداع ليس لها وقت معلوم ونحن نحتاج من يدعوا لنا وليس علينا .
فما لا تحبه اوترضاه لنفسك لاتحبه ولاترضاه لغيرك والعكس وتأكد ان مايوذيك سيوذي غيرك يوما ما... فلا تبني سعادتك على تعاسة شخص آخر لاحول له ولا قوة ... واتقي شر ماتخفيه الأيام لك.
وأن نال منك الظلم لا تسعي للإنتقام ولاترد الوجع بالوجع لاحد حتى وان اساء إليك فنار الإنتقام تحرق صاحبها اولا... واعلم جيداً ان أفضل إنتقام ممن قاموا بأذيتك ليس رد الاساءة وانما هو أن تكون سعيداً ناجح بحياتك ، فليس هناك مايثير جنون عدوك أكثر من رؤيتك متألق وناجح بحياتك ...وثق بعدل وانتقام الله في من ظلمك واساء إليك.واعلم ان ماتضعه بجيوب الآخرين سواء سعادة او خير او ظلم سيعود يوما لجيوبك حتى ولو بعد حين.
لاتوقف عقارب الزمن بحياتك لمجرد الالتفاف للأحداث التي مررت بها في الماضي وبالاخص المؤلمه فلا هناك فائدة من ذلك غير ضياع مايتبقي من العمر فيجب نسيان هذا الماضي وعدم النظر إليه وقم بدفن اي أسرار بينك وبين هولاء الأشخاص... وأحترم انت آدب الفراق.
تعلم مالا تراه بعينك لايحق لكَ الحديث عنه، فنحن في غنى عن جمع ذنوباً مصدرها القيل والقال عن الناس دون علم.
حاول أن تسعد نفسك بنفسك ومن حولك بمايرضي الله ولا تنتظر من احد ان يسعد روحك وتذكر ان اليوم الذي يرحل من العمر لن يعود ابدا... فسبحان الله ما اكثر الوجوه السعيدة وبداخلها أحزان لايسعها الكون... فالسعادة لا تعني أننا لانبكي او نحزن ، إنما السعادة تكمن في الرضا بجميع أقدار الله وان نحمده ونشكره على كل حال وبداخلنا كامل الرضا لأمر وقضاء الله فإياك أن تيأس ايها الإنسان فكل الصابرين قد جُبِروا من الله.
وحاول ان تعود نفسك ان لا أحد سيبقي معك للأبد فإن لم يأتي فراق الموت فإن القلوب تتغير مع الوقت وتبتعد بلاسبب او جرم.
ثق بنفسك وذاتك فأن الثقة شئ مقدس ولكن عليكَ أن تتعلم الا تعطيها بسهولة الا حينما تجد من يستحقها بالأفعال والمواقف وليس لمجرد الكلام... فليس كل مايظهر المحبة لنا يكن اهل للثقة والا تنخدع بالمظاهر الزائفه.
كن مستمع جيد اكثر مما تتحدث وهذا لايعني ان تكن صامت يظن الناس فيكَ الخبث ولا ثرثار يظن الناس فيك التفاهة... وان أردت أن تكون متحدث جيد ينصت الناس إليه ، لابد أن تكون مستمع بدرجة امتياز فالسمكة مغلقة الفم تأمن من شباك الصيد اكثر ممن تفتح فمها طوال الوقت.
كن معتدل فالتغيير للأفضل يحتاج دوما الي الاعتدال بكل شئ إلا عزة النفس والكرامه... فلا تهدر وقتك مع من لامكان لك بقلبه...ولتكن متسامح لوجه الله مع من يستحق ويقدر محبتك ولا تكن متسامح لدرجة ان البعض يظنوا انك ممسحة أقدام ... واتقن فن التجاهل والتغافل فنحن بشر لن نصل للمثالية مهما فعلنا.
احترام ذاتك والآخرين فالعلاقات أساسها الإحترام... ولكي تنجح وتسير للأفضل فتأكد ان الإحترام يجلب الحب والتفاهم والبقاء وان لم تجد ذاك الإحترام بقلب احد فارحل سريعاً قبل أن يصيبك مايوذي روحك وقلبك.
علي بن أبي طالب قال: إذا فقدت المال لم تفقد شيء، وإذا فقدت الصحة فقدت بعض الشيء ، وإذا فقدت الأخلاق فقدت كل شيء.
ومهما عصفت بكَ الحياة و كثرة مكائد البشر لاتسلم قلبك للإنتقام واذهب لنومك مظلوم أفضل من ان تنام ظالم اغضب الله... ولاتسئ لشخص بماضيه فجميعنا بشر مخطئون وإلي الله تائبين واعلم ان ماضي الألماس فحم فلا أحد بلا ماضي وخطئية والله وحده الغفور الرحيم.
وان زارك المرض و إلياس وغلبك الحزن فأنظر إلي السماء وقلبك كله ثقه بأن الله هو الشافي والقادر و سيعوضك بفرح وفرج يتعجب منه أهل الأرض والسماء واعلم ان كل شئ يخرج من حياتك او تفقده ماهو إلا رحمة من الله
فالنصر والفرج يأتي من رحم البلاء... وجزاء صبرك علي الألم سوف يعوضك الله أضعاف مافقدته...وتذكر قول الله تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شئ وهو شر لكم.
وإن أردت حقا التغيير للأفضل لاتسمح لأحد يعاملك بمزاجية و يعبث بمشاعرك او يستغل طاقتك ومعاملتك الحسنة ويستنزف أجمل مافيك لصالح نفسه، فالحياة ليست اخذ فقط وإنما اخد وعطاء متبادل بين الناس.
ولا تتمسك بأحد لايمسك بيدك ولاتحارب من أجل شئ ليس من حقك.
وبالنهايه لاتتمسك بالدنيا كثيرا واعلم اننا جميعا سوف نفارقها.... وعيش بها واعمل لدنياك كانك تموت غدا... واحصد منها الخير ولاتجني منها الشر.
