أنباء اليوم
الأربعاء 5 نوفمبر 2025 04:25 صـ 14 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي

قلب واحد

قلب واحد رغم انف الحاقدين....
بقلم- هبه قاسم

تستمر العلاقات الانسانية الي مالا نهاية حين تنبض القلوب بالصدق والمحبة والخير والإحترام المتبادل ،فكم من علاقات انهارت بسبب الفتن الخبيثة ، التي قطعت عروق المحبة بين الناس وبعضهم !!
وكم من دول اشتعلت فيها نيران الفتن ولم تهدأ إلي أن سقطت فى يد الأعداء جثة هامدة ، وكم من بشر استمعت وانقادت خلف من ينشرون الفتن حتي اصابهم الهلاك .

وقد اكتشف صناع ومحترفو إشعال الفتن و الهدم بين الناس ان أفضل وسيلة للقضاء على عقيدة او التفرقة بين الناس هي البحث لها عن نقيض يبارزها اي ضرب الأشخاص بالأشخاص بأشعال الفتن بينهم.
وهذي من ابشع الجرائم الوحشية الغير إداميه لان بسببها تثار المشاكل والصراعات، و تزداد الكراهية والسب والقذف والقتال بين الناس، حيث أكد ذلك احد العلماء كالإمام مالك، الذي حذر المسلمين من الفتن حيث قال ،ان الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) وحتي النصوص الشرعية حذرت منها لما لها من عواقب وخيمة ونشر الكراهية والحقد وإراقة الدماء، وتشتيت الأمم، وضياع الأمن والسلام .

وللأسف من حين لآخر تظهر جماعة شيطانية من البشر محترفين بنشر الفتن فقط ليفرقون بين الناس والشعوب وبعضهم ولا يهدأ لهم بال الي ان تندلع نيران الضغينة وتزداد المشاحنات يوم بعد يوم حتي يصل الكره للقلوب واللسان يكون سليط بالقول وقاسي لا يرحم حي ولا ميت !!

وهذا ما فعلوه في الأونة الأخيرة ، اجتهدوا في اشعال فتنه لقطع عروق المحبة والسلام بين دولتي مصر والسعودية من قبل اشخاص حاقدين يدسون كل ماهو خبيث في نفوس أبناء الشعبين ،بنشر منشورات علي مواقع التواصل الاجتماعي تقلل من قيمة كل بلد مصحوبة بتعليقات سلبيه كلها تنمر وتقليل من شأن كل بلد وشعبه وقيادته !!فهؤلاء الخونة اصحاب الفتن يقومون بتلك الألاعيب الشيطانية الخبيثة ولا يدركون أن الله حافظ لمصر وبلد الحرمين بحفظه العظيم ولا احد يستطيع المساس بهم بفضل رعاية الله وبفضل قيادتهم التي تعي جيداً مكر ومقصد هؤلاء الخونة المندسون بين الشرفاء لإشعال الفتنه بين الشعبين والتحريض علي الكراهية ، لتظهر بنفس الوقت فئات عديدة من الناس ،تحذر مما يتم نشره وتداوله والمقصد الخبيث من نشره وان ليس كل ما يقال أو ينشر مصدق خصيصاً في زمن الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم في طرق غير شرعية بهدف تضليل العقول وانقلاب الحقائق ، فمصر والسعودية قلب واحد لاغني عن بعضهم البعض وكلاً منهما له مواقفه الجليلة مع الآخر وهذا مااكد عليه قادة البلدين وأصحاب العقول الراقية، و مايستوجب علينا كأفراد وأبناء الدولتين ان نعلم من هو عدونا الحقيقي ومااهدافه من نشر تلك الفتن اللعينة ولا ننساق وراها و نبتعد عن أسبابها وأصحابها المضللين ونتفهم أن للفتنه وجوه ومعاني كثيرة اشدها ،فتنة تموج كموج البحر وهي التي يصبح الناس فيها كالبهائم أي لا عقول لهم يفكرون بها ،الامن يعرف دينة جيداً لن تضره الفتن اينما كانت.
اعداء السلام اليوم ينشرون فتن لانقلاب الشعوب والمجتمع على بعضهم" ليعم صراع داخلي بين أفراد المجتمع، والذي يمكن أن يؤدي إلى العنف والاقتتال، ومن الممكن ان يشمل أسباباً سياسية واجتماعية أو اقتصاديةاو تاريخية او دينية وذلك هو مقصدهم من إشعال الفتنه بين دولتين شقيقتين ومن وجهة نظري هم قلب واحد وسيظلون قلب واحد وأخوه بالدم رغم أنف الحاقدين وكارهين الأمن والأمان والاستقرار والسلام بين الدولتين والشعوب العربية .
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قَالَ: قَالَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ، وَهْوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ؛ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ )) فقد حذر الاسلام ان الفتنة بين الناس عقوبتها وخيمة، حيث يواجه مرتكبها عقاباً دنيوياً و العاقبة تكون شديدة لانها من أكبر الكبائر التي تُهدد أمن المجتمع واستقراره، ففي الدنيا، قد تصل عقوبتها إلى القتل ،وأما العقاب في الآخرة يكون بالهلاك والعذاب الأليم، كما جاء في قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ}.
كما قال الحسن البصرى :
الفتنة تبدأ همساً بين اثنين، ثم تصير صخباً بين جماعة، ثم ناراً تأكل القلوب ،لذلك فالسلامة من الفتن تكمن في لزوم الحذر وتجنب الخوض فيها. كما حذرنا رسول الله ﷺ من الفتن، وبيّن أن الشخص المبتعد عن الفتنة خير من الذي يدخل فيها، ويستمع لها ويساهم بنشرها وأن أفضل الناس في وقت الفتنة من أخذ بلجام فرسه في سبيل الله، أو اعتزل في بادية يؤدي حق الله وعلي كل مسلم مؤمن بالله واليوم الاخر تجنب خوض الفتن ومشاحناتها، والابتعاد عن مصادرها. والصبر والثبات بالقول الخير في حال الابتلاء بالفتنة، وعدم تصديق كل ما يقال وينشر والتأكد من صحة الأخبار قبل تداولها ،و الاستعانة بالله واللجوء إليه من الفتن والشبهات، والتمسك بحبل الله في التفرقة والوحدة
ونبذ كل ما يسبب الفرقة بين الناس كالتعصبات والأحقاد، والتمسك بالقواسم المشتركة التي تجمع الأمة مثل الأخوة والتعاون على البر والتقوى كما أمرنا الله بذلك في قوله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا".
واختتم مقالي بالصلاة والسلام على رسول الإنسانية والمحبة والسلام ﷺ وندعو الله أن يحفظ مصر والسعودية بلد الحرمين وينعم عليهم بنعمة الأمن والأمان والاستقرار ويديم المودة والاحترام والأخوة بينهم وبين كل الشعوب العربية .