أنباء اليوم
الأربعاء 24 ديسمبر 2025 01:46 مـ 4 رجب 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الداخلية:ضبط 7 عناصر إجرامية لقيامهم بغسيل أموال بقيمة 200 مليون جنيه الداخلية:كشف ملابسات مقطع فيديو قيام أحد الأشخاص بأعمال منافية للاداب العامة بالقاهرة الداخلية:كشف ملابسات واقعة مقطع فيديو الاعتداء علي فتاة بالضرب بالشرقية محافظ المنوفية يقدم التهنئة لجامعة المنوفية بعيدها السنوي الــ 49 وزير الإسكان يتابع مع الشركة الوطنية لإدارة الطرق ملفات العمل المشترك وأوجه التعاون «المجلس القومي للطفولة والأمومة» يعقد الاجتماع الدوري لمجلس إدارته وزير التعليم العالى يترأس اجتماع مجلس إدارة الاتحاد الرياضي المصري للجامعات وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها وفاة الفنان طارق الأمير وتشييع الجثمان بعد صلاة الظهر وزير الاستثمار يتفقد مشروع تطوير مبني وزارة الداخلية ب ” لاظوغلي” وزير العمل : مليون و700 ألف جنيه إعانات عاجلة لـ13 عاملًا غير منتظم من ضحايا حادث طريق الواحات رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد يعلن إطلاق بوابة هيئة الشراء الموحد الرقمية

فن الإدارة والشخصية المتوازنة


بقلم _الدكتور /السيد عوض


من الأمور المهمة لحسن الإدارة،اجتناب ما يسبب نفرة الناس، فإنه وإن كانت النفرة لأسباب تافهة، تكون مضرة بالإدارة والمدير, ومما يسبب النفرة أبواب كثيرة، نذكر منها جملة:


إخلاف الوعد، وإظهار الاستبداد والتواضع الملحق بالمهانة، وهجر الناس وتجنبهم، وعدم حضور الاجتماعات المنعقدة في المناسبات، والاعتزاز بالنفس وبالعمل مظهرًا ذلك بقول أو عمل، والإتيان بما لا يليق عند الناس كالأكل في الطريق والضحك بصوت عال والبصاق أمامهم والمزاح المثير..إلخ، ووضع النفس فوق مستواها كاصطحاب من فوقه والجلوس فوق مجلسه، وترفيع بعض على بعض في المعاشرة والمصادقة وما أشبه مما يسبب جلب عداوة من نقصهم حقهم، وتنقيص الناس حقهم والمجادلة، والتكلم بما لا يصدقه الناس وإن كان حقًّا من القصص والتواريخ وما أشبه، والكذب، والإتيان بالأمور المنكرة شرعًا أو عقلاً أو عرفًا...إلى غيرها من الأمور الكثيرة المنفرة..


الصمود النفسي


يؤكد الكثيرون أن القيادي لابد أن يكون أكثر الموجدين داخل المؤسسة قدرة على التحمل النفسي ومواجهة الضغوط المحيطة به لكي لا تؤثر على قرارته التي تمثل مصير المؤسسة؛ لذا كان من الأمور المهمة لحسن الإدارة ( الصمود أمام الكوارث) فإن الإدارة بطبيعتها معرضة للهزات، وكلما كانت الإدارة أوسع، كانت الهزات أكثر وأعنف .
فمن المديرين من لا يعد العدة للكوارث؛ فإذا أصيب بشيء منها، انسحب عن الميدان وهذا فشل وخور، بل اللازم على المدير
الحازم:


أولاً: أن يعد العدة سلفًا للكوارث المحتملة حتى إذا نزلت الكارثة، كان مهيأً للتخفيف من حدتها، ثم محو آثارها بكل سرعة.


وثانيًا: أن يعد القوة النفسية أمام الكوارث حين نزولها، حتى لا يتضعضع ولا ينهزم نفسيًّا أمام الكارثة، فإن الصمود النفسي مما يخفف وقع الكارثة.


يقول علماء النفس: إن الصدمة التي يتلقاها الإنسان أمام الكوارث أشد إيلامًا من الصدمة ذاتها.
والإنسان إذا استعد لتلقي الصدمات المحتملة، ثم وردت الصدمة عليه خفف الاستعداد من الجزء الأكبر منها، والجزء الباقي يتلاشى بمضي الزمان، وإلا انهار نفسيًّا وإداريًّا بما لا يرجى القيام منه. ضبط النفس


ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ضبط النفس عن الانخداع ، و الانخداع على أقسام:


الأول: الانخداع بالجانب المبهرج من الحياة؛ فإن النفس ميالة إلى الراحة وحسن السمعة... وما أشبه، والحياة تأبى إلا العمل الجدي المستمر الصامت بكل هدوء، و كثيرًا ما يرى انخداع المدير بالجانب المبهرج، فيميل إلى الراحة أو يغتر بحسن السمعة؛ فيكسل في العمل وضبط الإدارة، ويترك العمل الجاد المستمر، وبذلك تضعف إدارته، وينقلب وبالاً على الحياة، بعد أن كان محفزًا للحياة ودافعًا لها إلى الأمام.


والمديرون الذين يبتلون بهذا الانخداع، يوجب ذلك انحطاط مستوى الإدارة وبانحطاط الإدارات تنحط الأمة، ورويدًا رويدًا يشملها الخمول والتأخر فتتقدم عليهم سائر الأمم.. وهذه هي نواة كل تقدم وتأخر، فالتقدم أوله الحزم وعدم الانخداع، والتأخر أوله الكسل والغرور بالجانب المبهرج .


الثاني: الانخداع بالمدح.. فكثيرًا ما يميل الإنسان إلى الكسل، إذا وجد مادحين له، أو إلى الانحراف إذا وجد من يمدح طريقته .


الثالث: الانخداع بالذم؛ ففي كثير من الأحيان يترك الإنسان الطريقة المثلى خوفًا من الذم، وتهربًا من الازدراء .
الرابع: الانخداع بالتحريض؛ فكثير من الناس يلقون أنفسهم في المهالك بتحريض محرض وتشجيع مشجع وإغراء مغر، وهم يعلمون ضرر ذلك، لكن التحريض يثير أعصابهم، ويوقظ نخوتهم .


وكل هذه الأقسام من الانخداع مما تضر بالإدارة وتوجب الانحطاط وذهاب السمعة وأخيرًا الفشل والانهيار.. وقد كان هذا منطق القائل " النار ولا العار"، وإليه أشار الله تعالى في كتابه ( وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ﴿٢٠٦﴾ [البقرة].


فمن الضروري على المدير أن يهتم بضبط نفسه، حتى لا ينخدع بهذه الانخداعات، ولا يكون ذلك إلا بالاستعانة بالله سبحانه، وطول ذكره ليل نهار، والتوكل عليه، وهو سبحانه يكفي من توكل عليه ويأخذ بيد من استعان به وهو خير موفق ومعين.