أنباء اليوم
الخميس 20 نوفمبر 2025 08:20 مـ 29 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي

دكتور رضا حجازي:أحيانًا لا تأتي أخطر دروس العلم من داخل المختبرات، بل من الأخطاء التي تكشف لنا الطريق وتوقظ وعينا

في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الأوساط العلمية مؤخرًا، أعلنت جامعة هونج كونج فتح تحقيق رسمي بعد اكتشاف أن ورقة بحثية نُشرت حديثًا تضمّنت عشرات المراجع غير الحقيقية. مراجع كُتبت بصيغة أكاديمية متقنة، لكنها لم تكن موجودة أصلًا في أي قاعدة بيانات علمية.

والأخطر أن هذه المراجع الوهمية، التي تبيّن لاحقًا أنها توليدات غير دقيقة للذكاء الاصطناعي، مرّت عبر التحكيم والنشر دون أن يكتشفها أحد.

هذه الحادثة رغم غرابتها ليست مجرد خطأ بحثي، بل هي إشارة تحذير مهمة في زمن أصبحت فيه أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا من حياتنا اليومية؛ تساعد، وتسهّل، وتختصر الوقت، وتفتح أبوابًا جديدة للمعرفة والابتكار.

لكن مهما بلغت قدرات الذكاء الاصطناعي، سيظل ذكاءً اصطناعيًا يعمل ضمن حدود ما يُعطى، لا يمتلك ضميرًا، ولا يفهم السياق، ولا يتحمّل مسؤولية.

فالذكاء الاصطناعي أشبه بمصباح قوي يضيء الطريق، لكنه أبدًا لا يقرر الاتجاه.

وهنا تكمن الحقيقة الجوهرية:

الذكاء الاصطناعي وسيلة عظيمة في يد الإنسان، لكنه لا يمكن أن يستبدل الإنسان.

الأدوات مهما تطورت لا تُغني عن العقل الذي يفكر، ولا الضمير الذي يتحقق، ولا الباحث الذي يدقق، ولا الإنسان الذي يحمل رسالة العلم وقيمه.

إن ما نحتاجه اليوم ليس الخوف من الذكاء الاصطناعي، بل حسن توظيفه، وإدراك دوره، والتمييز بين ما يمكن أن ينجزه، وما لا يستطيع أن يفعله أبدًا.

رضا حجازى

أستاذ دكتور المناهج وطرق التدريس

رئيس جامعة الريادة

وزير التربية والتعليم السابق