أنباء اليوم
الخميس 23 أكتوبر 2025 09:40 مـ 1 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الخطيب: الأهلي يؤدي دورًا وطنيًا ومجتمعيًا.. وياسين منصور يجسد روح الإنكار ومرتجي سفير مشرف للقلعة الحمراء عرضان خارجيان لنجوم نادي سوهاج.. اهتمام ليبي ببانون وعرض إماراتي لباري حازم هلال: الخطيب هو الأنجح في إدارة كرة القدم في تاريخ مصر رئيس المخابرات العامة يستقبل نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر المسلماني في سكاي نيوز : فلسطين ليست ورقة وإنما مبدأ .. وموقف الرئيس السيسي والدولة المصرية أخلاقي الخطيب: الأهلي صاحب الفضل على الجميع.. وحققنا نجاحات كبيرة علي كافة المستويات محافظة الجيزة: غلق كلي بطريق امتداد محور ٢٦ يوليو أمام جامعة النيل غداً الجمعة لتنفيذ أعمال مشروع المونوريل رئيس المخابرات العامة يستقبل الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين البرلمان العربي يستنكر مصادقة الكنيست على مشروعي قانونين لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية رئيس الوزراء يتابع الموقف المالي للهيئة القومية للتأمين الاجتماعي وسبل تعظيم إيراداتها رئيس إيطاليا يفتتح معرض”كنوز الفراعنة”بالعاصمة روما بحضور وزير السياحة والآثار تكريم جوميا مصر والرئيس التنفيذي عبد اللطيف علما في احتفالية مرور 100 عام على تأسيس «روز اليوسف»

محمود سامي البارودي ودوره في الثورة العرابية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يُعد محمود سامي البارودي واحدًا من أبرز الشخصيات الوطنية في تاريخ مصر الحديث، حيث جمع بين موهبة الشعر وميدان السياسة والجندية. اشتهر بلقب "رب السيف والقلم"، فقد كان فارسًا في ساحة القتال، وصاحب قلم مؤثر في ساحة الفكر والأدب.

مع بدايات الثورة العرابية عام 1881، كان البارودي من أبرز القادة العسكريين والسياسيين الذين دعموا أحمد عرابي في مواجهة سيطرة الخديوي توفيق والنفوذ الأجنبي في مصر. آمن بضرورة إعلاء شأن الجيش المصري والدفاع عن حقوق الأمة، فشارك بفاعلية في الحركة الوطنية، وأصبح أحد رموزها الكبار.

تولى البارودي وزارة الحربية لفترة، وكان من أشد المدافعين عن مطالب الضباط والجيش، وساهم في الدفع نحو الإصلاح السياسي والحد من تغوّل النفوذ الأجنبي داخل مؤسسات الدولة. وعندما اشتعلت الثورة العرابية، وقف إلى جانب أحمد عرابي في معركة التل الكبير عام 1882، مؤكدًا موقفه الوطني، رغم ما انتهت إليه المعركة من هزيمة ودخول الاحتلال البريطاني إلى مصر.

لم يقتصر دور محمود سامي البارودي على العمل العسكري فحسب، بل امتد إلى ساحة الحكم والإدارة. تولى منصب رئيس مجلس الوزراء المصري في فبراير 1882، ليصبح أول شاعر مصري يتولى رئاسة الوزارة. ورغم قصر مدته في المنصب – إذ لم تتجاوز الأشهر – إلا أنه حاول تنفيذ إصلاحات جادة، أبرزها تعزيز سلطة الدولة، وإعطاء البرلمان مكانة أكبر، والسعي لتحقيق قدر من الاستقلال الوطني عن الهيمنة الأجنبية.

لكن أحداث الثورة العرابية والتدخل البريطاني سرعان ما أنهت تجربته الوزارية القصيرة، فتمت محاكمته ونُفي إلى جزيرة سرنديب (سريلانكا حاليًا) مع أحمد عرابي وعدد من رفاقه.

كان محمود سامي البارودي مثالًا حيًا لرجل الدولة المخلص الذي جمع بين الفكر والعمل، وبين الشعر والسياسة. فقد ترك بصمة خالدة في مسيرة الثورة العرابية، كما رسّخ مكانته كأحد رموز النهضة الوطنية والفكرية في مصر، وظل اسمه محفورًا في الذاكرة الوطنية كرمز للنضال من أجل الحرية والكرامة.