الجمعة 19 أبريل 2024 09:55 مـ 10 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

انتصار حرب أكتوبر بشهادة اسرائيل



كتب_الشريف أحمد
نعيش هذه الايام ذكري عظيمة، هذا التاريخ أمضى عليه 47 عام، وهو يمثل ذكرى أليمة للعدو الصهيونى "إسرائيل"، بما يجسده من مزيد الحزن عليهم وخيبة الامل، لان فى تلك الحرب الخسائر كانت فادحة، أنا لا أقصد فى العتاد أو البشر فقط، لأن الحروب كَرّ .. و فَرّ، ولكن خيبة امل كبرى لهم فقدان الهيبة المكذوبة، وسقوط لقب الجيش الذى لا يُقّهر.
فى الحقيقة كنت طفل صغير وقت ذاك إندلاع الحرب، ولكني قرأت عنها الكثير، وأود فى المقال .. سرد القليل، من أراء بعض القادة الاسرائلية جنرالات او خبراء لديهم .
وإن لكل حرب مفاجأة وكانت مفاجأة اكتوبر73، هى المقاتل المصرى انتصار أكتوبر كان نتاج تضحيات من الشعب والجيش، حيث رفض المصريون الهزيمة وسلب الأرض وقدموا حياتهم ثمناً للانتصار، فخاضوا الحرب بإمكانات لا تقارن بنظيرتها فى جيش العدو، وصنع المصريون المستحيل نتيجة ترابط الشعب مع جيشه، لأنها اخرجت أفضل ما فى هذا الشعب وأكدت بالواقع العملى أن الشعب المصرى يستطيع أن يحقق المستحيل إذا وضع فى موضع الاختبار، موضحاً ان التفاوت فى القدرات العسكرية كان رهيباً لصالح اسرائيل، فالقوات المسلحة فقدت معظم عتادها وتسليحها فى النكسة.
والان أُنقل ما ورد على لسان بعض الجنرالات لمن خاضوا الحرب أو بعض القادة القائمين على اسرائيل فى ذلك الوقت.
أمنون كابيليوك معلق عسكري اسرائيلى :
"كُلّما كان الصعود عالياً كان الدرس قاسياً" فى السادس من أكتوبر سقطت إسرائيل من أعلى برج السكنية التى كانت قد شيده لنفسها، كانت الصدمة على مستوى الاوهام أستيقظت منه إسرائيل بقوة مثيرة، وكأن الاسرائيليون قد أفاقوا من حلم طويل جميل لكى يروا قائمة طويلة من الامور المُسَلّم بها، التى آمنوا بها لسنوات عديدة، قد اهتزت الارض بل وتحطمت أمام حقيقة جديدة غير متوقعة، وغير مفهم بالنسبة لغالبية اسرائيل، ويمكن أن تحمل حرب أكتوبر لدى الشعب الان هو أكثر من إسم مثل "حرب الإفاقة من نشوة الخمر" أو "نهاية الاوهام" أو "موت الابقار المقدسة"
فى المرات السابقة كان الجنود يعودون الى ديارهم بعد تسريحهم، وكانوا يذوبون فى موجة السعادة والفخر، أما هذه المرة فقد عادوا وقد استبدَّ بِهِمْ الحزن والفرع، بل وأحتاج الكثيرون منهم إلى التردد على قسم العلاج النفسي فى الادارة الطبية التابعة للجيش نظرا لاصابتهم (بصدمة قتال).
زئيف شيف معلق عسكري اسرائيلى:
هذه أول حرب للجيش الاسرائيلى التي يعالج فيها الاطباء جنوداً كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسي، هناك من نسوا أسمائهم، وهؤلاء يجب تحويلهم إلى المستشفيات.
لقد أزهل اسرائيل نجاح العرب فى المفاجئة فى حرب يوم الغفران، وفى تحقيق نجاحات عسكرية، لقد أثبتت على اسرائيلأن تعيد تقدير المحارب المصري، فقد دفعت اسرائيل هذه المرة ثمناً باهظاً جداً
لقد هزّت حرب اكتوبر اسرائيل من القاعدة إلى القمة، وبدلاً من الثقة الذائدة جاءت الشكوك وطفت على السطح أسئلة، هل نعيش على دمارنا إلى الابد، هل هناك إحتمال للصمود فى حروب أخرى ...؟؟
البروفيسور الاسرائيلى شمعون شامير:
إنى أُحصى للعرب خمسة إنجازات هامة.
1. نجحوا فى إحداث تغيير فى الإستراجية السياسية للولايات المتحدة الامريكية بصورة غير مواتية لإسرائيل
2. نجحوا فى تجسيد الخيار العسكري، مما يفرض على اسرائيل جهوداً تثقل على مواردها واقتصادها.
3. نجحوا فى إحراز درجة عالية من التعاون العربي سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي خاصة عندما استخدموا سلاح البترول فى أكتوبر.
4. إستعادت مصر حرية المناورة بين الدول الكبري بعد أن كانت فقدتها قبل ذلكبعشر سنوات.
5. غَيّر العرب من صورتهم الذاتية فقد تحرروا من صدمة عام 1967 وأصبحوا أقدر على العمل الجاد.
اللواء ايلى زاعير رئيس الاستخبارات العسكرية:
إن ما حدث فى يوم الغفران كان أكبر من مجرد تقدير خاطىء للموقف، سواء بالنسبة لاندلاع الحرب نفسها مرورا بالعمليات الحربية.
كانت مفاجئة حرب أكتوبر زلزالاً هز إسرائيل هزة نفسية عميقة و أدى إلى إنهيار الدعامات الاساسية لنظرية الامن الاسرائيلية.
ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق:-
من أهم نتائج حرب أكتوبر ١٩٧٣
لقد انتهت ثقة الإسرائيليين فى تفوقهم الدائم كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل، وهذا اخطر شيء يمكن أن تواجهه الشعوب وبصفة خاصة إسرائيل إن وقد تجسد هذا الضعف فى صورتين متناقضتين أدتا إلى استقطاب إسرائيل على نحو بالغ الخطورة، فمن ناحية كان هناك من بدئوا يشكون فى مستقبل إسرائيل، ومن ناحية أخرى لوحظ تعصب وتشدد متزايد يؤدى إلى ما يطلق اسم "عقدة الماسدا " ( القلعة التى تحصن فيها اليهود أثناء حركة التمرد اليهودية ضد الإمبراطورية الرومانية , ولم يستسلموا وماتوا جميعا ).
الجنرال الإسرائيلي اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلي ١٩٧٣:
إن حرب أكتوبر هي حرب تختلف عن كل الحروب التى خضناها ضد العرب، كانت المبادرة دائما فى أيدينا, وكان التحرك بالنسبة لنا أمرا سهلا لأننا نحن الذين كنا نهاجم , ولكن هم الذين هاجموا، ومعنى ذلك أن التوقيت لهم والهجوم لهم, أما المفاجأة فهي التى لنا، وأصبح علينا أن ندافع, وهذا أمر مرير كان يحز فى نفوسنا.
الجنرال الإسرائيلي يشيعا جافيتش:
بالنسبة لإسرائيل فى نهاية الأمر انتهت الحرب دون أن نتمكن من كسر الجيوش العربية، لم نحرز انتصارات، لم نتمكن من كسر الجيش المصري أو السوري على السواء، ولم ننجح فى استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي، وأننا لو قيمنا الانجازات على ضوء الأهداف، لوجدنا أن انتصار العرب كان أكثر حسما.
ولا يسعني إلا الاعتراف بأن العرب قد أنجزوا قسما كبيرا للغاية من أهدافهم، فقد اثبتوا أنهم قادرون على التغلب على حاجز الخوف والخروج إلى الحرب والقتال بكفاءة، وقد اثبتوا أيضا أنهم قادرون على اقتحام مانع قناة السويس ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من أيدينا بقوة السلاح.
حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل الأسبق:كبرى عمت الان د
إن حرب أكتوبر انتهت بصدمة كبرى عمت الإسرائيليين ولم يعد موشى ديان كما كان من قبل، وانطوى على نفسه من ذلك الحين، لقد كان دائما على قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس فى وسعهم أن يهاجموا، وحتى فى غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته، لقد أصبح ديان شخصيه من طراز هامليت يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض إرادته، وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التى حكمت إسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة, حتى ذلك الحين تماما، مثلما كانت الحرب سببا فى إحداث تغييرات فكرية فى عقلية القيادة الإسرائيلية، التى بدأت تبحث عن طريق جديد وسياسة واقعية فى التعامل مع المشكلة عبر الحلول السياسية.
لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون، بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم، لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتى بدا العالم الخارجي يتجه إلى الثقة بأقوالهم وبياناتهم.
ابراهام كاتزير رئيس دوله إسرائيل الأسبق :-
لقد كنا نعيش فيما بين عام ١٩٦٧,١٩٧٣ فى نشوة لم تكن الظروف تبررها, بل كنا نعيش فى عالم من الخيال لا صلة له بالواقع . وهذه الحالة النفسية هي المسئولة عن الأخطاء التى حدثت قبل حرب أكتوبر , وفى الأيام الأولى للحرب , لأنها كانت قد تفشت فى كل المجالات العسكرية والسياسية والاجتماعية , وأحدثت فيها مواطن ضعف خطيرة يجب على الإسرائيليين جميعا أن يتحملوا مسئوليتها , وعلينا أن نتعلم بعد هذه الحرب الفظيعة أن نكون أكثر تواضعا وقل نزوعا إلى المادية , كما يتحتم علينا أن نبذل كل طاقاتنا لأزاله الفجوة الاجتماعية , والتغلب على المادية التى أحدقت بنا .
موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر:
تصريحات "ديان" أثناء الحرب:
أنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك القوة الكافية لدفع المصريين إلى الخلف وأننا لا نملك القوة الكافية لإعادة المصريين عبر قناة السويس مرة أخرى.
إن المصريين يملكون سلاحا متقدما، وهم يعرفون كيف يستخدمون هذا السلاح ضد قواتنا ولا
أعرف مكانا فى العالم محميا بكل هذه الصواريخ كما هو عند مصر، إن المصريين يملكون العديد من الأنواع المختلفة من السلاح، وهم يستعملون كل هذه الأنواع بامتياز وبدقة متناهية .
إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام، فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب
ويستطرد وزير الدفاع الإسرائيلي يقول :
الموقف الآن هو أن المصريين قد نجحوا فى أن يعبروا إلى الشرق بأعداد من الدبابات والمدرعات تفوق ما لدينا فى سيناء، والدبابات والمدرعات المصرية تؤيدها المدافع البعيدة المدى وبطاريات الصواريخ والمشاة المسلحون بالصواريخ الخاصة بالدبابات .
هذا وإننى أقول صراحة بأن سلاحنا الجوى يواجه الكثير من المصاعب، وإننا خسرنا الكثير من الطائرات والطيارين بسبب بطاريات الصواريخ والسلاح الجوى المصري.
اننى أقول بمنتهى الصراحة، بأننا لو كنا قد استمررنا فى محاولتنا لدفع المصريين عبر القناة مرة أخرى، لكانت خسائرنا فى العتاد والرجال جسيمة لدرجة أن إسرائيل كانت ستبقى بدون أي قوه عسكريه تذكر، فان هذا يعنى دخولنا معركة عسكرية لانملك فى الحقيقة لا نملك فى الحقيقة القوة الكافية لها.
ويستمر ديان فى الحديث:
إن المصريين يملكون الكثير من المدرعات, وهم أقوياء، وقد ركزوا قواهم طوال السنوات الماضية فى إعداد رجالهم لحرب طويلة شاقة بأسلحة متطورة تدربوا عليها واستوعبوها تماما، ولهذا فإننا تخلينا عن خططنا الخاصة بدفع المصريين أو محاولة مواجهة القوات المصرية فى محاولات لدفعهم عبر القناة مرة أخري، كما أننا تخلينا عن خطط الهجوم فى الجبهة المصرية.
وهذا معناه أننا تخلينا عن النقط الحصينة فى خط بارليف.
لقد انسحبنا من هذا الخط ..كان جزء من الانسحاب عملا نظاميا ولكن فى غالبية الأحوال كان الانسحاب بسبب شدة وطأة الهجوم المصري .
وإننى أمل فى أن تكون معظم قواتنا فى هذه النقاط الحصينة قد استطاعت الانسحاب لان خط بارليف قد انتهى كخط دفاعي, أو حتى لمجرد خط للتعويق، وقد فقدنا معظم الاتصالات مع قواتنا الباقية فى بعض نقاط هذا الخط التى تحاصرها القوات المصرية .
إن خط بارليف لم يعد حقيقة بالنسبة لنا ..ونحن لا نملك القوة لطرد المصريين الذين احتلوه أو حطموه، ولا نملك القوة لدفع المصريين مرة أخرى عبر القناة إلى الضفة الغربية .
ويعترف وزير دفاع إسرائيل مصرحا :
· إن الأهم بالنسبة لنا وللعالم أننا – إسرائيل – لسنا أقوى من المصريين وأن هالة التفوق الإسرائيلي قد زالت وانتهت إلى الأبد .
· وبالتالي فقد انتهى المبدأ الذى يقول أن إسرائيل متفوقة عسكريا على العرب كما ثبت خطأ النظرية الإسرائيلية بأن العرب سينهزمون فى ساعات إذا أعلنوا الحرب ضد إسرائيل، وهذا ما كانت تعيش عليه إسرائيل طوال السنوات التالية منذ حرب الأيام الستة..!
وأخيراً ما قاله الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون 1973:
إنها خيبة أمل كبيرة من المخابرات المركزية الأمريكية سى.اى.ايه وكذلك من المخابرات الإسرائيلية المتعاونة معها والتي كُنّا نظن أنها ممتازة، إننا لم نظن أن حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ سوف تندلع ضد إسرائيل إلا قبل ساعات قليله من اندلاعها.
جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل:
إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا فى سيناء، وتوغل السوريون فى العمق على مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة على الجبهتين، وكان السؤال المؤلم فى ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة على حقيقة الموقف السى أم لا ... ؟!
وفى الختام أقول» إن لكل حرب مفاجأة وكانت مفاجأة اكتوبر هى المقاتل المصرى «
تحيا مصر .. يحيا جيش مصر ..
وكل عام وأنتم بخير